قصف الإرهاب شابين لم يمدا خطوات عمرهما بعيداً..
إن الإرهاب نار تأكل حشاشة القلب أينما كنا، وتتركنا نتلظى كمداً على الراحلين، وما حدث في سريلانكا من هجمات إرهابية أودت بحياة 310 أشخاص يؤكد أن رسائل السلام والتسامح لم تصل إلى القلوب الباحثة عن الموت..
ومن بين الضحايات الـ310 شابان هما: هاني عثمان وأحمد جعفري، يعملان ملاحين للخطوط السعودية، لم يكملا وجبة الغداء إلا بعد أن أصبحا جثتين.
وبالأمس القريب اصطف مئات من الملاحين وفي مقدمتهم مدير عام الخطوط السعودية وقيادات المؤسسة لاستقبال الجثمانين مجسدين صورة إنسانية متقدمة لما يجب أن تكون عليه القيادة من تلاحم بينها وبين أفراد المؤسسة.
ولأن مجتمعنا كالجسد الواحد تداعى المواطنون لتشييع الجثمانين إلى مقبرة (أمنا حواء) بأعداد كبيرة وكل مشيع يلهج بالدعاء وطلب الرحمة لمن فقدناهم في مجزرة الإرهاب.. كان مشهداً مهيباً تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي لتتناثر المشاعر وكل منها يمسك بجزء من الفجيعة لما حدث لملاحين لم يمهلهما الإرهاب وقتاً إضافياً لاستكمال عمريهما.
إن الاستقبال الذي قامت به المؤسسة لجثماني اثنين من أفراد طاقمها لهو عمل يشار إليه بالاستحسان.. وليت إدارة مؤسسة الخطوط تتقدم خطوة للأمام بأن تسن بنداً قانونياً ملزماً بتأمين حياة أسر ضحايا المفقودين من الملاحين، تأميناً يشمل كل نواحي الحياة، وإن كان هذا القانون يعمل به فليضف إليه تكريم آخر كأن يطلق اسم الشهيدين (هاني عثمان وأحمد جعفري) على موقع من مواقع المؤسسة..
ولأن حالة الفقد هي شرخ في دواخلنا يصبح تكريم قتلانا أو مفقودينا هو الفعل الذي يخفف جزعنا ويجعلنا نتصبر بأن من فقدوا لم يذهبوا جزافاً من غير تخليد لذكراهم.. وهذه النقطة يجب تعميمها في كل حالة الفقد سواء كان ذلك في حرب أو في عمل.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com
إن الإرهاب نار تأكل حشاشة القلب أينما كنا، وتتركنا نتلظى كمداً على الراحلين، وما حدث في سريلانكا من هجمات إرهابية أودت بحياة 310 أشخاص يؤكد أن رسائل السلام والتسامح لم تصل إلى القلوب الباحثة عن الموت..
ومن بين الضحايات الـ310 شابان هما: هاني عثمان وأحمد جعفري، يعملان ملاحين للخطوط السعودية، لم يكملا وجبة الغداء إلا بعد أن أصبحا جثتين.
وبالأمس القريب اصطف مئات من الملاحين وفي مقدمتهم مدير عام الخطوط السعودية وقيادات المؤسسة لاستقبال الجثمانين مجسدين صورة إنسانية متقدمة لما يجب أن تكون عليه القيادة من تلاحم بينها وبين أفراد المؤسسة.
ولأن مجتمعنا كالجسد الواحد تداعى المواطنون لتشييع الجثمانين إلى مقبرة (أمنا حواء) بأعداد كبيرة وكل مشيع يلهج بالدعاء وطلب الرحمة لمن فقدناهم في مجزرة الإرهاب.. كان مشهداً مهيباً تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي لتتناثر المشاعر وكل منها يمسك بجزء من الفجيعة لما حدث لملاحين لم يمهلهما الإرهاب وقتاً إضافياً لاستكمال عمريهما.
إن الاستقبال الذي قامت به المؤسسة لجثماني اثنين من أفراد طاقمها لهو عمل يشار إليه بالاستحسان.. وليت إدارة مؤسسة الخطوط تتقدم خطوة للأمام بأن تسن بنداً قانونياً ملزماً بتأمين حياة أسر ضحايا المفقودين من الملاحين، تأميناً يشمل كل نواحي الحياة، وإن كان هذا القانون يعمل به فليضف إليه تكريم آخر كأن يطلق اسم الشهيدين (هاني عثمان وأحمد جعفري) على موقع من مواقع المؤسسة..
ولأن حالة الفقد هي شرخ في دواخلنا يصبح تكريم قتلانا أو مفقودينا هو الفعل الذي يخفف جزعنا ويجعلنا نتصبر بأن من فقدوا لم يذهبوا جزافاً من غير تخليد لذكراهم.. وهذه النقطة يجب تعميمها في كل حالة الفقد سواء كان ذلك في حرب أو في عمل.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com