إذا شاء قدرك أن تعرف هذا الشخص، فأنت لست مخيراً بين أن تتركه كله، أو تكتفي بجلّه، لأنه لا يتيح لك هذا الخيار، هو إنسان غير قابل للتجزئة، خُذه كما هو، أو دعه كما هو، لكنك إذا عرفته لن يطاوعك قلبك أن تتركه أو تضعه في خانة احتياط القلب.
هذا الذي اسمه (علي مكي) عندما وُلد في (ضمد) فإنه وُلد في أرض العلم والشعر والأدب والكرم والمروءة والوفاء، أعتقد أن يوم ولادته كان وادي ضمد يتدفق بشكل غير مسبوق، وعندما فاضت السماء بهاطلها، وفاضت الأرض بسيلها، قالت له: بقي لدينا الكثير من خصب السماء والأرض فاذهب وانثره على البشر، وهكذا سمع علي وصية السماء والأرض وأصبح معلقاً بينهما، إن شئته في السماء فهو الأعلى، وإن شئته في الأرض تجد كفيه مبسوطتين تحت رأسك وقلبك، يحيط بك وهو لا يدري، أو أنه لم يفكر أن يدري بأنه خُلق كي يكون هكذا، فوقك وتحتك ومن حولك، بضحكته التي تملأ الأرض والسماء.
(علي مكي) لماذا أكتب عنه؟. ومن هو حتى أكتب عنه؟. لدي ألف مليون سبب سأكتفي منها ببعضها، وأقول القليل من بعضها. نحن في زمن الجفاف يا سيداتي وسادتي، جفاف التعبير عن الذين نحبهم، فلماذا لا نقول لهم إننا نحبهم؟
عندما يكتب علي الشعر، أو عندما يكتبه الشعر تهتز جبال (هروب)؛ كي تهرب من إحساسه الذي يحيلها قاعاً صفصفاً أمام لغته العالية، تتحول الأحجار الصلدة في تلك الجبال إلى نوتة موسيقية ناعمة عذبة بين يديه وعلى لسانه.
وعندما يعود علي (الصحفي) متى شاء فإنه يكون سلطة رابعة وخامسة وسادسة ولا نهائية، إذا كتب الخبر جعله قصة، وإذا كتب القصة جعلها رواية على كل لسان، وإذا تجلى بذاتياته فإن الصحيفة تتحول إلى بستان من ورد الإبداع، ويكون ذلك اليوم الذي كتب فيه هو يومه لوحده، ولا سواه. أتذكر جيداً أول حوار معي في صحيفة «عكاظ»، أرسل لي علي مجموعة أسئلة وطلب مني الإجابة خلال أسبوع، لكني احتجت شهوراً كي أستوعبها ثم أرد عليها. لم يكن علي يسأل، بل كان ينبش في أقاصي الروح، كان يتعمد بعثرتي، وتبعثرت يومها عندما قبضت على قلمي وروحي وخرجت إلى حافة الوادي ذات عصرية خضراء وملأتُ أوراقاً عدة ببوحي الذي انتزعه علي من مخابئ الروح.
يروح علي ثم يعود. يغيب ثم يظهر. يختفي ثم يهبط. لا يجب على من يعرفه أن يعتبر ذلك تناقضاً، هو هكذا، يمتلئ بالناس ويتدفق عليهم، وعندما يشعر بأنه متعب ينزوي خلف قلبه، يهدهده كي ينتعش مرة أخرى ليعود دافقاً بالحب والوفاء. علي حالة نادرة من كل شيء، كل شيء جميل.
أقسم أني أحبك يا علي، وما قلته عني في تغريدتك بمناسبة تكريمك أبكاني كثيراً، وليتني كنت حاضراً كي يكون لي شرف الزهو بك، رغم أني أزهو بك في كل مكان وزمان.
هذا الذي اسمه (علي مكي) عندما وُلد في (ضمد) فإنه وُلد في أرض العلم والشعر والأدب والكرم والمروءة والوفاء، أعتقد أن يوم ولادته كان وادي ضمد يتدفق بشكل غير مسبوق، وعندما فاضت السماء بهاطلها، وفاضت الأرض بسيلها، قالت له: بقي لدينا الكثير من خصب السماء والأرض فاذهب وانثره على البشر، وهكذا سمع علي وصية السماء والأرض وأصبح معلقاً بينهما، إن شئته في السماء فهو الأعلى، وإن شئته في الأرض تجد كفيه مبسوطتين تحت رأسك وقلبك، يحيط بك وهو لا يدري، أو أنه لم يفكر أن يدري بأنه خُلق كي يكون هكذا، فوقك وتحتك ومن حولك، بضحكته التي تملأ الأرض والسماء.
(علي مكي) لماذا أكتب عنه؟. ومن هو حتى أكتب عنه؟. لدي ألف مليون سبب سأكتفي منها ببعضها، وأقول القليل من بعضها. نحن في زمن الجفاف يا سيداتي وسادتي، جفاف التعبير عن الذين نحبهم، فلماذا لا نقول لهم إننا نحبهم؟
عندما يكتب علي الشعر، أو عندما يكتبه الشعر تهتز جبال (هروب)؛ كي تهرب من إحساسه الذي يحيلها قاعاً صفصفاً أمام لغته العالية، تتحول الأحجار الصلدة في تلك الجبال إلى نوتة موسيقية ناعمة عذبة بين يديه وعلى لسانه.
وعندما يعود علي (الصحفي) متى شاء فإنه يكون سلطة رابعة وخامسة وسادسة ولا نهائية، إذا كتب الخبر جعله قصة، وإذا كتب القصة جعلها رواية على كل لسان، وإذا تجلى بذاتياته فإن الصحيفة تتحول إلى بستان من ورد الإبداع، ويكون ذلك اليوم الذي كتب فيه هو يومه لوحده، ولا سواه. أتذكر جيداً أول حوار معي في صحيفة «عكاظ»، أرسل لي علي مجموعة أسئلة وطلب مني الإجابة خلال أسبوع، لكني احتجت شهوراً كي أستوعبها ثم أرد عليها. لم يكن علي يسأل، بل كان ينبش في أقاصي الروح، كان يتعمد بعثرتي، وتبعثرت يومها عندما قبضت على قلمي وروحي وخرجت إلى حافة الوادي ذات عصرية خضراء وملأتُ أوراقاً عدة ببوحي الذي انتزعه علي من مخابئ الروح.
يروح علي ثم يعود. يغيب ثم يظهر. يختفي ثم يهبط. لا يجب على من يعرفه أن يعتبر ذلك تناقضاً، هو هكذا، يمتلئ بالناس ويتدفق عليهم، وعندما يشعر بأنه متعب ينزوي خلف قلبه، يهدهده كي ينتعش مرة أخرى ليعود دافقاً بالحب والوفاء. علي حالة نادرة من كل شيء، كل شيء جميل.
أقسم أني أحبك يا علي، وما قلته عني في تغريدتك بمناسبة تكريمك أبكاني كثيراً، وليتني كنت حاضراً كي يكون لي شرف الزهو بك، رغم أني أزهو بك في كل مكان وزمان.