«نحن لا نستخدم العقل، نحن نختار أفكارنا بالعاطفة ثم نستخدم العقل لتبريرها»
هذه الجملة قالها الموقوف علي الفقعسي الذي كان رئيس المجلس العسكري لتنظيم القاعدة بالسعودية والمطلوب الأول في قائمة الـ19 مطلوبا الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية بعد تفجيرات الرياض عام 2003م.
إذاً الجماعات الأصولية المتطرفة تحيد العقل جانباً لتستحضر العاطفة بغية التعبئة وحشد الأتباع، والقصد هنا العاطفة الدينية بالطبع التي لطالما استخدمها رواد المنابر كمرحلة أولية للمشروع ذاته الذي التهم الكثير من شبابنا ومقدراتنا ودماء جنودنا أثناء الصحوة غير المباركة «صحوة الجهل» والتي قال عنها الموقوف ذاته -الفقعسي- إنها سلبت منه خمسة وأربعين عاماً أي عمراً بأكمله سيقضيه داخل السجن بسبب أفكار متطرفة خاطئة تم حشو عقله بها لتتحول إلى إرهاب فعلي لم يكن للعقل نصيب منه سوى بالتكتيك والتنفيذ الإجرامي!
التطرف عدو للعقل والعكس، ولأن العقل يتعارض ومشروع التعبئة الذي انتهجه عرابو الصحوة فقد آثروا النقولات المتوارثة والدجل المستحدث لتدجين العاطفة بتجريم العقل بل وإلغائه ليتحول الأتباع إلى مجرد أوعية فارغة تتلقى ما يسكب بها من ترهات الموروث دون مقاومة، لذا فإن الصحوة الحقيقية التي نعيشها اليوم ليست مجرد رؤية وتحولات وإصلاحات شكلية فقط بل هي «صحوة عقل» حركها عراب المرحلة الأمير محمد بن سلمان وتلقاها الشباب بصدور رحبة وعقول متقدة لم تتطلب سوى فسح المجال لإعمالها وتحريك ركودها ولفظ ترهات الماضي وغفوته وآلامه!
الفقعسي الذي يبدو اليوم مختلفاً كلياً سواء في أفكاره أو مظهره المائل للاعتدال يصرح بأن فهمه للدين كان خاطئاً ومختلفا عن سماحته وأن الدين أبسط بكثير مما كان يتخيله وأنه اكتشف أنه كان يقدس أشخاصاً وليس دينا، أما أكثر شيء ندم عليه هو «عدم استخدامه لعقله»، ولو أعمل عقله لتبدل حاله ولكان الآن مواطناً صالحاً حراً طليقاً يربي أبناءه ويستقبلونه كل يوم بعد عودته من عمله ولكن تحييد العقل وتقديم الحشو صنع هذا الفارق المرعب!
أختتم مقالي بجملة الفقعسي الأهم في لقاء ليوان المديفر علها تلامس عقول من لازال يصارع شيئا من العاطفة الصحوية:
«قامت ثورة حقيقية قادها سمو الأمير محمد بن سلمان للعودة لبساطة الدين، ولو كانت هذه الثورة قبل 20 عاما ما كنت هنا الآن» وأتفق معه في الجزء الأول، أما الجزء الثاني فرغم الألم إلا أنني أؤكد أن العقل هو العقل، وهو «الذخيرة» في أي مكان وأي زمان!
هذه الجملة قالها الموقوف علي الفقعسي الذي كان رئيس المجلس العسكري لتنظيم القاعدة بالسعودية والمطلوب الأول في قائمة الـ19 مطلوبا الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية بعد تفجيرات الرياض عام 2003م.
إذاً الجماعات الأصولية المتطرفة تحيد العقل جانباً لتستحضر العاطفة بغية التعبئة وحشد الأتباع، والقصد هنا العاطفة الدينية بالطبع التي لطالما استخدمها رواد المنابر كمرحلة أولية للمشروع ذاته الذي التهم الكثير من شبابنا ومقدراتنا ودماء جنودنا أثناء الصحوة غير المباركة «صحوة الجهل» والتي قال عنها الموقوف ذاته -الفقعسي- إنها سلبت منه خمسة وأربعين عاماً أي عمراً بأكمله سيقضيه داخل السجن بسبب أفكار متطرفة خاطئة تم حشو عقله بها لتتحول إلى إرهاب فعلي لم يكن للعقل نصيب منه سوى بالتكتيك والتنفيذ الإجرامي!
التطرف عدو للعقل والعكس، ولأن العقل يتعارض ومشروع التعبئة الذي انتهجه عرابو الصحوة فقد آثروا النقولات المتوارثة والدجل المستحدث لتدجين العاطفة بتجريم العقل بل وإلغائه ليتحول الأتباع إلى مجرد أوعية فارغة تتلقى ما يسكب بها من ترهات الموروث دون مقاومة، لذا فإن الصحوة الحقيقية التي نعيشها اليوم ليست مجرد رؤية وتحولات وإصلاحات شكلية فقط بل هي «صحوة عقل» حركها عراب المرحلة الأمير محمد بن سلمان وتلقاها الشباب بصدور رحبة وعقول متقدة لم تتطلب سوى فسح المجال لإعمالها وتحريك ركودها ولفظ ترهات الماضي وغفوته وآلامه!
الفقعسي الذي يبدو اليوم مختلفاً كلياً سواء في أفكاره أو مظهره المائل للاعتدال يصرح بأن فهمه للدين كان خاطئاً ومختلفا عن سماحته وأن الدين أبسط بكثير مما كان يتخيله وأنه اكتشف أنه كان يقدس أشخاصاً وليس دينا، أما أكثر شيء ندم عليه هو «عدم استخدامه لعقله»، ولو أعمل عقله لتبدل حاله ولكان الآن مواطناً صالحاً حراً طليقاً يربي أبناءه ويستقبلونه كل يوم بعد عودته من عمله ولكن تحييد العقل وتقديم الحشو صنع هذا الفارق المرعب!
أختتم مقالي بجملة الفقعسي الأهم في لقاء ليوان المديفر علها تلامس عقول من لازال يصارع شيئا من العاطفة الصحوية:
«قامت ثورة حقيقية قادها سمو الأمير محمد بن سلمان للعودة لبساطة الدين، ولو كانت هذه الثورة قبل 20 عاما ما كنت هنا الآن» وأتفق معه في الجزء الأول، أما الجزء الثاني فرغم الألم إلا أنني أؤكد أن العقل هو العقل، وهو «الذخيرة» في أي مكان وأي زمان!