«على السعودي أن يكون دمه أخضر فقط»، هكذا أظن وهكذا يجب أن نعمل، تلوين دماء السعوديين السنوات الماضية بالأمومية والقوميات البالية والحقن الإخواني الذي سعى جاهدا لتذويب الهوية السعودية من خلال التغلغل في التعليم والإعلام وتلوين السعوديين بكل لون الا اللون الأخضر! بل التحامل على الوطنية ومفاهيمها بل لا زلت أتذكر عباراتهم «الوطن كالوثن»، هكذا مضت السنين ونهض الوعي وحينما ينهض فهو لا يغفو هذه حقيقة اثبتها التاريخ في كل مكان.
ها نحن نشاهد الآن اللهجة العدائية المتصاعدة من أعداء هذا الوطن، بل جعلوا صحفهم وقنواتهم تصف محبة السعوديين لوطنهم «بالمحبة المتطرفة» نعم إلصاق صفة التطرف بكل ما هو سعودي هو صناعة عدائية بامتياز لكن ليشهد هؤلاء أننا دولة معتدلة ودولة تقود المشهد العربي بالتطور والنماء ولم ندعم التطرف والذي يسيء تفسير واقعنا هو من يتحمل خطأ هذا التفسير وإذا كانت محبة الوطن والوطنية بنظرهم «تطرفا» فنعم كلنا في محبة وطننا العظيم متطرفون!
فالوطن هو الذات والعقيدة والبقاء، والمساومة على الكيان السعودي وأمنه ووحدته ورخائه مرفوض، وغير منطقي، فكيف تحولت هذه المنابر من معالجة قضايا العالم وأوطانهم الأم إلى مناقشة مشاكل الفتيات السعوديات ومشاكل الاقتصاد والتعليم! هكذا فالمادة الإعلامية التي تتناول السعودية «مادة شهية» وتدر الأموال وتستقطب العقول الناقدة فهناك من يريد أن يفهم هذا المجتمع وهناك من يريد الترصد عليه فقط.
لهذا علينا أن لا ننتظر المزيد من الوقت في تحديث قوانين الأحوال الشخصية للجنسين، وزرع المسؤولية في نفوس الأفراد واستشعار الخطر المحيط بنا، علينا أن نكون أكثير واقعية وأكثر ترقبا للقادم، وأيضا أن نعيد النظر في الكثير من المجاملات الداخلية والدولية، فمثلا حينما نتحدث عن قوانين الأحوال الشخصية سنجد كيف أننا ما زلنا نعمد إلى فكرة العادات والتقاليد والموروث المجتمعي الذي كان جيدا في زمن ما لكن الآن نحن بحاجة لبنية فكرية معاصرة ممتدة من ديننا الإسلامي وتتمحور حول بناء اقتصادي ورفاه مجتمعي وأمن ممتد.
الدماء الخضراء تجري في عروق كل مواطن سعودي وكل مواطن هو مسؤول بشكل مباشر عن هذا الوطن وعن أمنه وسلامه، تعميق هذا المعنى مهمة وطنية على المسؤولين في الوزارات والمنظمات تبنيها وعلى الأفراد الوعي بقيمتها، التكاتف والعمل والإنجاز أدوات ناجحة في تعزيز حب الوطن، والأهم أن حماية مكتسبات هذا الوطن والتورع عن الفساد والظلم وغمط الناس وحقوقهم وحفظ الحريات أيضا هي أهم مرتكزات الأمن فلا يكفي أن تعتقد أنك مواطن صالح وأنت لا تمارس مواطنتك إلا من الجانب الذي تراه مناسبا، الذاكرة تتسع والتاريخ لا يرحم.
* كاتبة سعودية
Areejaljahani@gmail.com
ها نحن نشاهد الآن اللهجة العدائية المتصاعدة من أعداء هذا الوطن، بل جعلوا صحفهم وقنواتهم تصف محبة السعوديين لوطنهم «بالمحبة المتطرفة» نعم إلصاق صفة التطرف بكل ما هو سعودي هو صناعة عدائية بامتياز لكن ليشهد هؤلاء أننا دولة معتدلة ودولة تقود المشهد العربي بالتطور والنماء ولم ندعم التطرف والذي يسيء تفسير واقعنا هو من يتحمل خطأ هذا التفسير وإذا كانت محبة الوطن والوطنية بنظرهم «تطرفا» فنعم كلنا في محبة وطننا العظيم متطرفون!
فالوطن هو الذات والعقيدة والبقاء، والمساومة على الكيان السعودي وأمنه ووحدته ورخائه مرفوض، وغير منطقي، فكيف تحولت هذه المنابر من معالجة قضايا العالم وأوطانهم الأم إلى مناقشة مشاكل الفتيات السعوديات ومشاكل الاقتصاد والتعليم! هكذا فالمادة الإعلامية التي تتناول السعودية «مادة شهية» وتدر الأموال وتستقطب العقول الناقدة فهناك من يريد أن يفهم هذا المجتمع وهناك من يريد الترصد عليه فقط.
لهذا علينا أن لا ننتظر المزيد من الوقت في تحديث قوانين الأحوال الشخصية للجنسين، وزرع المسؤولية في نفوس الأفراد واستشعار الخطر المحيط بنا، علينا أن نكون أكثير واقعية وأكثر ترقبا للقادم، وأيضا أن نعيد النظر في الكثير من المجاملات الداخلية والدولية، فمثلا حينما نتحدث عن قوانين الأحوال الشخصية سنجد كيف أننا ما زلنا نعمد إلى فكرة العادات والتقاليد والموروث المجتمعي الذي كان جيدا في زمن ما لكن الآن نحن بحاجة لبنية فكرية معاصرة ممتدة من ديننا الإسلامي وتتمحور حول بناء اقتصادي ورفاه مجتمعي وأمن ممتد.
الدماء الخضراء تجري في عروق كل مواطن سعودي وكل مواطن هو مسؤول بشكل مباشر عن هذا الوطن وعن أمنه وسلامه، تعميق هذا المعنى مهمة وطنية على المسؤولين في الوزارات والمنظمات تبنيها وعلى الأفراد الوعي بقيمتها، التكاتف والعمل والإنجاز أدوات ناجحة في تعزيز حب الوطن، والأهم أن حماية مكتسبات هذا الوطن والتورع عن الفساد والظلم وغمط الناس وحقوقهم وحفظ الحريات أيضا هي أهم مرتكزات الأمن فلا يكفي أن تعتقد أنك مواطن صالح وأنت لا تمارس مواطنتك إلا من الجانب الذي تراه مناسبا، الذاكرة تتسع والتاريخ لا يرحم.
* كاتبة سعودية
Areejaljahani@gmail.com