تفجير الخبر العام 1996 كان بأيدي رجال المخابرات في حزب الله اللبناني، كان عملا إرهابيا داميا استعان فيه الحزب ومن ورائه إيران بعدد من الخونة السعوديين للتنفيذ والدعم وتسهيل دخول الشاحنة وإيقافها بالقرب من مقر سكن القوات العسكرية، لكن قائد العملية برمتها كان من كوادر حزب الله اللبناني.
لم تعتذر حكومة لبنانية واحدة عن تلك الجريمة المروعة، بل بقي المستعربون من عرب الشمال منحازين لإيران وسورية وقطر ولأي عدو ضد السعودية، يقاتلون في غير معاركهم باسم الحزب وإيران تارة وباسم الممانعة تارة وباسم قطر والحوثيين أخيراً.
نحن هنا لا نتحدث عن «زعران» في شوارع بيروت أو على مقاهي الضاحية يتلفظون على السياسة السعودية وحاكمها وشعبها ويكيلون الشتائم والاتهامات، بل عن عمل ممنهج تتبناه صحافة ومثقفو وبعض أحزاب لبنان، بالمناسبة هذا ليس سلوك المنتمين طائفيا لحزب الله أو حركة أمل، بل حتى كثير من المسيحيين وعلى وجه الخصوص التيار العوني والمردة يقفون في الخط المضاد للسعودية وهم يمثلون مساحة واسعة في الوسط المسيحي.
ماذا فعلت السعودية طوال تاريخها مع لبنان. سؤال مستحق. إجابته لا تكفيها بضع كلمات في هذه المقالة، لكننا سنُذكر ببعضها لعل هناك رجلا حكيما في بيروت يلتقط الرسالة الشعبية السعودية التي فاض بها الكيل من تصرفات بعض اللبنانيين.
منذ الحرب الأهلية اللبنانية بذلت الرياض جهودا بالغة وسخرت إمكاناتها لدعم لبنان «الدولة» عسكريا واقتصاديا ووظيفيا، بدءا من زيارات الأمير بندر بن سلطان رفقة فيليب حبيب بداية الثمانينات الميلادية مروراً باتفاق الطائف العام 1989، وحتى اليوم..
هل تغير السلوك السياسي والشعبي اللبناني؟، بالتأكيد لا.
اللبنانيون يريدون أن يتمتعوا بكل الامتيازات ويعيشوا حياة الرفاه والدلال التي توفرها لهم الشركات السعودية، وفي الوقت نفسه يمارسون «العهر» السياسي والتنمر الحضاري من قنواتهم وعبر صحافتهم وعلى ألسنة مسؤوليهم ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي. لقد حان الوقت أن يعرف اللبنانيون أن السعودية ليست ملزمة بتدليلهم.
جولة صغيرة على مميزات الحياة والمداخيل ونوعية العلاقة مع الجالية اللبنانية التي تعمل في السعودية تعطي ملمحا صغيرا عنها.
في المقابل هل يعرف العرب والسعوديون كيف يعامل اللبنانيون اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان. هل يعلمون أنه تمارس ضدهم أسوأ أنواع العنصرية والتمييز والفوقية.
الفلسطينيون على سبيل المثال لا يستطيعون العمل في مئة مهنة ووظيفة في لبنان ومحاصرون في أعمال متدنية جدا لا تتعدى حراسة البنايات وما شابهها، كذلك من المحرم عليهم السكن خارج المخيمات البائسة التي لا يوجد بها الحد الأدنى من المقومات الإنسانية عكس «كمباوندات» جدة والرياض والخبر التي يعيش بها الموظفون اللبنانيون وعائلاتهم.
السوريون أيضا مورس ضدهم واحدة من أبشع الممارسات غير الإنسانية وامتلأت شوارع لبنان بإعلانات وعبارات عنصرية لايمكن قبولها، ورفعت اللافتات التي تشتمهم وتحقر منهم لدرجة منعهم من دفن موتاهم في مقابر اللبنانيين.
يوجد في السعودية ما يزيد على 350 ألف لبناني، وكذلك 150 ألفا في دول الخليج المتحالفة مع الرياض، لم يعرهم حزب الله الإرهابي انتباهه، بل يتباهى الحزب بأعماله التجسسية وتدريب الإرهابيين وتهريب المخدرات ومساندة الحوثيين الذين يمارسون منذ عشر سنوات أعمالا إجرامية ويشنون حروبا بالوكالة ويقصفون مدن المملكة بالصواريخ ويقتلون الجنود السعوديين المدافعين عن حدود بلادهم.
مع هذا كله هل يوجد مانع من ترحيل نصف مليون لبناني من السعودية والخليج، في ظل ظروف أمنية اقتصادية ووظيفية حرجة تمر بها المنطقة لا مجال معها للمجاملة، في ظني أن اللبنانيين حكومة وشعبا ومثقفين وإعلاما وأحزابا سيكونون سعداء جدا بتوقف الصادرات اللبنانية إلى المملكة وتوجيهها نحو إيران، وبعودة مئات الآلاف من أبنائهم إلى بيوتهم وشوارعهم ذات الروائح الزكية.
