-A +A
عيسى الحليان
العلا أحد الكنوز الأثرية التي تم اكتشافها فجأة وعلى حين غرة، فبعد أن كانت مجرد تكوينات صخرية تسفو عليها الرمال، تشير التقارير الرسمية إلى أنها سوف تسهم برفع الناتج المحلي إلى 120 مليارا، وإيجاد فرص عمل لـ 38000 مواطن، والإسهام في تحقيق 28 هدفا من أهداف الرؤية عام 2030.

رب ضارة نافعة، فهذه المواقع المتناثرة في قلب الصحراء والتي تحتوي على أكبر تراث وطني لأقوام وحضارات تعاقبت على هذه المدينة ما تزال مواقع «بكر» لم تعبث بها يد الإنسان، وبالتالي يمكن بناء منظومة سياحية نظيفة وعصرية وخالية من التشوهات البصرية، وهو ما سوف يفسح المجال واسعا أمام المخططين في الهيئتين المعنيتين لفرص البناء والتعمير على أحدث المستويات مستفيدين من التجارب التي مرت بها الدول في هذا المجال.


ورغم أهمية الوقت لتكون إحدى أيقونات السياحة العالمية، إلا أنني أرى أن لا نستعجل في عمليات البناء والتعمير للمرافق والخدمات المساندة إلاّ بعد تشكيل نموذج راسخ يستمد هويته من طبيعة الجبال المجاورة والتي تمثل لوحة فنية رائعة الجمال، كما أرى إشراك نخب من المثقفين والمؤرخين وخبراء الآثار من خلال ورش عمل تعقد في المكان ذاته تشارك فيها بالإضافة إلى الهيئة الملكية وهيئة السياحة الشركة الفرنسية واليونسكو وبعض المكاتب الاستشارية العالمية وغيرها، وأزعم أن هذا لن يكون غائبا عن برامج وخطط الهيئة الملكية في العلا، بل أنا على يقين أنهم يفكرون بطريقة أبعد بكثير.

كما أتمنى أن تعمل البلدية على مقاس الهيئة وعلى نفس الدرجة من الكفاءة وديناميكية الأداء من حيث تصعيد فئتها ورفع ميزانيتها ودعمها بالكفاءات البشرية التي تتلاءم مع أهمية المدينة الجديدة، وباعتبارها الحاضن لهذه الثروة الأثرية ولكي تعكس الحضارة السعودية الحاضنة والموازية للحضارات القديمة ولتكون أول مدينة في المملكة تختط نموذجا متفردا للبناء وباشتراطات معمارية تحاكي هوية المنطقة الأثرية من حيث الشكل الخارجي على أقل تقدير.