-A +A
حمود أبو طالب
مع اقتراب شهر رمضان تعود إلى الواجهة بعض المواضيع المتكررة التي تستهلكها وسائل الإعلام كل عام كلازمة من لوازم قدوم الشهر الفضيل، ومن هذه المواضيع أو من أبرزها الحديث عن مكبرات الصوت في المساجد التي تصدر بشأنها كل عام تعاميم وزارة الشؤون الإسلامية تحدد كيفية استخدامها لكن دون فائدة، بل إن الحديث في هذا الموضوع أصبح فرصة للمزايدة على إيمان الناس بدلق التهم التي تشكك في نواياهم، وقد رفعت الوزارة في وقت من الأوقات الراية البيضاء كإشعار بالاستسلام إزاء عناد كثير من أئمة المساجد وعدم احترامهم لتعليمات الوزارة.

تذكرت هذا الموضوع وأنا أقرأ في «عكاظ» يوم أمس أن الموضوع تجاوز ما كان عليه سابقا لتصبح المحاضرات والدروس في بعض المساجد بغير اللغة العربية وباستخدام مكبرات الصوت بأعلى درجاتها ما أثار انزعاج الناس وقلقهم بشأن محتوى تلك المحاضرات وقانونيتها في ظل تعليمات الوزارة التي تشدد على عدم السماح بالتحدث في المسجد ما عدا لدعاة الوزارة الرسميين الذين تتم الموافقة عليهم من الوزارة والتي تلزم أيضا منسوبي المساجد بإغلاق مكبرات الصوت الخارجية عند الدروس والمحاضرات، لكن ذلك لم يحدث، ويبدو أنه لن يحدث إذا لم تتخذ الوزارة إجراءات صارمة لحفظ ماء وجه تعليماتها ورحمة بالناس من هذه الفوضى التي وصلت إلى تحويل بعض المنابر إلى «سداح مداح» بحيث يستطيع من أراد الحديث فيها بأي لغة وفي أي موضوع وبأعلى درجات صوت المكبرات.


لقد مهدت «عكاظ» لهذا الخبر بقولها: (فيما يخوض وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ حربا مفتوحة على الخطاب الحركي المتطرف الذي استغل المساجد والمنابر لعقود منذ 1979 لا تزال عدد من منابر المساجد تبث محاضرات بمكبرات الصوت وبغير اللغة العربية). نحن نتمنى ألا تطول حرب الوزارة في عهدها الجديد مع الحركيين الذين يضربون بتعليماتها عرض الحائط. الوزارة تمثل الدولة والدولة لها الأمر والنهي في النهاية، ولا يجب أن تستمر هذه الفوضى، احتراماً للمساجد ورحمةً بالناس.