«حالتنا حالة.. غصب.. ما حنا بساكتين... ترانا مكملين»، كلمات بدأت تتصدر إعلانات الشارع والشاشات السعودية بشكل ملحوظ، وكأنها لغة الإعلام السعودي، تغزو العامية المحلية البرامج السعودية لتتصدر العناوين، فهل تلك طريقة ابتدعتها هيئة الإذاعة والتلفزيون لجذب المشاهدين بعدما أصيبت بخمول في المتابعة لسنوات؟ أم أن ضعف مستوى الطرح جعل من العامية المحلية إطلالة مغايرة للفت الانتباه؟ ماذا ستقدم هذه القنوات لمجتمعاتنا من فكر إن كانت طرق العرض أشبه بالحوارات الشعبية؟ هل تنحية الفصحى من الإذاعة والتلفزيون تهدف لتحقيق أكبر نسبة متابعة أم أنها نتيجة إخفاق المذيعين باللغة العربية!
لغتنا العربية لغة الأدب والشعر، كانت إجادتها أساساً للعمل في الوزارات ودواوين الدولة. وقد حرص على تعلمها الأعاجم على اختلاف أعراقهم، هي مصدر قوة وفخر لنا، فكيف نجرؤ على خذلانها والتخلي عنها اليوم! أصبحنا نواجه أزمة ثقافية بإهمال للغتنا العربية في ما يعرض على الشاشات ما سيجعلها موروثاً تراثياً مع الزمن.
في الثمانينات من القرن الماضي، كانت الحوارات التلفزيونية للكبار والبرامج الترفيهية للصغار مصدراً للثقافة، فكانت المسلسلات متدفقة باللغة الفصحى والمعلومات، مثل برامج: افتح يا سمسم، المناهل، أبو الحروف، مدينة القواعد، فماذا حل محلها اليوم؟
إن الثقافة إستراتيجية ومعيار للسلوك الإنساني، وهي مستوى التطور الثقافي للمجتمع. فما رسالة هيئة الإذاعة والتلفزيون وما الدور الذي ستلعبه لتتوافق مع رؤية المملكة 2030؟ أم أنها تستهدف استقطاب فئة البسطاء بدلاً من رفع مستوى الأفراد والمجتمعات!
لا بد من الاعتراف بأن إحلال العامية يفقد الرسالة العميقة في الحوار ويجعله هزيلاً.
أما توجهها في التركيز على لغة المشاهير من السوشل ميديا وتصدرهم المحتوى الإعلامي اليوم فسيرجع بنا إلى الخلف، لذلك يجب عليها أن تعي أهميتها في قياس أثر كل ما يعرض من رسائل مكتوبة أو متلفزة أو منطوقة. فوسائل الإعلام من مهماتها رفع مستوى الأفراد عن طريق النشرات الإخبارية والمقابلات الحوارية والبرامج الترفيهية، فمثلا: المشاهير من المغنين والممثلين تكتب أدوارهم من قبل الشعراء وكتّاب الروايات فيشكلها المخرج لتقدم محتوى ورسالة. أما ظهور مشاهير التواصل الاجتماعي بشكل مستمر واستخدامهم كمقدمي برامج بسبب شعبيتهم فخلق مستوى ثقافياً متدنياً، ورفع نسبة استعمال العامية في البرامج لدرجة أصبحت كلمات اللهجة المحلية هاشتاقات تسوق لها هيئة الإذاعة والتلفزيون لكسب تفاعل الجمهور السعودي.
لعلها حفرة وقع فيها الإعلام سهواً، في ظل فوضى ظهور المشاهير لهدف جذب المشاهدين. فهل سيخضع الإعلام للثقافة السطحية أم سيرفع من مستوى الأفراد إلى مجتمع المعرفة والفصاحة اللغوية. هل سيعي المسؤولون حقيقة الدور المنوط بهم؛ لدفع عجلة التنمية والتقدم الفكري والثقافي!
أسئلة وتساؤلات نترقب الإجابة عنها عملياً.
لغتنا العربية لغة الأدب والشعر، كانت إجادتها أساساً للعمل في الوزارات ودواوين الدولة. وقد حرص على تعلمها الأعاجم على اختلاف أعراقهم، هي مصدر قوة وفخر لنا، فكيف نجرؤ على خذلانها والتخلي عنها اليوم! أصبحنا نواجه أزمة ثقافية بإهمال للغتنا العربية في ما يعرض على الشاشات ما سيجعلها موروثاً تراثياً مع الزمن.
في الثمانينات من القرن الماضي، كانت الحوارات التلفزيونية للكبار والبرامج الترفيهية للصغار مصدراً للثقافة، فكانت المسلسلات متدفقة باللغة الفصحى والمعلومات، مثل برامج: افتح يا سمسم، المناهل، أبو الحروف، مدينة القواعد، فماذا حل محلها اليوم؟
إن الثقافة إستراتيجية ومعيار للسلوك الإنساني، وهي مستوى التطور الثقافي للمجتمع. فما رسالة هيئة الإذاعة والتلفزيون وما الدور الذي ستلعبه لتتوافق مع رؤية المملكة 2030؟ أم أنها تستهدف استقطاب فئة البسطاء بدلاً من رفع مستوى الأفراد والمجتمعات!
لا بد من الاعتراف بأن إحلال العامية يفقد الرسالة العميقة في الحوار ويجعله هزيلاً.
أما توجهها في التركيز على لغة المشاهير من السوشل ميديا وتصدرهم المحتوى الإعلامي اليوم فسيرجع بنا إلى الخلف، لذلك يجب عليها أن تعي أهميتها في قياس أثر كل ما يعرض من رسائل مكتوبة أو متلفزة أو منطوقة. فوسائل الإعلام من مهماتها رفع مستوى الأفراد عن طريق النشرات الإخبارية والمقابلات الحوارية والبرامج الترفيهية، فمثلا: المشاهير من المغنين والممثلين تكتب أدوارهم من قبل الشعراء وكتّاب الروايات فيشكلها المخرج لتقدم محتوى ورسالة. أما ظهور مشاهير التواصل الاجتماعي بشكل مستمر واستخدامهم كمقدمي برامج بسبب شعبيتهم فخلق مستوى ثقافياً متدنياً، ورفع نسبة استعمال العامية في البرامج لدرجة أصبحت كلمات اللهجة المحلية هاشتاقات تسوق لها هيئة الإذاعة والتلفزيون لكسب تفاعل الجمهور السعودي.
لعلها حفرة وقع فيها الإعلام سهواً، في ظل فوضى ظهور المشاهير لهدف جذب المشاهدين. فهل سيخضع الإعلام للثقافة السطحية أم سيرفع من مستوى الأفراد إلى مجتمع المعرفة والفصاحة اللغوية. هل سيعي المسؤولون حقيقة الدور المنوط بهم؛ لدفع عجلة التنمية والتقدم الفكري والثقافي!
أسئلة وتساؤلات نترقب الإجابة عنها عملياً.