قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب.. يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه.. فإذا قضي أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله»، صدق رسول الله.
ليس أصعب على النفس الإنسانية أن يفرض عليها شيئا (قسريا).. في يوم السبت الماضي كان ركاب الرحلة 266 (إقلاع الساعة الثانية عشرة ظهرا) من إسطنبول إلى جدة.. إذ تأخرت الطائرة القادمة من جدة نصف ساعة وعدل موعد صعود الطائرة إلى الثانية عشرة وخمس وثلاثين دقيقة ظهرا.. كان كل شيء يمضي على نحو عادي.. إذ تم صعود الركاب الطائرة.. وقفل باب الطائرة.. ولكن للأسف تم بقاؤنا في الطائرة دون إقلاع.. بمعنى أن الأمر كان غير عادي.. إذ ظل ركاب الرحلة قابعين في مقاعدهم (على حسب رواية راكبة من الركاب).. وكم كانت الصدمة قاسية وعنيفة على ركاب الطائرة.. صعقوا عندما أعلن قائد الطائرة أسفه لعدم القدرة على الطيران.. وإلغاء الرحلة وكانت ذريعته أنه تعدى الوقت المحدد.. وكان ينتظر الموافقة من جدة للإقلاع وما من مجيب.. وبعد نصف ساعة فتحوا باب الطائرة من جديد لتكون المفاجأة قاسية وعنيفة.. صدمت مشاعر الركاب الذين كان وراءهم ارتباطات عديدة وخاصة الموظفين منهم والموظفات الذين وراءهم التزامات وظيفية وعلاجية ومدرسية.. وأسقط الأمر في أيديهم.. ولكن ليس في مقدورهم إلا اتباع تعليمات السعودية.. التي نقلتهم بالحافلات إلى فندق بجوار المطار القديم.. باتوا فيه حتى الصباح الباكر.. كانت ليلة ليلاء لم تخطر على بال الركاب وخاصة من كان معهم أطفالهم.. وعاشوا ليلة كلها ألم وضيق صدر ومعاناة.. ومن المؤسف المؤلم أن هذا الخلل لم يعرف ركاب الرحلة لماذا كل هذا.. ولكن لا حيلة لهم إلا الصبر وتوجيه الانتقادات المرة للخطوط السعودية.
لماذا تصرف قائد الطائرة على هذا النحو؟
لعله من الغرابة بمكان أن تكون هذه المأساة وأن لا يستطيع الركاب معرفة سبب يقنعهم لهذه الحركات التراجيدية.. وأن العرف الدولي (ونظام اياتا) يحرصون كل الحرص على احترام الراكب وإعطائه القدر الكافي الذي يستحقه.. وغني عن الحديث أن ركاب تلك الرحلة المشؤومة على اختلاف أطيافهم قد عانوا معاناة شديدة.. في مقدمتها الصدمة العاطفية التي كسرت عندهم مستوى الطموح والرغبة العارمة للوصول إلى جدة سالمين غانمين.. ولكن هيهات هيهات.. فقد كان قائد الطائرة هو الذي برز على السطح.. ولم يجد الركاب القناعة الكافية التي تجعلهم يقبلون ذلك الأمر على علاته.
السبيعي وامتصاص غضب الركاب:
ومن حسن الحظ وجود مسؤول في مطار إسطنبول يمثل السعودية.. وبحق لقد كان حسام السبيعي على قدر المسؤولية.. إذ تمتع بقدرة تجعله يمتص غضب الركاب.. وقد أعطى تفسيرا لهذه الحادثة بأن مطار إسطنبول الجديد الذي افتتح قبل أيام.. الوضع فيه خاصة بالنسبة للمسافة بين مدرج المطار وبوابة نزول الركاب وكذلك العكس بالنسبة للمسافة بين كاونتر السعودية وحتى مكان وقوف طائرة الخطوط السعودية يحتاج إلى وقت زمني أكبر.. وأنه كان هناك حلان لمواجهة مثل هذه المشكلة.. طلب تمديد للوقت بدلا من الوقت المتاح حاليا ساعة وخمس عشرة دقيقة في ذلك حل لأسباب التأخير أو وجود كابتن آخر في إسطنبول لمثل هذه الحالات ليقود الطائرة بدلا من الكابتن الذي أتى بها من جدة إلى إسطنبول في حالة حدوث تأخير.
لعلي قد أدركت السبب المباشر وذلك حسب العرف السائد بين شركات الطيران وإدارة مطار إسطنبول.. ومهما يكن من أمر فإن من الإسراف بالخطأ أن يظل الركاب قابعين بالطائرة طيلة هذا الوقت.. ثم ينتهي الأمر إلى الاعتذار وشحنهم بالحافلات إلى الفندق.. أرجو صادقا ومخلصا ألا تتكررهذه المأساة.. وأشكر كلا من الأستاذ حسام السبيعي وعبدالله الغانمي على تجاوبهما معي.. وحسبى الله ونعم الوكيل.
