-A +A
حمود أبو طالب
الجمعة الماضية كانت منابر الجوامع تتحدث عن شيء غير معهود في خطابها، قضية وطنية اقتصادية في غاية الأهمية هي التستر التجاري، هذه المشكلة الكبيرة التي تضرب اقتصادنا في مقتل رغم أنها غير جائزة شرعاً لم تكن في قائمة اهتمام الخطباء لولا أن وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أصدر توجيهه بأن يكون هذا الموضوع محور خطبة الجمعة، ومع عدم علمنا بالذين التزموا بالتوجيه والذين لم يهتموا به إلا أن الجديد والمفيد في الأمر أن الوزارة بدأت تتلمس القضايا التي تهم الوطن وتتدخل لإلزام الخطباء بالتطرق إليها.

قبل يومين صرح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية عبدالله الصامل قائلاً: إن الوزارة تعمل الآن على مسارين، الأول: هو تصحيح هذه المنابر وتأهيل الخطباء والأئمة المتميزين وإبراز ومكافأة كل من يحقق معاني الإسلام الرائدة، التي تؤكد عليها هذه الدولة المباركة، أما المسار الثاني: فهو الحزم وبقوة وبدون تراخٍ ضد كل من يخالف التعليمات ويتخذ المنبر وسيلة للتحريض وطرح مسائل تشغل الناس ولا يستفيدون منها، كأمور السياسة والجماعات الحزبية والمتطرفة، مشددا على أن المنبر مسؤولية، والوزارة ستحاسب كل من يقصر ويتجاوز التعليمات. وأشار بقوله: «إن هذه المنابر اختطفت خلال فترات سابقة، ولكن لله الحمد والمنة الآن هذا مسار التصحيح لتنحى المنحى الشرعي المستقيم».


هذا ما نريده من خطباء المساجد لأن لدينا قضايا عديدة في مختلف المجالات التي تتعلق بأمن الوطن واقتصاده وتنميته وتعليمه وثقافته ووعيه ووحدته وأمنه واستقراره ومستقبل أجياله. لا شأن لنا بالأمة، هذا المصطلح المطاطي الموارب، وإنما اهتمامنا يجب أن ينصب على «الوطن» ولا شيء غير الوطن.