الوهم هو نصف الداء كما يقول ابن سيناء، ومتى ما تسلط على أمة أو مجتمع أو أفراد قضى عليهم وشل قدرات التفكير على حل المشكلات وإيجاد الحلول الحالية والمستقبلية، وللوهم صناعته وسلطته الفكرية والمعنوية والجسدية التي متى ما تمكنت من أحد أو مجتمع فإنها قادرة على دفن الحقيقة وإفساد الدين والدنيا معاً.
والخرافات عبر التاريخ كانت وهماً فتحولت إلى واقع مر تلبس بالدين والعادات، وكذلك أوهام السياسة والاقتصاد والمجتمع تحولت من عقد ليس لها تأثير إلى أغلال قيدت الأمم الخاملة والحكومات والشعوب النائمة في مستنقع آسن لا يتحرك ماؤه حتى وهو يجف ويتعفن.
ولو أردت أن أصف بدقة ما حدث في بلادنا السعودية الغالية في السنوات الأربع الماضية لوصفتها بمرحلة قتل الأوهام واستبدالها ببناء الطموح والأحلام والشغف والإرادة.
أوهام كثيرة كان على السعودية أن تتخلص منها، وطموحات كبرى كان على السعودية أن تضع سلماً لها.. صحيح أن مرحلة التحول نحو ذلك ليست سهلة ويصاحبها عادة كثير من الشكوك والإحباط أحياناً ومشاكل موروثة أخرى لم تحل بعد، ولكننا في الطريق سائرون ومتى ما انطلقنا قريباً وبالسرعة التي نحتاجها سيبتلع طموحنا كل هذه الإشكالات وغيرها كما قال الأمير محمد بن سلمان.
وهم النفط الذي سيستمر معنا مدى الحياة تم وأده وفي الطريق لأن يكون أداة من ضمن أدوات عديدة لبناء اقتصاد المستقبل، ووهم الأنظمة البيروقراطية والروتين والمسؤول الصنم الذي لا يغير ولا يتغير عبر السنين تم تكسيره وإهالة التراب عليه، ووهم «المرأة» العورة والعالة والضعيفة التي لا يمكن الانفكاك من همها إلا بمواراتها التراب تم نسفه بنجاح في طريق تكامل المجتمع وإعادة الاعتبار له رجالاً ونساء نحو بناء الوطن الأقوى صاحب القوانين والأنظمة الصارمة التي تحفظ للجميع حقوقه وكرامته، ووهم الحياة الكئيبة الرتيبة التي تطارد فيهما الفرح والسعادة أينما حلت تم القضاء عليه..
ومن جهة أخرى فإن وأد الأوهام وقتلها على مستوى الأفراد لا يقل أهمية عن غيره فنصف الأمراض الجسدية والنفسية والفكرية التي يتعرض لها الإنسان مردها إلى الأوهام التي إن تمكنت منه صرعته وأردته قتيلاً أو معزولاً مخبولاً يعاني من انفصام قاتل ما بين الواقع الثابت والمتخيل الموهوم.
ولو كان لي نصيحة أسديها لقلت ابحثوا يا عباد الله عن أوهامكم فاقتلوها قبل أن تقتلكم وتجعل مصير حياتكم وحياة أجيالكم كئيبة بلا طموح ولا تلوي على شيء، لا تصدقوا بائعي الوهم ولو خلطوه في العسل، أبيدوا أوهامكم فإن لم تستطيعوا فلا تورثوها لأبنائكم! وقولوا لهم خذوا العبرة منا فقد دمرت الأوهام حياتنا فلا تسمحوا لها بأن تدمر حياتكم ومستقبلكم.
بالأمس أوهموكم بأن المفاسد كل المفاسد في تعليم المرأة وعملها وقيادتها للسيارة، وفي أن ابتعاث الأبناء والبنات خطر عظيم، وأن السماح بوجود مناهج أجنبية باللغة الإنجليزية في المدارس الأهلية والحكومية خطر كبير! وأن التلفاز والإنترنت وعشرات الأوهام المصطنعة.. إلخ ستؤدي بكم إلى المهالك.
وانظروا اليوم بأم أعينكم فإن واقع من قتل أوهام الأمس ولم يصدقها أو يعبأ بها أصبح أفضل علماً وأفصح لساناً وأصدق عملاً وتديناً وأخلاقاً وسلوكاً وأنفع لوطنه وأهله ودينه ودنياه؛ لأنه باختصار المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
يقول شاعر العربية العظيم:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم!
