أتذكر أن سائق أجرة دخل زمن الطفرة مكتب عقار. شرب فنجان شاي واستأذن من ملاك المكتب لأنه سيذهب يسترزق، فقالوا: كم ستحصل من مبالغ في الساعتين اللي بتلف وتدور فيها؟ فأجاب: مقسوم الله. ممكن مائة وممكن أكثر أو أقل، فقال كبيرهم: اقعد كمِّل معنا رابع في لعبة البلوت ولك مني 500 ريال.
يروى أنه إذا أقبلت الدُنيا على إنسانٍ كسته محاسن غيره، وإذا أدبرت سَلَبته محاسن نفسه، وعندما يريد قارئ العنوان أن يشكِّل تصوراً عن مستقبل الأخلاق مع التحولات الاقتصادية فلابد من عودة إلى عصر ما قبل النفط، وحقبة ما قبل الطفرة، والمقارنة بين ما قبل وبين ما بعد. ويمكن أن نتساءل كيف أصبحت أخلاقنا عندما انبنى تقييمنا للإنسان على ما يملك لا على ما يعرف ويجيد ويتقن؟
البعض بحكم تجذُّر الاستهلاك في وجدانه ووعيه، يقيس علاقته بالوطن أو الحكومة بالمقياس النفعي، والمنفعة بالنسبة للمستهلكين أن تعطيهم المزيد من المال وتحقق الرخاء والرفاهية دون أن يتحملوا مع الدولة أي أعباء!! وثقافة الاستهلاك تجعل كل شيء قابلاً للبيع بما في ذلك القيم والمبادئ، وأخطر ما فيها قابلية الانسجام مع ثقافة الآخر التي يسوقها مع منتجاته.
البعض يخشى من المستقبل الغامض ويستثقل إمكانية التحول بترحاب إلى الإنتاج، وربما تتعب المكونات الاجتماعية الصغيرة أكثر بحكم أن حالة الرفاه التي عاشوها وعايشوها بدأت تتراجع على مستوى الدولة وقراراتها وما تحصله مقابل ما تقدم من خدمات.
أما على المستوى الشعبي فلم نستشعر إيجابية البعض عبر شدِّ الأحزمة وتقدير النعمة، وحفظها، في ظل استمرار المهايط والمفاخر المبذر الذي حطت في حساباته ثروات بطرق ملتوية فسبب ربكة في الحياة.
كل من يقدم نموذجاً سيئاً عن وطنه فهو عدو الوطن. الإنسان بطبعه كما في القرآن يطغى أن رآه استغنى. والطغيان والبطر شؤم على الفرد والمجتمع، وعلى الأخلاق تحديداً، خصوصاً عند بروز الفوارق الكبرى بين الطبقات، بحكم أن صلة القرابة بين الطبقات المتوسطة وما دونها ضَعُفَ عندما استغنى الموظف بالراتب والجاه والمنصب، وغدا البعض يردد «أخي جيبي».
القِلة والترشيد قد يكونان نعمة إذا حفَّزا للعمل والإنتاج والكسب الحلال، وقد يكونان نقمة حين يُصرُّ المستهلك على أن يظل مستهلكاً وإن ضحَّى بأعز ما يملك.
يروى أنه إذا أقبلت الدُنيا على إنسانٍ كسته محاسن غيره، وإذا أدبرت سَلَبته محاسن نفسه، وعندما يريد قارئ العنوان أن يشكِّل تصوراً عن مستقبل الأخلاق مع التحولات الاقتصادية فلابد من عودة إلى عصر ما قبل النفط، وحقبة ما قبل الطفرة، والمقارنة بين ما قبل وبين ما بعد. ويمكن أن نتساءل كيف أصبحت أخلاقنا عندما انبنى تقييمنا للإنسان على ما يملك لا على ما يعرف ويجيد ويتقن؟
البعض بحكم تجذُّر الاستهلاك في وجدانه ووعيه، يقيس علاقته بالوطن أو الحكومة بالمقياس النفعي، والمنفعة بالنسبة للمستهلكين أن تعطيهم المزيد من المال وتحقق الرخاء والرفاهية دون أن يتحملوا مع الدولة أي أعباء!! وثقافة الاستهلاك تجعل كل شيء قابلاً للبيع بما في ذلك القيم والمبادئ، وأخطر ما فيها قابلية الانسجام مع ثقافة الآخر التي يسوقها مع منتجاته.
البعض يخشى من المستقبل الغامض ويستثقل إمكانية التحول بترحاب إلى الإنتاج، وربما تتعب المكونات الاجتماعية الصغيرة أكثر بحكم أن حالة الرفاه التي عاشوها وعايشوها بدأت تتراجع على مستوى الدولة وقراراتها وما تحصله مقابل ما تقدم من خدمات.
أما على المستوى الشعبي فلم نستشعر إيجابية البعض عبر شدِّ الأحزمة وتقدير النعمة، وحفظها، في ظل استمرار المهايط والمفاخر المبذر الذي حطت في حساباته ثروات بطرق ملتوية فسبب ربكة في الحياة.
كل من يقدم نموذجاً سيئاً عن وطنه فهو عدو الوطن. الإنسان بطبعه كما في القرآن يطغى أن رآه استغنى. والطغيان والبطر شؤم على الفرد والمجتمع، وعلى الأخلاق تحديداً، خصوصاً عند بروز الفوارق الكبرى بين الطبقات، بحكم أن صلة القرابة بين الطبقات المتوسطة وما دونها ضَعُفَ عندما استغنى الموظف بالراتب والجاه والمنصب، وغدا البعض يردد «أخي جيبي».
القِلة والترشيد قد يكونان نعمة إذا حفَّزا للعمل والإنتاج والكسب الحلال، وقد يكونان نقمة حين يُصرُّ المستهلك على أن يظل مستهلكاً وإن ضحَّى بأعز ما يملك.