أثيرت مؤخرا إعلاميا تحذيرات من خطورة «تفضيل توظيف السعوديات بدل الشباب السعوديين»، فلماذا «قد» يحصل التفضيل؟ الجواب بمقاطع السعوديات التي أثارت تحفظات واسعة وهن يكنسن مكان عملهن ويتناولن كراتين البضاعة، فهي تبين أن النساء لم يأخذن وظائف السعوديين إنما حللن مكان العمالة الأجنبية بالوظائف التي يتكبر الشباب السعوديون على العمل فيها؛ فبتقرير للبرفسور. «برنارد هايكل» بجامعة برينستون العريقة والمتخصص بدراسة السعودية وزارها عدة مرات بدراسات ميدانية ومتابع للتطورات الحالية، قال: «إرادة إدماج السعوديات بسوق العمل سببها أن السعوديات أعلى تعليما وتأهيلا والتزاما وإنجازا وإنتاجية من الرجال السعوديين، ولذا التعويل الأكبر هو عليهن للتحول لاقتصاد إنتاجي» «النيويوركر، 8/ أبريل/2019». وهي ملاحظة يشاركه بها الأكاديمي السعودي «علي الشعيبي» المتخصص بالمناهج وطرق التدريس من القصيم والذي كتب تغريدة بتاريخ «11/أبريل/2019»: «الاعتراف بأن الشاب السعودي لديه مشكلة في الالتزام بالعمل، وقلة في الإنتاج، خير من التمادي في مدحه باعتبار أن ذلك محفز ووطنية». وإحصائيا فالطالبات بالسعودية ومنذ عقود يتقدمن بنسب حملة الشهادات العليا وارتفاع درجاتهن على الذكور بجميع التخصصات وبخاصة العلمية والرياضيات «تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي/10» فنسبة الطالبات الجامعيات بلغت حوالى 60% من مجموع الطلاب الجامعيين، والتقرير الإحصائي لاختبار القدرات العامة للعامين «1438/1439» أظهر تفوق طالبات الثانوية على الطلاب بجميع المناطق، رغم أن المسكوت عنه يشبه الفضيحة الأكاديمية التي تكشفت باليابان حيث كشف أن المسؤولين بكليات الطب بسبب التعصب الذكوري تعمدوا الغش لقبول الطلاب الذكور بأعداد أكبر من الطالبات رغم أن درجات الطالبات أعلى، فلدينا تطلب كليات القمة نسبا أعلى للطالبات من تلك المطلوبة للطلاب بالإضافة إلى التسهيلات التي تعطى للطلاب، ومع هذا النساء يتفوقن بالتعليم والعمل، والسبب؛ الذكور يربون على أنهم مخدومون وحتى أخواتهم الأكبر سنا يخدمنهم ومجبرات على الخضوع لاستبداد سطوتهم «ولايتهم» فرسخ هذا فيهم اغترار الشعور بالاستحقاق الفوقي بسبب جنسهم وليس جهدهم، كمن ينشأ على خدمة الخدم له ولا يخدم نفسه بكأس ماء فلن يستطيع التكيف والمنافسة بواقع عليه فيه أن يخدم غيره ويكون مأمورا لا آمرا، وأيضا؛ بدراسة لجامعة «نيو-برونسويك» الكندية حللت أداء الإناث والذكور في 30 بلدا بما فيها السعودية للفترة «1914-2011» فظهر تفوق الطالبات على الطلاب طوال القرن الماضي بخاصة بالعلوم والرياضيات والسبب حسب الدراسة؛ «المجتمع يوهم الذكور أنهم أكثر كفاءة عقليا وهذا يجعلهم لا يبذلون مجهودا كافيا، بينما الفتيات يوصمن بأنهن أقل كفاءة عقليا وهذا يجعلهن يبذلن جهدا مضاعفا».
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com