مهم هو التحذير الذي أصدرته سفارة خادم الحرمين الشريفين في تركيا أمس الأول للمواطنين السعوديين على خلفية وقوع عدد منهم في شباك محتالي العقار وتعرضهم لمشكلات كبيرة جراء ذلك.. مهم رغم تأخره كثيراً، فطوال الأشهر الماضية حذر الإعلام السعودي (بشكل أسمع من به صمم) من الفخاخ التي تُنصب للسعوديين باسم السياحة والاستثمار لكن البعض للأسف لا يُصدق حتى يقع فريسة للمحتالين ثم يتوجه للسفارة مولولاً طالباً النجدة.
لقد كشف بيان السفارة أن عدداً من السعوديين الذين تورطوا في شراء عقارات هناك مُنعوا من استلامها أو دخولها على الرغم من سدادهم قيمتها كاملة، وآخرون تم التلاعب بهم ولم يحصلوا على وثائق التملك أو حصلوا على وثائق مرتبطة برهن عقاري، أي طارت أموالهم إلى جيوب «الكومسنجية المحتالين» المنتشرين في شوارع إسطنبول، ومصطلح «الكومسنجي» لمن لا يعرفه يعني باللغة التركية «السمسار».
هذه القصص تذكرنا بالمثل الشعبي الحجازي «سعيد سف الدقيق»، إذ إن «كومسنجية» إسطنبول «سفوا» عقارات وأموال الضحايا وانتهى الأمر ولم يعد ينفع الصراخ.
في مقال لي بعنوان «فخاخ تركية للحمقى والمغفلين» نشرته «عكاظ» نهاية إبريل الماضي أشرت إلى أن الوصف الصحيح الذي ينبغي أن يُطلق على تصريحات بعض العقاريين والتجار الخليجيين المعبرة عن رغبتهم في الاستثمار في تركيا حالياً هو «الدعاية التضليلية» وهذا ما تؤكده الظروف الاقتصادية السيئة هناك ودخول العملة التركية في نفق الانهيار الكبير، وما يعنيه ذلك من انهيار لأسعار العقارات وشح السيولة وبالتالي تردي الأوضاع الأمنية.
وأوضحت حينها أن إعلانات تسويق العقارات التركية على الخليجيين ليست سوى فخاخ ومصائد ينصبها منتفعون وغارقون في استثمارات تركية خاسرة لغيرهم من السذج على أمل أن يجدوا من يخرجهم بربع رؤوس أموالهم من النفق الذي وجدوا أنفسهم فيه بعد أن ضخوا ثرواتهم في تراب الوهم والأحلام الوردية.. تلك الأحلام التي استحالت إلى كوابيس سوداء تخنقهم وتجبرهم على جر المزيد من الضحايا للمستنقع. وكتبت بشكل صريح: لا تصدقوا مستثمرا أو عقارياً ينشر إعلاناته البراقة في كل مكان داخل دول الخليج داعياً من خلالها لشراء عقارات في تركيا كفرص استثمارية واعدة، ولا تصدقوا أيضاً مشاهير سناب شات وانستغرام الذين يروجون لعروض سياحية في إسطنبول وطرابزون كمقدمة لجر قدم الخليجي إلى هناك ومن ثم غرف أمواله وتوريطه في الوهم، فهؤلاء المشاهير مجرد أناس يبحثون عن رزقهم من حساباتهم في تطبيقات التواصل الاجتماعي وقد قبضوا ثمن كلامهم مقدماً بضع مئات من الريالات.
وبمناسبة تحذير السفارة أعيد القول: إن العقارات التركية اليوم كالجمرة في يد صاحبها وهو يتألم منها بشدة ويريد إلقاءها بأي طريقة كانت إلى يد شخص آخر، ولذلك فإن الأحمق فقط هو الذي يوافق على أن يلتقط جمرة من يد شخص محترق على أمل أن تتحول لقطعة ذهب في يده، هذا بجانب أن المحتالين هناك ينتظرونه بشغف لـ«يسفّوا أمواله سفاً»، والعاقل خصيم نفسه.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
لقد كشف بيان السفارة أن عدداً من السعوديين الذين تورطوا في شراء عقارات هناك مُنعوا من استلامها أو دخولها على الرغم من سدادهم قيمتها كاملة، وآخرون تم التلاعب بهم ولم يحصلوا على وثائق التملك أو حصلوا على وثائق مرتبطة برهن عقاري، أي طارت أموالهم إلى جيوب «الكومسنجية المحتالين» المنتشرين في شوارع إسطنبول، ومصطلح «الكومسنجي» لمن لا يعرفه يعني باللغة التركية «السمسار».
هذه القصص تذكرنا بالمثل الشعبي الحجازي «سعيد سف الدقيق»، إذ إن «كومسنجية» إسطنبول «سفوا» عقارات وأموال الضحايا وانتهى الأمر ولم يعد ينفع الصراخ.
في مقال لي بعنوان «فخاخ تركية للحمقى والمغفلين» نشرته «عكاظ» نهاية إبريل الماضي أشرت إلى أن الوصف الصحيح الذي ينبغي أن يُطلق على تصريحات بعض العقاريين والتجار الخليجيين المعبرة عن رغبتهم في الاستثمار في تركيا حالياً هو «الدعاية التضليلية» وهذا ما تؤكده الظروف الاقتصادية السيئة هناك ودخول العملة التركية في نفق الانهيار الكبير، وما يعنيه ذلك من انهيار لأسعار العقارات وشح السيولة وبالتالي تردي الأوضاع الأمنية.
وأوضحت حينها أن إعلانات تسويق العقارات التركية على الخليجيين ليست سوى فخاخ ومصائد ينصبها منتفعون وغارقون في استثمارات تركية خاسرة لغيرهم من السذج على أمل أن يجدوا من يخرجهم بربع رؤوس أموالهم من النفق الذي وجدوا أنفسهم فيه بعد أن ضخوا ثرواتهم في تراب الوهم والأحلام الوردية.. تلك الأحلام التي استحالت إلى كوابيس سوداء تخنقهم وتجبرهم على جر المزيد من الضحايا للمستنقع. وكتبت بشكل صريح: لا تصدقوا مستثمرا أو عقارياً ينشر إعلاناته البراقة في كل مكان داخل دول الخليج داعياً من خلالها لشراء عقارات في تركيا كفرص استثمارية واعدة، ولا تصدقوا أيضاً مشاهير سناب شات وانستغرام الذين يروجون لعروض سياحية في إسطنبول وطرابزون كمقدمة لجر قدم الخليجي إلى هناك ومن ثم غرف أمواله وتوريطه في الوهم، فهؤلاء المشاهير مجرد أناس يبحثون عن رزقهم من حساباتهم في تطبيقات التواصل الاجتماعي وقد قبضوا ثمن كلامهم مقدماً بضع مئات من الريالات.
وبمناسبة تحذير السفارة أعيد القول: إن العقارات التركية اليوم كالجمرة في يد صاحبها وهو يتألم منها بشدة ويريد إلقاءها بأي طريقة كانت إلى يد شخص آخر، ولذلك فإن الأحمق فقط هو الذي يوافق على أن يلتقط جمرة من يد شخص محترق على أمل أن تتحول لقطعة ذهب في يده، هذا بجانب أن المحتالين هناك ينتظرونه بشغف لـ«يسفّوا أمواله سفاً»، والعاقل خصيم نفسه.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com