كبرت وتألمت وتعلمت.. واستوعبت كم أنت كبيرة وصامدة أيتها المرأة..
ليس تحيزا لبنات جنسي ولا هي عداوة لأبنائها، فلا تؤنس الحياة بلا رجل.. ولا تروق بدونه! ولكن ليس كل رجل رجلا، فكما هناك ذكور وآخرون رجال، هناك إناث وأخريات نساء.. فليست كل أنثى امرأة بما تحمله الكلمة.. وأنا منهن وأعرف تماماً ماذا تعني المرأة بيننا نحن معشر النساء! فدعوني أحدثكم عن النوع الثاني الذي أصبح صعب الوصول إليه بين هذا الكم من الزحام.. أصبح نوعا يستفز بعض الذكور لأنهن لا يشبهن العامة.. هن نساء واعيات مسؤولات شامخات مثل الحصن، يحمين أسرهن من السهام، ويربين أطفالهن على القيم والصدق والعمل وحب الله، تلك النساء اللاتي لا يرتزقن وراء أنوثتهن سواء كن زوجات أو أمهات أو أخوات بل يبنين الأرواح داخل الأنفس في كل من يخالطهن.
المرأة هي صانعة للعالم إن أرادت، هي من تستطيع أن تغير مستقبل أمة.. من تستطيع أن تغير جيلاً بأكمله إذا هي أرادت ذلك!
في ذكرى كل عام من الثامن من مارس يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي لتسرد إنجازاتها ويتم الاحتفاء بعالمها، ولكني قررت أن أتكلم عن النساء اللاتي لا يُنصَفن ولا يتحدث عنهن الإعلام ولا ينصفهن القانون كما يجب أن يكون... النساء المعنفات داخل هذه البيوت!
أين أنتم عن أنينهن والجلود التي تزرق والدماء التي تسيح من ذكور فاقدين لرجولتهم، وآخرين متعجرفين، من مجتمع قدس الذكر وجعل حوله هالة تحميه من العقاب.. هالة دينية وأخرى اجتماعية وثالثة وهمية.. أين أنتم عن الأطفال الذين يسمعون أمهاتهم يُضربن من خلف الجدران إن لم يكن أمامهم؟ أين هو القانون الذي سينصفهن؟ وإلى متى يبقى النص حاجزا وعصا يلوح بها الذكر متى ما شاء؟.. مسيئا لاستعمالها؟ من الذي أعطاه الحق بأن يكون الجلاد لمن تبنى الأمم، لمن تطمئن وتلم وتحن وتعطف.. وهل قيمة كسر النفس 50 ألف ريال لديك أيها القانون؟ وهل قيمة هز وطن بضعة آلاف من الريالات؟؟
أكد المتخصصون في شؤون المرأة ارتفاع مؤشر العنف في المملكة تجاه المرأة إلى 87%. وهي أرقام أقل بكثير من الحالات التي تتعرض لها فعلياً بسبب خوف المعتدى عليها من التبليغ وقلة الحيلة لقلة وجود دور إيواء للمعنفات، والتي إن دخلت إحدى هذه الدور فلن تخرج إلا بإذن ولي أمرها الذي قد يكون معنفها الأول الذي ينشر روحا من العنجهية والأذى والفوضى والحمق والتخويف والرعب تجاه من تحت أيديه وبين أسرته.
أعود وأسألكم بأي حق؟ بأي حق؟ وهل سيخلق الله الذكر والأنثى ليعطي الذكر العصا ليؤدب الأنثى وهم سواسية بالثواب والعقاب؟؟ حكّموا عقولكم وضمائركم فلن أناقشكم بنصوص اختلفوا كعادتهم على تفسيرها... فقط أخاطب إنسانيتكم.. هل يعقل أن تضرب أم الأمة من أب الأمة؟
انصفوها كما أنصفتكم، أعطوها ما تستحق من حقوق لتحموا مستقبل وعقول أولادكم لأجيال قادمة.. فلا يمكن لنفس مكسورة مجلودة أن تبني رؤوسا شامخة مرفوعة تشيل بين يديها وطنا، فإن أردتم وطنا أنصفوها..
كم أنتِ قوية صامدة يا بنت بلدي المعنفة، مكابرة أبيّة أمام الصدمات والكسرات، تحلمين بيوم جديد يأتي فيه من يدخل هذه البيوت ويأخذ بيدك، يطبطب على كتفك، ويداوي جرحك ويقول ها قد جاء من ينصرك.