* كاتب سعودي
alialrabghi9@gmail.com
ليس أصعب على النفس الإنسانية أن يفرض عليها شيئا (قسريا).. في يوم السبت الماضي كان ركاب الرحلة 266 (إقلاع الساعة الثانية عشرة ظهرا) من إسطنبول إلى جدة.. إذ تأخرت الطائرة القادمة من جدة نصف ساعة وعدل موعد صعود الطائرة إلى الثانية عشرة وخمس وثلاثين دقيقة ظهرا.. كان كل شيء يمضي على نحو عادي.. إذ تم صعود الركاب الطائرة.. وقفل باب الطائرة.. ولكن للأسف تم بقاؤنا في الطائرة دون إقلاع.. بمعنى أن الأمر كان غير عادي.. إذ ظل ركاب الرحلة قابعين في مقاعدهم (على حسب رواية راكبة من الركاب).. وكم كانت الصدمة قاسية وعنيفة على ركاب الطائرة.. صعقوا عندما أعلن قائد الطائرة أسفه لعدم القدرة على الطيران.. وإلغاء الرحلة وكانت ذريعته أنه تعدى الوقت المحدد.. وكان ينتظر الموافقة من جدة للإقلاع وما من مجيب.. وبعد نصف ساعة فتحوا باب الطائرة من جديد لتكون المفاجأة قاسية وعنيفة.. صدمت مشاعر الركاب الذين كان وراءهم ارتباطات عديدة وخاصة الموظفين منهم والموظفات الذين وراءهم التزامات وظيفية وعلاجية ومدرسية.. وأسقط الأمر في أيديهم.. ولكن ليس في مقدورهم إلا اتباع تعليمات السعودية.. التي نقلتهم بالحافلات إلى فندق بجوار المطار القديم.. باتوا فيه حتى الصباح الباكر.. كانت ليلة ليلاء لم تخطر على بال الركاب وخاصة من كان معهم أطفالهم.. وعاشوا ليلة كلها ألم وضيق صدر ومعاناة.. ومن المؤسف المؤلم أن هذا الخلل لم يعرف ركاب الرحلة لماذا كل هذا.. ولكن لا حيلة لهم إلا الصبر وتوجيه الانتقادات المرة للخطوط السعودية.
لماذا تصرف قائد الطائرة على هذا النحو؟
لعله من الغرابة بمكان أن تكون هذه المأساة وأن لا يستطيع الركاب معرفة سبب يقنعهم لهذه الحركات التراجيدية.. وأن العرف الدولي (ونظام اياتا) يحرصون كل الحرص على احترام الراكب وإعطائه القدر الكافي الذي يستحقه.. وغني عن الحديث أن ركاب تلك الرحلة المشؤومة على اختلاف أطيافهم قد عانوا معاناة شديدة.. في مقدمتها الصدمة العاطفية التي كسرت عندهم مستوى الطموح والرغبة العارمة للوصول إلى جدة سالمين غانمين.. ولكن هيهات هيهات.. فقد كان قائد الطائرة هو الذي برز على السطح.. ولم يجد الركاب القناعة الكافية التي تجعلهم يقبلون ذلك الأمر على علاته.
السبيعي وامتصاص غضب الركاب:
ومن حسن الحظ وجود مسؤول في مطار إسطنبول يمثل السعودية.. وبحق لقد كان حسام السبيعي على قدر المسؤولية.. إذ تمتع بقدرة تجعله يمتص غضب الركاب.. وقد أعطى تفسيرا لهذه الحادثة بأن مطار إسطنبول الجديد الذي افتتح قبل أيام.. الوضع فيه خاصة بالنسبة للمسافة بين مدرج المطار وبوابة نزول الركاب وكذلك العكس بالنسبة للمسافة بين كاونتر السعودية وحتى مكان وقوف طائرة الخطوط السعودية يحتاج إلى وقت زمني أكبر.. وأنه كان هناك حلان لمواجهة مثل هذه المشكلة.. طلب تمديد للوقت بدلا من الوقت المتاح حاليا ساعة وخمس عشرة دقيقة في ذلك حل لأسباب التأخير أو وجود كابتن آخر في إسطنبول لمثل هذه الحالات ليقود الطائرة بدلا من الكابتن الذي أتى بها من جدة إلى إسطنبول في حالة حدوث تأخير.
لعلي قد أدركت السبب المباشر وذلك حسب العرف السائد بين شركات الطيران وإدارة مطار إسطنبول.. ومهما يكن من أمر فإن من الإسراف بالخطأ أن يظل الركاب قابعين بالطائرة طيلة هذا الوقت.. ثم ينتهي الأمر إلى الاعتذار وشحنهم بالحافلات إلى الفندق.. أرجو صادقا ومخلصا ألا تتكررهذه المأساة.. وأشكر كلا من الأستاذ حسام السبيعي وعبدالله الغانمي على تجاوبهما معي.. وحسبى الله ونعم الوكيل.
* كاتب سعودي
alialrabghi9@gmail.com