عندما تمر عبارة وتترسخ في ذهنية المجتمع يصعب إزالتها.
ومن الجمل الراسبة في المجتمع العربي (الكتب الصفراء).. ولو سألت شخصاً: ماذا يقصد بالكتب الصفراء؟ لربما تبادر إلى ذهنه مقولة (الصحافة الصفراء) التي أعتقد أن استلال مفهوم الصحافة الصفراء (المعنية بالخفة) إنما تولدت من مفهوم الكتب الصفراء.
ولأن الألوان أخذت حيزاً من توجهات الأمم وشارة لها، فسنجد أن اللون الأحمر هو اللون المقدس لدى الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، وأن اللون الأبيض اكتسب شهرته كرديف للبيت الأبيض، وهناك من حوّل اللون إلى شارة أيدلوجية أو تركه عنواناً لكتاب وهكذا.
ويبدو أن ظهور مصطلح الكتب الصفراء بزغ مع حركة التنوير أو النهضة في العالم العربي الداعية إلى اللحاق بركب المجتمعات والالتفات إلى العلوم الحديثة والانقطاع عن كتب التراث (التي اكتسب اللون الأصفر بسبب القدم)، ومن تلك الانطلاقة حدثت قطيعة مع الكتب الصفراء.
هذه القطيعة غيبت علينا قراءة التراث كذاكرة اجتماعية وتاريخية ودينية وعلمية، مما جعلنا أشبه بالشجرة ذات العروق الرخوة.
ولأن انتقال شعلة الحضارة إلى مواقع مختلفة من العالم لم تجعلنا نتبين أن زيت هذه الحضارة هو إيصال الماضي بالحاضر كقوة دافعة وليس مثبطة.. بمعنى قراءة التراث وهضمه وتحويل عصارته إلى وقود للانطلاق للإمام.
والذي حدث عندنا نحن العرب أننا تمسكنا بمقولة إن الكتب الصفراء ليس لها علاقة بحاضرنا وانطلقنا إلى تأسيس قاعدة معرفية مستمدة من ثقافات أخرى فغدت مشاريعنا التنويرية رخوة حين استعارت محركات لا تعمل في وسط ثقافي منتمٍ للماضي أكثر من انتمائه للحاضر.
ولو أن حركة التنوير العربية قامت بإعادة الخطوة التي اتبعها الغرب بأخذ كل ما تواجد في الكتب الصفراء وفرزه والاستفادة من الصالح منه لربما تغير العقل العربي وغدا عقلاً تجريبياً حقاً.
ومنذ انطلاق شرارة التنوير العربي ونحن في كل مرحلة نشتكي من أزمة فكر اختطفت هذا العقل..بينما النهضة هي مجموعة أفكار تتبناها مجموعة قوى اجتماعية على هيئة مؤسسات (حتى في مراحلها الأولى الغربية كانت بذور لظهور المؤسسة) تسعى هذه القوى لحمل الأفكار وتثبيتها والبناء عليها.
ولأن العرب لم يضعوا تلك الكتب الصفراء في حساباتهم عند البناء حدث انشراخ في قاعدة ذلك الفكر ولم يعد بالإمكان البناء على قاعدة مشروخة.
ومن الجمل الراسبة في المجتمع العربي (الكتب الصفراء).. ولو سألت شخصاً: ماذا يقصد بالكتب الصفراء؟ لربما تبادر إلى ذهنه مقولة (الصحافة الصفراء) التي أعتقد أن استلال مفهوم الصحافة الصفراء (المعنية بالخفة) إنما تولدت من مفهوم الكتب الصفراء.
ولأن الألوان أخذت حيزاً من توجهات الأمم وشارة لها، فسنجد أن اللون الأحمر هو اللون المقدس لدى الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، وأن اللون الأبيض اكتسب شهرته كرديف للبيت الأبيض، وهناك من حوّل اللون إلى شارة أيدلوجية أو تركه عنواناً لكتاب وهكذا.
ويبدو أن ظهور مصطلح الكتب الصفراء بزغ مع حركة التنوير أو النهضة في العالم العربي الداعية إلى اللحاق بركب المجتمعات والالتفات إلى العلوم الحديثة والانقطاع عن كتب التراث (التي اكتسب اللون الأصفر بسبب القدم)، ومن تلك الانطلاقة حدثت قطيعة مع الكتب الصفراء.
هذه القطيعة غيبت علينا قراءة التراث كذاكرة اجتماعية وتاريخية ودينية وعلمية، مما جعلنا أشبه بالشجرة ذات العروق الرخوة.
ولأن انتقال شعلة الحضارة إلى مواقع مختلفة من العالم لم تجعلنا نتبين أن زيت هذه الحضارة هو إيصال الماضي بالحاضر كقوة دافعة وليس مثبطة.. بمعنى قراءة التراث وهضمه وتحويل عصارته إلى وقود للانطلاق للإمام.
والذي حدث عندنا نحن العرب أننا تمسكنا بمقولة إن الكتب الصفراء ليس لها علاقة بحاضرنا وانطلقنا إلى تأسيس قاعدة معرفية مستمدة من ثقافات أخرى فغدت مشاريعنا التنويرية رخوة حين استعارت محركات لا تعمل في وسط ثقافي منتمٍ للماضي أكثر من انتمائه للحاضر.
ولو أن حركة التنوير العربية قامت بإعادة الخطوة التي اتبعها الغرب بأخذ كل ما تواجد في الكتب الصفراء وفرزه والاستفادة من الصالح منه لربما تغير العقل العربي وغدا عقلاً تجريبياً حقاً.
ومنذ انطلاق شرارة التنوير العربي ونحن في كل مرحلة نشتكي من أزمة فكر اختطفت هذا العقل..بينما النهضة هي مجموعة أفكار تتبناها مجموعة قوى اجتماعية على هيئة مؤسسات (حتى في مراحلها الأولى الغربية كانت بذور لظهور المؤسسة) تسعى هذه القوى لحمل الأفكار وتثبيتها والبناء عليها.
ولأن العرب لم يضعوا تلك الكتب الصفراء في حساباتهم عند البناء حدث انشراخ في قاعدة ذلك الفكر ولم يعد بالإمكان البناء على قاعدة مشروخة.