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@
ليس تحيزا لبنات جنسي ولا هي عداوة لأبنائها، فلا تؤنس الحياة بلا رجل.. ولا تروق بدونه! ولكن ليس كل رجل رجلا، فكما هناك ذكور وآخرون رجال، هناك إناث وأخريات نساء.. فليست كل أنثى امرأة بما تحمله الكلمة.. وأنا منهن وأعرف تماماً ماذا تعني المرأة بيننا نحن معشر النساء! فدعوني أحدثكم عن النوع الثاني الذي أصبح صعب الوصول إليه بين هذا الكم من الزحام.. أصبح نوعا يستفز بعض الذكور لأنهن لا يشبهن العامة.. هن نساء واعيات مسؤولات شامخات مثل الحصن، يحمين أسرهن من السهام، ويربين أطفالهن على القيم والصدق والعمل وحب الله، تلك النساء اللاتي لا يرتزقن وراء أنوثتهن سواء كن زوجات أو أمهات أو أخوات بل يبنين الأرواح داخل الأنفس في كل من يخالطهن.
المرأة هي صانعة للعالم إن أرادت، هي من تستطيع أن تغير مستقبل أمة.. من تستطيع أن تغير جيلاً بأكمله إذا هي أرادت ذلك!
في ذكرى كل عام من الثامن من مارس يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي لتسرد إنجازاتها ويتم الاحتفاء بعالمها، ولكني قررت أن أتكلم عن النساء اللاتي لا يُنصَفن ولا يتحدث عنهن الإعلام ولا ينصفهن القانون كما يجب أن يكون... النساء المعنفات داخل هذه البيوت!
أين أنتم عن أنينهن والجلود التي تزرق والدماء التي تسيح من ذكور فاقدين لرجولتهم، وآخرين متعجرفين، من مجتمع قدس الذكر وجعل حوله هالة تحميه من العقاب.. هالة دينية وأخرى اجتماعية وثالثة وهمية.. أين أنتم عن الأطفال الذين يسمعون أمهاتهم يُضربن من خلف الجدران إن لم يكن أمامهم؟ أين هو القانون الذي سينصفهن؟ وإلى متى يبقى النص حاجزا وعصا يلوح بها الذكر متى ما شاء؟.. مسيئا لاستعمالها؟ من الذي أعطاه الحق بأن يكون الجلاد لمن تبنى الأمم، لمن تطمئن وتلم وتحن وتعطف.. وهل قيمة كسر النفس 50 ألف ريال لديك أيها القانون؟ وهل قيمة هز وطن بضعة آلاف من الريالات؟؟
أكد المتخصصون في شؤون المرأة ارتفاع مؤشر العنف في المملكة تجاه المرأة إلى 87%. وهي أرقام أقل بكثير من الحالات التي تتعرض لها فعلياً بسبب خوف المعتدى عليها من التبليغ وقلة الحيلة لقلة وجود دور إيواء للمعنفات، والتي إن دخلت إحدى هذه الدور فلن تخرج إلا بإذن ولي أمرها الذي قد يكون معنفها الأول الذي ينشر روحا من العنجهية والأذى والفوضى والحمق والتخويف والرعب تجاه من تحت أيديه وبين أسرته.
أعود وأسألكم بأي حق؟ بأي حق؟ وهل سيخلق الله الذكر والأنثى ليعطي الذكر العصا ليؤدب الأنثى وهم سواسية بالثواب والعقاب؟؟ حكّموا عقولكم وضمائركم فلن أناقشكم بنصوص اختلفوا كعادتهم على تفسيرها... فقط أخاطب إنسانيتكم.. هل يعقل أن تضرب أم الأمة من أب الأمة؟
انصفوها كما أنصفتكم، أعطوها ما تستحق من حقوق لتحموا مستقبل وعقول أولادكم لأجيال قادمة.. فلا يمكن لنفس مكسورة مجلودة أن تبني رؤوسا شامخة مرفوعة تشيل بين يديها وطنا، فإن أردتم وطنا أنصفوها..
كم أنتِ قوية صامدة يا بنت بلدي المعنفة، مكابرة أبيّة أمام الصدمات والكسرات، تحلمين بيوم جديد يأتي فيه من يدخل هذه البيوت ويأخذ بيدك، يطبطب على كتفك، ويداوي جرحك ويقول ها قد جاء من ينصرك.
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@