كنت أشاهد مقدمة أحد البرامج على قناة تلفزيونية معروفة حين بدأ الإعلامي ديباجة تحريضية ناعمة وسامجة في آن واحد، فمزج فيها بين رغبته بتغيير ما كان سائداً حد التخمة في السابق من الترفيه المباح المتاح -على حد قوله- و«لكننة» الشعبوية المقيتة على الترفيه الحالي؛ هذه الـ«لكن» التي شخصياً لا أطيقها وأظنه يوافقني الكثيرون ممن صدقوا مع أنفسهم بشكل كبير.
حين أعلن مهندس التغيير الأمير محمد بن سلمان عن رؤية المملكة 2030 كانت الآمال قد عقدت على ما هو دون الذي يتحقق حالياً، فقد كنا نتطلع إلى انحسار التشدد وتقبل بعض الأمور التي كانت مقيدة زوراً بالحرام والحلال، فكنا نتمنى مثلاً ممارسة بعض قناعاتنا الشخصية في مظهرنا ونزهاتنا وحضور الفعاليات الرياضية إلخ دون تضييق أو تدخل ممن كان يكيفها على مزاجه، وبعض المرونة في مناحٍ معينة من حياتنا اليومية، ولكن الذي حدث كان أكبر من تطلعاتنا، ففي مجال الترفيه مثلاً -وهو محورنا- نتابع بشكل يومي إعلانات لفعاليات متعددة وحفلات لفنانين وفرق فنية ومناسبات موسيقية تدشن في أماكن عدة ومظاهر كثيرة لا أستطيع حصرها في سطور، وواجهت تلك الفعاليات الترحيب من البعض، والنقد من البعض الآخر، أما المرحبون فحضورهم وتفاعلهم أو حتى إشاداتهم تغني عن شرح موقفهم، وأما الناقدون فبعضهم ريحنا وانتقد التوجه برفضه ككل، والبعض الآخر انتقد بطريقة المراوغة كثافة الفعاليات بوصفها انتقاماً من الفترة التي كان يسودها الانغلاق وإفراطاً غير مدروس، أو كما أشار صاحبنا الإعلامي: انفتاح «غير منضبط» جعلنا نقع تحت وصاية الطيف الأوحد كما في السابق ويقصد وصاية الصحوة وهيمنة فكرها، وهذا كلام إنشائي مللنا ترديده من بعض الساخطين الذين تذرعوا بالنقد ليس للنقد بذاته بل «للحلطمة» والتذمر بدلالة أنه لا أحد ملزما بهذا الترفيه قل أو كثر، فضلاً عن أنه لن يرى هو أو غيره تلك المظاهر الترفيهية سواء حفلات موسيقية أو فعاليات مجدولة إلا إذا سعى إليها برجليه باحثاً عنها، وليتأكد هو ومن يفكر بالعقلية ذاتها بأن الترفيه لن يطرق أبوابهم ويدندن بينهم قسراً.
يقول صاحبنا إنه لا يُحب أن يرانا كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة فضيع مشية الغراب والحمامة، وهذا وصف موغل في تسفيه الجهود وتمييع الرؤية التي تقوم على برنامج عظيم لجودة الحياة، وهنا تجدر طمأنته وغيره من المتحلطمين بأن الموسيقى لن تغير مشيتك، والترفيه والفن لن يجعلاك لا غراباً ولا حمامة، فباستطاعتك غلق بابك بالترباس، ويا دار ما دخلك ترفيه... أليست المسألة بسيطة؟!
hailahabdulah20@
lolo_abd70@hotmail.com
حين أعلن مهندس التغيير الأمير محمد بن سلمان عن رؤية المملكة 2030 كانت الآمال قد عقدت على ما هو دون الذي يتحقق حالياً، فقد كنا نتطلع إلى انحسار التشدد وتقبل بعض الأمور التي كانت مقيدة زوراً بالحرام والحلال، فكنا نتمنى مثلاً ممارسة بعض قناعاتنا الشخصية في مظهرنا ونزهاتنا وحضور الفعاليات الرياضية إلخ دون تضييق أو تدخل ممن كان يكيفها على مزاجه، وبعض المرونة في مناحٍ معينة من حياتنا اليومية، ولكن الذي حدث كان أكبر من تطلعاتنا، ففي مجال الترفيه مثلاً -وهو محورنا- نتابع بشكل يومي إعلانات لفعاليات متعددة وحفلات لفنانين وفرق فنية ومناسبات موسيقية تدشن في أماكن عدة ومظاهر كثيرة لا أستطيع حصرها في سطور، وواجهت تلك الفعاليات الترحيب من البعض، والنقد من البعض الآخر، أما المرحبون فحضورهم وتفاعلهم أو حتى إشاداتهم تغني عن شرح موقفهم، وأما الناقدون فبعضهم ريحنا وانتقد التوجه برفضه ككل، والبعض الآخر انتقد بطريقة المراوغة كثافة الفعاليات بوصفها انتقاماً من الفترة التي كان يسودها الانغلاق وإفراطاً غير مدروس، أو كما أشار صاحبنا الإعلامي: انفتاح «غير منضبط» جعلنا نقع تحت وصاية الطيف الأوحد كما في السابق ويقصد وصاية الصحوة وهيمنة فكرها، وهذا كلام إنشائي مللنا ترديده من بعض الساخطين الذين تذرعوا بالنقد ليس للنقد بذاته بل «للحلطمة» والتذمر بدلالة أنه لا أحد ملزما بهذا الترفيه قل أو كثر، فضلاً عن أنه لن يرى هو أو غيره تلك المظاهر الترفيهية سواء حفلات موسيقية أو فعاليات مجدولة إلا إذا سعى إليها برجليه باحثاً عنها، وليتأكد هو ومن يفكر بالعقلية ذاتها بأن الترفيه لن يطرق أبوابهم ويدندن بينهم قسراً.
يقول صاحبنا إنه لا يُحب أن يرانا كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة فضيع مشية الغراب والحمامة، وهذا وصف موغل في تسفيه الجهود وتمييع الرؤية التي تقوم على برنامج عظيم لجودة الحياة، وهنا تجدر طمأنته وغيره من المتحلطمين بأن الموسيقى لن تغير مشيتك، والترفيه والفن لن يجعلاك لا غراباً ولا حمامة، فباستطاعتك غلق بابك بالترباس، ويا دار ما دخلك ترفيه... أليست المسألة بسيطة؟!
hailahabdulah20@
lolo_abd70@hotmail.com