دائماً ما تشير البوصلة إلى الاتجاه الصحيح ثقوا بذلك، حتى لو تحدثنا أنها لا تشير أبداً إلى ذلك المكان لا تصدقوا ما تقولونه! فهناك كثير من المعطيات التي تستحق وتجبرك أن تذهب إلى ذاك الاتجاه، اتجاه الركن البعيد العسير!
بوصلة الروح، بوصلة القلب لا تخطئ أبداً، حتى وإن تعرضت مشاعرك لتلك المطبات الجوية التي قد تأخذ البوصلة خلالها اتجاها خاطئا ولكنها في النهاية تعود لوضعها الصحيح، تعود لذلك الاتجاه الذي يشبه روحك كثيراً حتى إنه يصبح النصف الآخر الذي تعبت في الوصول إليه دهراً من الزمن فلا تضيعه.
تتعرض علاقاتنا الاجتماعية والعاطفية لكثير من المد والجزر، العلو والارتفاع، الضغط الذي نتعرض له في حياتنا يحتم علينا أن نركن إلى مكان هادئ، إلى بقعة ضوء، إلى ماء عذب نرتشف منه لحظات سعيدة جميلة تشير إليه البوصلة دائماً حتى وإن عاندنا وكابرنا فنحن كاذبون ولكنه الكذب اللذيذ الذي نستمتع بالاعتراف به!
الحياة السريعة التي نعيشها قد تأخذ من تلك المشاعر التي دائماً ما ينعتونها بمشاعر «الزمن الجميل» وكـأنها قد اختفت ولم يبق منها إلا الأطلال، والحقيقة أن الحب قيمة إنسانية تزداد وهجاً وحضوراً عبر الحياة، فالزمن يزيد من تألقه ولا يمكن الحياة بدونه، فهو نافذة الأمل في واقع أصبحنا نحسب كم نأخذ قبل أن نفكر في ماذا سأعطي! ولكن يبقى الحب الحقيقي شعورا ساما يمثل كل المنى لمن تبادله ذات الشعور.
لا تتنازلوا بسهولة عن قلب أعطى لكم الكثير ومازال، حاربوا قبح العالم بالحب، قاوموا كبرياء زائفة من أجل تلك الفرصة الأخيرة التي لن تتكرر، من أجل ذلك اللقاء الاستثنائي، انفروا إلى اتجاه البوصلة التي تعلن ميلادا متأخرا لذلك اللقاء الذي وعدتم به من تحبون يوماً أنه سيكون لآخر العمر.
العالم مليء بالحرب التي أحالت كل شيء إلى وجع وألم وعذابات لا تنتهي، العالم الآن لا يحتاج إلى مزيد من الصراخ والعويل، أبدلوا تلك الأصوات الناعقة بموسيقى أجمل الأغاني التي تقاسمتم نحيبها ذات حب، غيروا تلك الموسيقى الجنائزية بإهداء تبادلتموه يوماً وأقسمتم أنكم حاضرون فيه في كل كلمة، في كل نغمة، في كل نبرة! لا يمكن أن يجعلنا أكثر مقاومة في هذا العالم غير اتجاه البوصلة إلى مكان اكتشفنا أخيراً أنه الاتجاه الصحيح للبوصلة.
فحسبي وحسبك أنَّا نسير
معاً للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم؟
ونسأل يا حبنا! هل تدوم؟
محمود درويش
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
بوصلة الروح، بوصلة القلب لا تخطئ أبداً، حتى وإن تعرضت مشاعرك لتلك المطبات الجوية التي قد تأخذ البوصلة خلالها اتجاها خاطئا ولكنها في النهاية تعود لوضعها الصحيح، تعود لذلك الاتجاه الذي يشبه روحك كثيراً حتى إنه يصبح النصف الآخر الذي تعبت في الوصول إليه دهراً من الزمن فلا تضيعه.
تتعرض علاقاتنا الاجتماعية والعاطفية لكثير من المد والجزر، العلو والارتفاع، الضغط الذي نتعرض له في حياتنا يحتم علينا أن نركن إلى مكان هادئ، إلى بقعة ضوء، إلى ماء عذب نرتشف منه لحظات سعيدة جميلة تشير إليه البوصلة دائماً حتى وإن عاندنا وكابرنا فنحن كاذبون ولكنه الكذب اللذيذ الذي نستمتع بالاعتراف به!
الحياة السريعة التي نعيشها قد تأخذ من تلك المشاعر التي دائماً ما ينعتونها بمشاعر «الزمن الجميل» وكـأنها قد اختفت ولم يبق منها إلا الأطلال، والحقيقة أن الحب قيمة إنسانية تزداد وهجاً وحضوراً عبر الحياة، فالزمن يزيد من تألقه ولا يمكن الحياة بدونه، فهو نافذة الأمل في واقع أصبحنا نحسب كم نأخذ قبل أن نفكر في ماذا سأعطي! ولكن يبقى الحب الحقيقي شعورا ساما يمثل كل المنى لمن تبادله ذات الشعور.
لا تتنازلوا بسهولة عن قلب أعطى لكم الكثير ومازال، حاربوا قبح العالم بالحب، قاوموا كبرياء زائفة من أجل تلك الفرصة الأخيرة التي لن تتكرر، من أجل ذلك اللقاء الاستثنائي، انفروا إلى اتجاه البوصلة التي تعلن ميلادا متأخرا لذلك اللقاء الذي وعدتم به من تحبون يوماً أنه سيكون لآخر العمر.
العالم مليء بالحرب التي أحالت كل شيء إلى وجع وألم وعذابات لا تنتهي، العالم الآن لا يحتاج إلى مزيد من الصراخ والعويل، أبدلوا تلك الأصوات الناعقة بموسيقى أجمل الأغاني التي تقاسمتم نحيبها ذات حب، غيروا تلك الموسيقى الجنائزية بإهداء تبادلتموه يوماً وأقسمتم أنكم حاضرون فيه في كل كلمة، في كل نغمة، في كل نبرة! لا يمكن أن يجعلنا أكثر مقاومة في هذا العالم غير اتجاه البوصلة إلى مكان اكتشفنا أخيراً أنه الاتجاه الصحيح للبوصلة.
فحسبي وحسبك أنَّا نسير
معاً للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم؟
ونسأل يا حبنا! هل تدوم؟
محمود درويش
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@