جميل هو تصريح أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله الفوزان، الذي نشرته «عكاظ» أمس، جميل لأنه يمكن أن يتحوّل إلى منشور تعريفي عن مهام المركز وأنشطته الهادفة إلى نشر ثقافة الاعتدال وتحجيم التطرف، لكن الأجمل حقاً أن تتحول مثل هذه التصريحات إلى لغة الأرقام بدلاً من الكلمات التي لا تعطي نتائج دقيقة وواضحة للباحثين.
قبل أشهر قليلة قال عراب رؤية 2030 الأمير الملهم محمد بن سلمان، خلال كلمته في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار «لا تصدقوني.. انظروا إلى الأرقام.. هي التي تتحدث»، وهذا بالضبط ما ينبغي على جميع الأجهزة والهيئات أن تقتدي به، ليس تشكيكا في عملها أو أدائها وإنما لحاجة الباحثين إلى الاطلاع على جهودها بشكل يغذي الدراسات التي تخدم بدورها صورة المملكة وتبرز جهودها على المستوى الدولي.
سبق وأن أكدت أنني أكن الكثير من الود والتقدير للدكتور الفوزان، وأتمنى من كل قلبي أن يصنع نجاحاً حقيقياً في مركز الحوار الوطني، وهذا يفرض عليّ أن أشير بوضوح إلى ما قد يعينه هو وزملاؤه في تحقيق أهداف المركز.
لا شك أن الحديث عن تحجيم التطرف ونشر ثقافة الاعتدال يعد أهم حديث في السعودية الجديدة التي نفضت بحكمة قيادتها خلال أشهر قليلة غبار «الصحوة» وآثارها، وأعادت المجتمع إلى طبيعته الوسطية وسماحة الإسلام، ولذلك فإن أي جهة عملت على هذا الهدف يجب أن تقدم نفسها بشكل صحيح وبلغة الأرقام، فنحن في مرحلة مهمة من تاريخنا تستوجب التوثيق ونقل صورة واضحة عن جهود البلاد في هذا الشأن للعالم أجمع.
شخصياً أعتقد أن لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دورا أساسيا وبالغ الأهمية في هذه المرحلة المهمة من التحول الوطني، لكنني أتمنى أن يدرك سريعاً مدى الحاجة إلى تطوير آليات عمله تقنيا وأن يدخل بقوة عصر التواصل الرقمي، فالتطرف وثقافة الكراهية ونبذ الحوار أشياء باتت تتخذ من شبكات التواصل الاجتماعي مركزاً للانطلاق والترويج قبل أن تتواجد على أرض الواقع، ولذلك فإن معركة مركز الحوار الوطني الأكثر أهمية هي المعركة السيبرانية، وعليه أن يتسلح لها بأفضل الأسلحة العصرية، ويخوضها بكل قوة تزامنا مع أنشطته التوعوية التقليدية على أرض الواقع، والتي للأسف لم تعد تكفي وحدها لعبور عنق الزجاجة في هذا العصر.
قبل نحو شهرين وخلال مناسبة عامة التقيت مصادفة بمسؤول نشط في مركز الحوار الوطني، ولمست فعلياً مدى حرصه وزملائه على تحقيق الأهداف التي أُنشئ المركز من أجلها، وقد أكرمني حينها بدعوة لزيارة المركز والاطلاع على جهوده، فأخبرته بأنني سأكون أسعد الناس بتحقق أهداف المركز ونجاحه في مهمته ولن أتردد أبداً في الإشادة بجهوده التي تخدم الوطن ورؤيته، كما لن أتردد في الإشارة إلى ما ينقصه أو ما ينبغي أن يلتفت إليه (بحسب رأيي)، واليوم أقول «الأرقام.. الأرقام.. يا مركز الحوار، والتسلح جيدا للمعركة السيبرانية فهي ميدان الإنجاز العصري الذي ينتظرك».
* كاتب سعودي
قبل أشهر قليلة قال عراب رؤية 2030 الأمير الملهم محمد بن سلمان، خلال كلمته في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار «لا تصدقوني.. انظروا إلى الأرقام.. هي التي تتحدث»، وهذا بالضبط ما ينبغي على جميع الأجهزة والهيئات أن تقتدي به، ليس تشكيكا في عملها أو أدائها وإنما لحاجة الباحثين إلى الاطلاع على جهودها بشكل يغذي الدراسات التي تخدم بدورها صورة المملكة وتبرز جهودها على المستوى الدولي.
سبق وأن أكدت أنني أكن الكثير من الود والتقدير للدكتور الفوزان، وأتمنى من كل قلبي أن يصنع نجاحاً حقيقياً في مركز الحوار الوطني، وهذا يفرض عليّ أن أشير بوضوح إلى ما قد يعينه هو وزملاؤه في تحقيق أهداف المركز.
لا شك أن الحديث عن تحجيم التطرف ونشر ثقافة الاعتدال يعد أهم حديث في السعودية الجديدة التي نفضت بحكمة قيادتها خلال أشهر قليلة غبار «الصحوة» وآثارها، وأعادت المجتمع إلى طبيعته الوسطية وسماحة الإسلام، ولذلك فإن أي جهة عملت على هذا الهدف يجب أن تقدم نفسها بشكل صحيح وبلغة الأرقام، فنحن في مرحلة مهمة من تاريخنا تستوجب التوثيق ونقل صورة واضحة عن جهود البلاد في هذا الشأن للعالم أجمع.
شخصياً أعتقد أن لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دورا أساسيا وبالغ الأهمية في هذه المرحلة المهمة من التحول الوطني، لكنني أتمنى أن يدرك سريعاً مدى الحاجة إلى تطوير آليات عمله تقنيا وأن يدخل بقوة عصر التواصل الرقمي، فالتطرف وثقافة الكراهية ونبذ الحوار أشياء باتت تتخذ من شبكات التواصل الاجتماعي مركزاً للانطلاق والترويج قبل أن تتواجد على أرض الواقع، ولذلك فإن معركة مركز الحوار الوطني الأكثر أهمية هي المعركة السيبرانية، وعليه أن يتسلح لها بأفضل الأسلحة العصرية، ويخوضها بكل قوة تزامنا مع أنشطته التوعوية التقليدية على أرض الواقع، والتي للأسف لم تعد تكفي وحدها لعبور عنق الزجاجة في هذا العصر.
قبل نحو شهرين وخلال مناسبة عامة التقيت مصادفة بمسؤول نشط في مركز الحوار الوطني، ولمست فعلياً مدى حرصه وزملائه على تحقيق الأهداف التي أُنشئ المركز من أجلها، وقد أكرمني حينها بدعوة لزيارة المركز والاطلاع على جهوده، فأخبرته بأنني سأكون أسعد الناس بتحقق أهداف المركز ونجاحه في مهمته ولن أتردد أبداً في الإشادة بجهوده التي تخدم الوطن ورؤيته، كما لن أتردد في الإشارة إلى ما ينقصه أو ما ينبغي أن يلتفت إليه (بحسب رأيي)، واليوم أقول «الأرقام.. الأرقام.. يا مركز الحوار، والتسلح جيدا للمعركة السيبرانية فهي ميدان الإنجاز العصري الذي ينتظرك».
* كاتب سعودي