* كاتب سعودي
@dr_maas1010
والخرافات عبر التاريخ كانت وهماً فتحولت إلى واقع مر تلبس بالدين والعادات، وكذلك أوهام السياسة والاقتصاد والمجتمع تحولت من عقد ليس لها تأثير إلى أغلال قيدت الأمم الخاملة والحكومات والشعوب النائمة في مستنقع آسن لا يتحرك ماؤه حتى وهو يجف ويتعفن.
ولو أردت أن أصف بدقة ما حدث في بلادنا السعودية الغالية في السنوات الأربع الماضية لوصفتها بمرحلة قتل الأوهام واستبدالها ببناء الطموح والأحلام والشغف والإرادة.
أوهام كثيرة كان على السعودية أن تتخلص منها، وطموحات كبرى كان على السعودية أن تضع سلماً لها.. صحيح أن مرحلة التحول نحو ذلك ليست سهلة ويصاحبها عادة كثير من الشكوك والإحباط أحياناً ومشاكل موروثة أخرى لم تحل بعد، ولكننا في الطريق سائرون ومتى ما انطلقنا قريباً وبالسرعة التي نحتاجها سيبتلع طموحنا كل هذه الإشكالات وغيرها كما قال الأمير محمد بن سلمان.
وهم النفط الذي سيستمر معنا مدى الحياة تم وأده وفي الطريق لأن يكون أداة من ضمن أدوات عديدة لبناء اقتصاد المستقبل، ووهم الأنظمة البيروقراطية والروتين والمسؤول الصنم الذي لا يغير ولا يتغير عبر السنين تم تكسيره وإهالة التراب عليه، ووهم «المرأة» العورة والعالة والضعيفة التي لا يمكن الانفكاك من همها إلا بمواراتها التراب تم نسفه بنجاح في طريق تكامل المجتمع وإعادة الاعتبار له رجالاً ونساء نحو بناء الوطن الأقوى صاحب القوانين والأنظمة الصارمة التي تحفظ للجميع حقوقه وكرامته، ووهم الحياة الكئيبة الرتيبة التي تطارد فيهما الفرح والسعادة أينما حلت تم القضاء عليه..
ومن جهة أخرى فإن وأد الأوهام وقتلها على مستوى الأفراد لا يقل أهمية عن غيره فنصف الأمراض الجسدية والنفسية والفكرية التي يتعرض لها الإنسان مردها إلى الأوهام التي إن تمكنت منه صرعته وأردته قتيلاً أو معزولاً مخبولاً يعاني من انفصام قاتل ما بين الواقع الثابت والمتخيل الموهوم.
ولو كان لي نصيحة أسديها لقلت ابحثوا يا عباد الله عن أوهامكم فاقتلوها قبل أن تقتلكم وتجعل مصير حياتكم وحياة أجيالكم كئيبة بلا طموح ولا تلوي على شيء، لا تصدقوا بائعي الوهم ولو خلطوه في العسل، أبيدوا أوهامكم فإن لم تستطيعوا فلا تورثوها لأبنائكم! وقولوا لهم خذوا العبرة منا فقد دمرت الأوهام حياتنا فلا تسمحوا لها بأن تدمر حياتكم ومستقبلكم.
بالأمس أوهموكم بأن المفاسد كل المفاسد في تعليم المرأة وعملها وقيادتها للسيارة، وفي أن ابتعاث الأبناء والبنات خطر عظيم، وأن السماح بوجود مناهج أجنبية باللغة الإنجليزية في المدارس الأهلية والحكومية خطر كبير! وأن التلفاز والإنترنت وعشرات الأوهام المصطنعة.. إلخ ستؤدي بكم إلى المهالك.
وانظروا اليوم بأم أعينكم فإن واقع من قتل أوهام الأمس ولم يصدقها أو يعبأ بها أصبح أفضل علماً وأفصح لساناً وأصدق عملاً وتديناً وأخلاقاً وسلوكاً وأنفع لوطنه وأهله ودينه ودنياه؛ لأنه باختصار المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
يقول شاعر العربية العظيم:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم!
* كاتب سعودي
@dr_maas1010