في حديث لي مع صديقة عزيزة حول تربية الأبناء في عصر التقنية، عصر وسائل التواصل الاجتماعي، والمقارنة مع التربية في زمن الطيبين! استوقفني موقف لها، عندما عاد طفلها من المدرسة فاستقبلته في السيارة وأخذت تسأله عن يومه الدراسي، فبدأ يشتكي من زملائه ومضايقتهم له، ثم أخذت الصديقة في احتواء طفلها والتربيت على كتفه ووعدته أنها ستشتكي زميله الذي ضربه! فإذا بالسائق من المقعد الأمامي يقول لها «خليه يدقدق يا دكتورة» أي اتركيه يواجه مشاكله بنفسه، يعيش تجاربه الصعبة ليتعلم منها، يضرب مرة ويُضرب مرات! عندها شعرت أن هذه العبارة هي حجر الزاوية في التربية!
الحماية الزائدة للطفل تنتج جيلا رخوا جيلا يبحث عن الظل دائماً، جيلا يريد من يحل مشاكله، لا يريد أن يتعب في البحث عن الحلول يكفي أن يحكي مشاكله والتي دائماً ما تكون أنانية! ليرميها على كتف والديه ويمضي هو إلى جواله ليتواصل مع عوالمه الخاصة ويرسل صور حفلته التي ذهب إليها وترسل هي صورة الساعة الثمينة التي أهدتها والدتها لها! هذا الجيل الاستهلاكي هو من سيربي الجيل القادم ولكم أن تتخيلوا!
يقول جان جاك روسو وهو من أشهر علماء التربية الحديثة «التحمل هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه، وهذا هو أكثر شيء سيحتاج إلى معرفته» هذه المقولة تشير إلى الاعتناء بتحميل هذا الطفل بعض المسؤوليات التي تهيئه للمرحلة المقبلة، والتي قد تكون مرحلة يفقد فيها بعض والديه لظرف ما ومن ثم سيواجه المواقف لوحده عندها نكون قد أكسبناه الحماية الحقيقية التي يحتاجها، ما نشاهده اليوم هو الاحتفاء والاعتناء الزائدان بالأبناء وكأن الوالدين يقفان حراسا أمام بوابة الحياة الحقيقية التي لابد من مواجهتها، ثم تكون النتيجة التدليل الزائد الذي ينتج عنه عدم تحمل المسؤولية مستقبلاً من قبل الشاب أو الفتاة فتحدث حالات الطلاق، أو مشاكل العمل والصراعات التي تعجز عن مواجهتها مثل هذه الشخصيات الرخوة فيصبح ذلك الطفل المدلل ضحية الصراع النفسي والقلق والتوتر والخوف من الدخول في غمار الحياة.
عند قراءة السير الذاتية للشخصيات القدوة والمؤثرة في العالم تجد أن فهمها للحياة بدأ من مرحلة الطفولة، تلك المرحلة التي لم تكن أبداً مرفهة، فلم يكن في يوم من الأيام محاطا بسياج من الحماية بل بالعكس تجده إما عاش وحيداً أو تعرض لظروف قاسية صنعت منه هذا الشخص العظيم.
ليس عيباً أن نحب أبناءنا وليس عيباً أن نخطئ في تربيتنا لهم، فنعود لنصحح أخطاءنا، يقول أحد علماء التربية «قبل أن أتزوج كان لدي ست نظريات في تربية الأطفال، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم» تجربة التربية مثيرة إذا بدأنا مع أطفالنا من مراحلهم التي يعيشونها حتى نشعر أننا أمام بوابة الحياة التي لابد أن تكون مشرعة لهم ليحلقوا لوحدهم ونحن نراقبهم ونساعدهم متى ما احتاجوا لذلك بدون أن نمثل أدوار الأم أو الأب السوبر مان! فهل نستطيع ذلك؟!
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
almmona@KSU.EDU.SA
الحماية الزائدة للطفل تنتج جيلا رخوا جيلا يبحث عن الظل دائماً، جيلا يريد من يحل مشاكله، لا يريد أن يتعب في البحث عن الحلول يكفي أن يحكي مشاكله والتي دائماً ما تكون أنانية! ليرميها على كتف والديه ويمضي هو إلى جواله ليتواصل مع عوالمه الخاصة ويرسل صور حفلته التي ذهب إليها وترسل هي صورة الساعة الثمينة التي أهدتها والدتها لها! هذا الجيل الاستهلاكي هو من سيربي الجيل القادم ولكم أن تتخيلوا!
يقول جان جاك روسو وهو من أشهر علماء التربية الحديثة «التحمل هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه، وهذا هو أكثر شيء سيحتاج إلى معرفته» هذه المقولة تشير إلى الاعتناء بتحميل هذا الطفل بعض المسؤوليات التي تهيئه للمرحلة المقبلة، والتي قد تكون مرحلة يفقد فيها بعض والديه لظرف ما ومن ثم سيواجه المواقف لوحده عندها نكون قد أكسبناه الحماية الحقيقية التي يحتاجها، ما نشاهده اليوم هو الاحتفاء والاعتناء الزائدان بالأبناء وكأن الوالدين يقفان حراسا أمام بوابة الحياة الحقيقية التي لابد من مواجهتها، ثم تكون النتيجة التدليل الزائد الذي ينتج عنه عدم تحمل المسؤولية مستقبلاً من قبل الشاب أو الفتاة فتحدث حالات الطلاق، أو مشاكل العمل والصراعات التي تعجز عن مواجهتها مثل هذه الشخصيات الرخوة فيصبح ذلك الطفل المدلل ضحية الصراع النفسي والقلق والتوتر والخوف من الدخول في غمار الحياة.
عند قراءة السير الذاتية للشخصيات القدوة والمؤثرة في العالم تجد أن فهمها للحياة بدأ من مرحلة الطفولة، تلك المرحلة التي لم تكن أبداً مرفهة، فلم يكن في يوم من الأيام محاطا بسياج من الحماية بل بالعكس تجده إما عاش وحيداً أو تعرض لظروف قاسية صنعت منه هذا الشخص العظيم.
ليس عيباً أن نحب أبناءنا وليس عيباً أن نخطئ في تربيتنا لهم، فنعود لنصحح أخطاءنا، يقول أحد علماء التربية «قبل أن أتزوج كان لدي ست نظريات في تربية الأطفال، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم» تجربة التربية مثيرة إذا بدأنا مع أطفالنا من مراحلهم التي يعيشونها حتى نشعر أننا أمام بوابة الحياة التي لابد أن تكون مشرعة لهم ليحلقوا لوحدهم ونحن نراقبهم ونساعدهم متى ما احتاجوا لذلك بدون أن نمثل أدوار الأم أو الأب السوبر مان! فهل نستطيع ذلك؟!
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
almmona@KSU.EDU.SA