* كاتب سعودي
لم تعتذر حكومة لبنانية واحدة عن تلك الجريمة المروعة، بل بقي المستعربون من عرب الشمال منحازين لإيران وسورية وقطر ولأي عدو ضد السعودية، يقاتلون في غير معاركهم باسم الحزب وإيران تارة وباسم الممانعة تارة وباسم قطر والحوثيين أخيراً.
نحن هنا لا نتحدث عن «زعران» في شوارع بيروت أو على مقاهي الضاحية يتلفظون على السياسة السعودية وحاكمها وشعبها ويكيلون الشتائم والاتهامات، بل عن عمل ممنهج تتبناه صحافة ومثقفو وبعض أحزاب لبنان، بالمناسبة هذا ليس سلوك المنتمين طائفيا لحزب الله أو حركة أمل، بل حتى كثير من المسيحيين وعلى وجه الخصوص التيار العوني والمردة يقفون في الخط المضاد للسعودية وهم يمثلون مساحة واسعة في الوسط المسيحي.
ماذا فعلت السعودية طوال تاريخها مع لبنان. سؤال مستحق. إجابته لا تكفيها بضع كلمات في هذه المقالة، لكننا سنُذكر ببعضها لعل هناك رجلا حكيما في بيروت يلتقط الرسالة الشعبية السعودية التي فاض بها الكيل من تصرفات بعض اللبنانيين.
منذ الحرب الأهلية اللبنانية بذلت الرياض جهودا بالغة وسخرت إمكاناتها لدعم لبنان «الدولة» عسكريا واقتصاديا ووظيفيا، بدءا من زيارات الأمير بندر بن سلطان رفقة فيليب حبيب بداية الثمانينات الميلادية مروراً باتفاق الطائف العام 1989، وحتى اليوم..
هل تغير السلوك السياسي والشعبي اللبناني؟، بالتأكيد لا.
اللبنانيون يريدون أن يتمتعوا بكل الامتيازات ويعيشوا حياة الرفاه والدلال التي توفرها لهم الشركات السعودية، وفي الوقت نفسه يمارسون «العهر» السياسي والتنمر الحضاري من قنواتهم وعبر صحافتهم وعلى ألسنة مسؤوليهم ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي. لقد حان الوقت أن يعرف اللبنانيون أن السعودية ليست ملزمة بتدليلهم.
جولة صغيرة على مميزات الحياة والمداخيل ونوعية العلاقة مع الجالية اللبنانية التي تعمل في السعودية تعطي ملمحا صغيرا عنها.
في المقابل هل يعرف العرب والسعوديون كيف يعامل اللبنانيون اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان. هل يعلمون أنه تمارس ضدهم أسوأ أنواع العنصرية والتمييز والفوقية.
الفلسطينيون على سبيل المثال لا يستطيعون العمل في مئة مهنة ووظيفة في لبنان ومحاصرون في أعمال متدنية جدا لا تتعدى حراسة البنايات وما شابهها، كذلك من المحرم عليهم السكن خارج المخيمات البائسة التي لا يوجد بها الحد الأدنى من المقومات الإنسانية عكس «كمباوندات» جدة والرياض والخبر التي يعيش بها الموظفون اللبنانيون وعائلاتهم.
السوريون أيضا مورس ضدهم واحدة من أبشع الممارسات غير الإنسانية وامتلأت شوارع لبنان بإعلانات وعبارات عنصرية لايمكن قبولها، ورفعت اللافتات التي تشتمهم وتحقر منهم لدرجة منعهم من دفن موتاهم في مقابر اللبنانيين.
يوجد في السعودية ما يزيد على 350 ألف لبناني، وكذلك 150 ألفا في دول الخليج المتحالفة مع الرياض، لم يعرهم حزب الله الإرهابي انتباهه، بل يتباهى الحزب بأعماله التجسسية وتدريب الإرهابيين وتهريب المخدرات ومساندة الحوثيين الذين يمارسون منذ عشر سنوات أعمالا إجرامية ويشنون حروبا بالوكالة ويقصفون مدن المملكة بالصواريخ ويقتلون الجنود السعوديين المدافعين عن حدود بلادهم.
مع هذا كله هل يوجد مانع من ترحيل نصف مليون لبناني من السعودية والخليج، في ظل ظروف أمنية اقتصادية ووظيفية حرجة تمر بها المنطقة لا مجال معها للمجاملة، في ظني أن اللبنانيين حكومة وشعبا ومثقفين وإعلاما وأحزابا سيكونون سعداء جدا بتوقف الصادرات اللبنانية إلى المملكة وتوجيهها نحو إيران، وبعودة مئات الآلاف من أبنائهم إلى بيوتهم وشوارعهم ذات الروائح الزكية.
* كاتب سعودي