يبدو أن واشنطن قررت أخيراً الخروج من دوامة طول النفس، والبدء في عملية نتف ريش الديك التركي، الذي أصبح مزعجاً لحلفائه وميالاً للمساومات والتصريحات والخطوات الاستفزازية، فقبل أيام أخطر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الكونجرس بأنه ينوي إنهاء المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا، وإخراج أنقرة من برنامج سمح لبعض صادراتها بدخول الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، وهذا يعني المزيد من الضغط على الليرة التركية المترنحة من الأساس، ويمكن اعتباره مسماراً جديداً في نعش الاقتصاد التركي الذي تنتظره هاوية لا قرار لها.
المثير أن الرئيس التركي أردوغان المعروف مؤخرا بخطاباته الرنانة في تحدي الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص، لم ينبس بكلمة واحدة تجاه هذه الخطوة الأمريكية رغم إلقائه عدة خطابات بعد الإعلان عنها، والسبب كما يظهر أنه يدرك جيداً مدى خطورة الصدام الكلامي مع ترمب في هذا الوقت بالذات على حظوظ حزبه «العدالة والتنمية» في الانتخابات البلدية التركية التي اقترب موعدها (نهاية مارس الحالي)، فالمزايدات الكلامية التركية قد تهوي بالليرة إلى الحضيض بشكل أسرع من المتوقع ما سيشكل رأياً شعبياً مضاداً لحزب أردوغان وبالتالي خسارة مقاعده المتوقعة في هذه الانتخابات.
لكن الواضح أن صافرة تفجر العلاقات بين واشنطن وأنقرة اقترب إطلاقها ولن تتأخر برأيي عن شهر أغسطس القادم، فبجانب الخلافات العميقة بين الأمريكيين والأتراك في الشأن السوري وقضية «المنطقة الآمنة» والدعم الأمريكي للأكراد، من المرتقب أن تستلم أنقرة من روسيا الدفعة الأولى من منظومات «إس 400» الروسية في يوليو المقبل، وهي الصفقة التي تعارضها واشنطن بشدة وتعتبرها تهديدا خطيرا لحلف الناتو، حتى أن وزارة الدفاع الأمريكية هددت أمس الأول الحكومة التركية بأنها قد تواجه «عواقب خطيرة» إن استمرت في إتمام هذه الصفقة وقال المتحدث باسم البنتاغون، تشارلز سامرز، في مؤتمر صحفي إن تطبيق تركيا لهذا العقد سينعكس على اتفاقاتها حول شراء أسلحة من الولايات المتحدة، مبينا أنه في هذه الحالة «لن يكون بإمكانهم الحصول على طائرات F-35 وصواريخ باتريوت».
هذا يعني أن الصفقة التي عقدتها تركيا مع واشنطن سابقاً لشراء طائرات F-35 ودفعت قيمتها مقدما وابتعثت طياريها للتدرب عليها في أمريكا ستُلغى، وهي كارثة حقيقية للأتراك ستفجر لا محالة الصدام مع الأمريكيين الذين يعتقدون أن شراء تركيا لمنظومات الصواريخ الروسية يمكن أن يكشف الأسرار العسكرية للطائرات الأمريكية، فيما يفترض أن تكون هذه الطائرات قادرة على الإفلات من تلك الصواريخ، وهذا كله يعني أن عملية نتف ريش الديك التركي بدأت فعلاً واقترب موعد وضع القدر على النار، فالأمريكيون يحبون هذا النوع من الديوك ولديهم عادة تقليدية تضعه على موائدهم كل «عيد فصح».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
المثير أن الرئيس التركي أردوغان المعروف مؤخرا بخطاباته الرنانة في تحدي الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص، لم ينبس بكلمة واحدة تجاه هذه الخطوة الأمريكية رغم إلقائه عدة خطابات بعد الإعلان عنها، والسبب كما يظهر أنه يدرك جيداً مدى خطورة الصدام الكلامي مع ترمب في هذا الوقت بالذات على حظوظ حزبه «العدالة والتنمية» في الانتخابات البلدية التركية التي اقترب موعدها (نهاية مارس الحالي)، فالمزايدات الكلامية التركية قد تهوي بالليرة إلى الحضيض بشكل أسرع من المتوقع ما سيشكل رأياً شعبياً مضاداً لحزب أردوغان وبالتالي خسارة مقاعده المتوقعة في هذه الانتخابات.
لكن الواضح أن صافرة تفجر العلاقات بين واشنطن وأنقرة اقترب إطلاقها ولن تتأخر برأيي عن شهر أغسطس القادم، فبجانب الخلافات العميقة بين الأمريكيين والأتراك في الشأن السوري وقضية «المنطقة الآمنة» والدعم الأمريكي للأكراد، من المرتقب أن تستلم أنقرة من روسيا الدفعة الأولى من منظومات «إس 400» الروسية في يوليو المقبل، وهي الصفقة التي تعارضها واشنطن بشدة وتعتبرها تهديدا خطيرا لحلف الناتو، حتى أن وزارة الدفاع الأمريكية هددت أمس الأول الحكومة التركية بأنها قد تواجه «عواقب خطيرة» إن استمرت في إتمام هذه الصفقة وقال المتحدث باسم البنتاغون، تشارلز سامرز، في مؤتمر صحفي إن تطبيق تركيا لهذا العقد سينعكس على اتفاقاتها حول شراء أسلحة من الولايات المتحدة، مبينا أنه في هذه الحالة «لن يكون بإمكانهم الحصول على طائرات F-35 وصواريخ باتريوت».
هذا يعني أن الصفقة التي عقدتها تركيا مع واشنطن سابقاً لشراء طائرات F-35 ودفعت قيمتها مقدما وابتعثت طياريها للتدرب عليها في أمريكا ستُلغى، وهي كارثة حقيقية للأتراك ستفجر لا محالة الصدام مع الأمريكيين الذين يعتقدون أن شراء تركيا لمنظومات الصواريخ الروسية يمكن أن يكشف الأسرار العسكرية للطائرات الأمريكية، فيما يفترض أن تكون هذه الطائرات قادرة على الإفلات من تلك الصواريخ، وهذا كله يعني أن عملية نتف ريش الديك التركي بدأت فعلاً واقترب موعد وضع القدر على النار، فالأمريكيون يحبون هذا النوع من الديوك ولديهم عادة تقليدية تضعه على موائدهم كل «عيد فصح».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com