في أدبيات التعليم الجامعي، أن الجامعة هي مركز التنوير والتغيير للأفضل، هي منارة الحراك الاجتماعي والتطوير الثقافي وتغذية المجتمع بعقول طليعية تساهم في نقله إلى المستويات الأفضل والأعلى والأجمل، هذه الأدبيات أو المفاهيم هي التي تطبقها الجامعات في الغرب لكي تخرج منها كفاءات تنهض بالأوطان وترفع من شأنها وتنافس بها في كل المجالات. ولكن للأسف أن ذلك غير متحقق لدينا كما يجب في عالمنا العربي إلا فيما ندر، ولدينا في المملكة من أندر النادر، مجرد جامعات تحقن التعليم لدى طلابها بشكل تقليدي ثم تعطي خريجيها وخريجاتها شهادة تخرج، لكن ليس لها علاقة بالمجتمع من قريب أو بعيد.
هناك جامعة تم تأسيسها على نهج مختلف عما هو سائد، ليس فقط للتعليم وإنما للتنمية الثقافية والفكرية والأدبية والعلمية والمساهمة في تغيير المنطقة الموجودة فيها من البنية التحية المادية إلى البنية التحتية الإنسانية. أنا أتحدث عن جامعة ناشئة، (جامعة جازان) التي سبقت عمرها كثيراً، والتي كان لي شرف المشاركة في وضع رؤيتها ورسالتها وأهدافها، والتي ـ للمرة الأولى ـ لا أحضر حفل إطلاقها لدفعة جديدة من أزهارها. جامعة نشأت ليس للتعليم المتميز فحسب، بل للتنمية الإنسانية والنمو الحضري، والتخطيط للمستقبل بكل أبعاده وجوانبه. جامعة نشأت من أجل المجتمع وجعلت المجتمع أهم شريك لها في مسيرتها. نأت بنفسها عن العادي والروتيني والمكرر، واجترحت فلسفة جديدة جعلتها أيقونةً علمية وثقافية وإنسانية.
وللتأريخ، لم يكن ممكناً لهذه الجامعة أن تكون كذلك لولا الرموز الذين حضنتها منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت واقعاً. بكل تجرد وصدق وأمانة، لا بد أن نشير الى رمز نهضة المنطقة، العاشق الكبير للإنجازات المتميزة، الشخص الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة لكي يخرج هذا الصرح إلى الواقع ويصبح صرحاً كبيراً يسابق عمره، الأمير الجميل عاشق التحديات الكبرى، الذي لا يهدأ له بال إذا لم تشرق شمس الغد بإنجاز أجمل وأعظم من إنجاز سابق، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز.
وللتأريخ أيضاً، لم يكن لهذه الجامعة أن تتوج هامتها بطوق التفوق لو لم يكن هناك مسؤول استثنائي عن إدارتها أنكر ذاته وآمن بنظرية الفريق المتميز، الدكتور محمد آل هيازع، ولم يكن للجامعة أن تحافظ على تميزها لو لم يكن من جاء بعده لا يؤمن بالأنا ونسف السابق، بل يؤمن بالإضافات الإيجابية وبناء الإنجازات على ما سبقتها، الدكتور مرعي القحطاني، ولكن الأهم من كذلك لم يكن للجامعة أن تزهو بجمالها لو لم يكن هناك عدد كبير من المبدعين والمبدعات في كل كلياتها وإداراتها ومرافقها، عاشقون لها ويعملون بصمت وإبداع وإنكار للذات.
جامعتنا الحبيبة:
للمرة الأولى أحتفل معك وأنا بعيد عنك، لكن يشفع لي أن قلبي كان يرفرف مع كل لقطة وأنا أشاهد ولادتك الرابعة عشرة، التي أنجبت أجمل العقول والأرواح.
*كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
هناك جامعة تم تأسيسها على نهج مختلف عما هو سائد، ليس فقط للتعليم وإنما للتنمية الثقافية والفكرية والأدبية والعلمية والمساهمة في تغيير المنطقة الموجودة فيها من البنية التحية المادية إلى البنية التحتية الإنسانية. أنا أتحدث عن جامعة ناشئة، (جامعة جازان) التي سبقت عمرها كثيراً، والتي كان لي شرف المشاركة في وضع رؤيتها ورسالتها وأهدافها، والتي ـ للمرة الأولى ـ لا أحضر حفل إطلاقها لدفعة جديدة من أزهارها. جامعة نشأت ليس للتعليم المتميز فحسب، بل للتنمية الإنسانية والنمو الحضري، والتخطيط للمستقبل بكل أبعاده وجوانبه. جامعة نشأت من أجل المجتمع وجعلت المجتمع أهم شريك لها في مسيرتها. نأت بنفسها عن العادي والروتيني والمكرر، واجترحت فلسفة جديدة جعلتها أيقونةً علمية وثقافية وإنسانية.
وللتأريخ، لم يكن ممكناً لهذه الجامعة أن تكون كذلك لولا الرموز الذين حضنتها منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت واقعاً. بكل تجرد وصدق وأمانة، لا بد أن نشير الى رمز نهضة المنطقة، العاشق الكبير للإنجازات المتميزة، الشخص الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة لكي يخرج هذا الصرح إلى الواقع ويصبح صرحاً كبيراً يسابق عمره، الأمير الجميل عاشق التحديات الكبرى، الذي لا يهدأ له بال إذا لم تشرق شمس الغد بإنجاز أجمل وأعظم من إنجاز سابق، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز.
وللتأريخ أيضاً، لم يكن لهذه الجامعة أن تتوج هامتها بطوق التفوق لو لم يكن هناك مسؤول استثنائي عن إدارتها أنكر ذاته وآمن بنظرية الفريق المتميز، الدكتور محمد آل هيازع، ولم يكن للجامعة أن تحافظ على تميزها لو لم يكن من جاء بعده لا يؤمن بالأنا ونسف السابق، بل يؤمن بالإضافات الإيجابية وبناء الإنجازات على ما سبقتها، الدكتور مرعي القحطاني، ولكن الأهم من كذلك لم يكن للجامعة أن تزهو بجمالها لو لم يكن هناك عدد كبير من المبدعين والمبدعات في كل كلياتها وإداراتها ومرافقها، عاشقون لها ويعملون بصمت وإبداع وإنكار للذات.
جامعتنا الحبيبة:
للمرة الأولى أحتفل معك وأنا بعيد عنك، لكن يشفع لي أن قلبي كان يرفرف مع كل لقطة وأنا أشاهد ولادتك الرابعة عشرة، التي أنجبت أجمل العقول والأرواح.
*كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com