على مستوى العالم العربي -بشكل عام- يمر خلال شهر رمضان الكريم طيف من العصبية البغيضة على أفراد المجتمع. وربما يزيد عن الحد في بعض الأحيان.. ليدخل في متاهات الانفعال والغضب المبالغ فيه.
معدل العنف الاجتماعي وما يصاحبه من الإصابات والقضايا الجنائية الناجمة عن مشاجرات شهر رمضان المبارك؛ خصوصا في الساعتين الأخيرتين من اليوم، تزداد في الأيام الأولى من الشهر.
حاول الأطباء تشريح هذه الظاهرة حيويا. فتحدث بعضهم عن نقص كمية الجلوكوز في الدماغ.. وهي المادة التي يستمد منها طاقته.. وتحدث آخرون عن نقص المياه.. وعن اضطراب مركز الجوع في المخ.. وكلها تؤدي في النهاية إلى التوتر والعصبية والانفعال (الخارج عن السيطرة)!
ذهب البعض إلى العلاقة العكسية بين نقص النيكوتين –للمدخنين- وزيادة العصبية وسرعة الانفعال والغضب. ومثلها شرب المنبهات –مادة الكافيين- وعلاقتها بالصداع الشديد قرب نهاية اليوم؛ حيث تمتد المسافة الزمنية لـ15 ساعة من آخر تناول.
بعض من يرغبون في التخسيس وإنقاص وزنهم حول العالم، يستخدمون الصوم كوسيلة.. ولكنهم لا يخرجون عن طورهم.. لأنهم يعرفون أن وراء صيامهم نتائج إيجابية (مُفرحة).. فهم يصومون برغبة واستمتاع. كما أن بعض المذاهب والمعتقدات الإنسانية -خارج الدين- تستخدم الصوم لرفع درجة الروحانية. وهؤلاء أيضا يستمتعون بصيامهم. بل تهدأ نفوسهم وتزداد ألفتهم وترتفع أخلاقياتهم.
كالأطفال عندما يصومون، لا تبدر منهم تصرفات سلبية.. بل على العكس يرتفع معدل تركيزهم وانضباطهم.
بعض الكبار للأسف يخرجهم الصوم عن المنطقية. على سبيل المثال، تزداد عندهم نسبة الاستخفاف بأنظمة المرور.. وتقل نسبة الرغبة في إنجاز العمل.. وتتضاعف نسبة الملاسنات والشتائم -المنتهية بعبارة (اللهم إني صائم)- على أمور صغيرة (جدا). وفي نفس الوقت، مبادرات المساعدات وموائد الرحمن وتوزيع المياه والتمور في الشوارع وعند إشارات المرور ترتفع نسبتها، في مؤشر ودلالة على حب الخير ووجوده في المجتمع وأبنائه.
الشياطين تصفّد في هذا الشهر الكريم.. ولكن مطامع النفس ومعدنها ونوازعها لا تُصفّد.. بل تهذّب بالصوم.. ليظهر خيرها.. (.. وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لكُم..).
الصيام ليس تقليدا أو سلوكا أو مسايرة للآخرين.. هذه المصطلحات تُفقد الصوم معناه وفرصة الاستفادة من مغزاه الراقي.. وهو تنقية النفس وتهذيبها وتقريبها من خالقها.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
معدل العنف الاجتماعي وما يصاحبه من الإصابات والقضايا الجنائية الناجمة عن مشاجرات شهر رمضان المبارك؛ خصوصا في الساعتين الأخيرتين من اليوم، تزداد في الأيام الأولى من الشهر.
حاول الأطباء تشريح هذه الظاهرة حيويا. فتحدث بعضهم عن نقص كمية الجلوكوز في الدماغ.. وهي المادة التي يستمد منها طاقته.. وتحدث آخرون عن نقص المياه.. وعن اضطراب مركز الجوع في المخ.. وكلها تؤدي في النهاية إلى التوتر والعصبية والانفعال (الخارج عن السيطرة)!
ذهب البعض إلى العلاقة العكسية بين نقص النيكوتين –للمدخنين- وزيادة العصبية وسرعة الانفعال والغضب. ومثلها شرب المنبهات –مادة الكافيين- وعلاقتها بالصداع الشديد قرب نهاية اليوم؛ حيث تمتد المسافة الزمنية لـ15 ساعة من آخر تناول.
بعض من يرغبون في التخسيس وإنقاص وزنهم حول العالم، يستخدمون الصوم كوسيلة.. ولكنهم لا يخرجون عن طورهم.. لأنهم يعرفون أن وراء صيامهم نتائج إيجابية (مُفرحة).. فهم يصومون برغبة واستمتاع. كما أن بعض المذاهب والمعتقدات الإنسانية -خارج الدين- تستخدم الصوم لرفع درجة الروحانية. وهؤلاء أيضا يستمتعون بصيامهم. بل تهدأ نفوسهم وتزداد ألفتهم وترتفع أخلاقياتهم.
كالأطفال عندما يصومون، لا تبدر منهم تصرفات سلبية.. بل على العكس يرتفع معدل تركيزهم وانضباطهم.
بعض الكبار للأسف يخرجهم الصوم عن المنطقية. على سبيل المثال، تزداد عندهم نسبة الاستخفاف بأنظمة المرور.. وتقل نسبة الرغبة في إنجاز العمل.. وتتضاعف نسبة الملاسنات والشتائم -المنتهية بعبارة (اللهم إني صائم)- على أمور صغيرة (جدا). وفي نفس الوقت، مبادرات المساعدات وموائد الرحمن وتوزيع المياه والتمور في الشوارع وعند إشارات المرور ترتفع نسبتها، في مؤشر ودلالة على حب الخير ووجوده في المجتمع وأبنائه.
الشياطين تصفّد في هذا الشهر الكريم.. ولكن مطامع النفس ومعدنها ونوازعها لا تُصفّد.. بل تهذّب بالصوم.. ليظهر خيرها.. (.. وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لكُم..).
الصيام ليس تقليدا أو سلوكا أو مسايرة للآخرين.. هذه المصطلحات تُفقد الصوم معناه وفرصة الاستفادة من مغزاه الراقي.. وهو تنقية النفس وتهذيبها وتقريبها من خالقها.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com