ما هي التسمية الجماعية التي تُطلق على مجموعة من الزعماء العرب؟ إنها «القمة». وما هي السمة المميزة للقمة العربية؟ بنظر بعض المحبطين، لا تتسم القمم العربية بأي ميزة خاصة، فقد مرّ وقت طويل منذ اتخاذ أي قرار بارز في مثل هذه الاجتماعات.
لكن الوضع قد يختلف هذه المرة، إذ دعا العاهل السعودي الملك سلمان إلى عقد مؤتمر في مكة المكرّمة في 30 أيار/مايو لمناقشة الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط الأسبوع الماضي بالقرب من مضيق هرمز والهجمات التي نفّذتها طائرات بدون طيار على خط الأنابيب «شرق - غرب» الذي يُعتبر خطاً استراتيجياً رئيسياً في المملكة. وفي تغطية «وكالة الأنباء السعودية» لأخبار الدعوة الرسمية الموجَّهة إلى الزعماء العرب، ربطت الوكالة الهجوم على خط الأنابيب بـ«الميليشيات الحوثية الإرهابية (في اليمن) المدعومة من إيران.»
وقد جاء الإعلان عن خطة القمة الطارئة بعد المحاولات الإيرانية لتصعيد الأزمة، مما يوحي بأن الأزمة قد تتأجج من جديد، ومن الممكن أن يحدث الكثير في الأيام القليلة القادمة، إذ سقط صاروخ وحيد يوم الأحد على مقربة من السفارة الأمريكية في بغداد، ويبدو أنه أُطلق من إحدى الضواحي البعيدة. فهل يشكل هذا الصاروخ هجوماً عشوائياً شنّه تنظيمٌ مسلّح، أم أنه رسالة وجّهتها طهران بواسطة إحدى الميليشيات الوكيلة لها لتذكير الولايات المتحدة بمواطن ضعفها؟
في الواقع، تمت الدعوة لقمّتين؛ الأولى لأعضاء جامعة الدول العربية التي تعرّف العالم العربي بالمنطقة الممتدة من موريتانيا إلى جزر القمر، والثانية لدول الخليج، مع الإشارة إلى أن هذه التسمية لا تشمل إيران بالطبع.
وإذا كانت القمم العربية تقام عادةً مرةً واحدة كل عام خلال شهر آذار/مارس. (عُقِدت هذه السنة في 1 نيسان/أبريل في تونس، رغم أنه عُقدت أيضاً قمة مشتركة مع الزعماء الأوروبيين في منتجع شرم الشيخ المصري في شباط/فبراير)، إلا أن هاتين القمتين عربيا وخليجيا طارئتان.
ونظراً لخطورة ما يجري فإن الاحتمال الأكبر أن تكون القمتان عبارة عن محاكمة صريحة لإيران لمواجهة تجاوزاتها الخطيرة في المنطقة.
وهنا ستواجه لبنان مشكلةً خاصة: فباستثناء كوْن «حزب الله» الموالي لإيران جزءاً من حكومته، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون مسيحي وبالتالي لا يستطيع الذهاب إلى مكة المكرّمة. وتفيد آخر الأخبار أن رئيس الوزراء سعد الحريري سيحضر القمة بالنيابة عن الرئيس.
وفي ذات الوقت الذي تجري فيه القمتان أعلن البيت الأبيض يوم الأحد عن اجتماع آخر يركز على الشرق الأوسط. فمن المقرر عقد مؤتمر في دولة البحرين الخليجية بين 25 و26 حزيران/يونيو تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار» بحضور رجال أعمال ومسؤولين حكوميين، وهدفه المعلن هو تحقيق الازدهار الفلسطيني. ويندرج هذا المؤتمر ضمن «صفقة القرن» التي يعمل عليها الرئيس ترمب كخطة للسلام في الشرق الأوسط.
بيد أن القيادة الفلسطينية سبق أن أعلنت عن عدم حضورها لأنه لم يتم التشاور معها بهذا الشأن ولا يحق لأي طرف التفاوض نيابة عنها، لكن يبدو أن الدعوة وُجّهت إلى ممثلين عن مصر والأردن ولبنان وبعض دول الخليج الأخرى.
مرحباً بكم في الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي يبدو أنها ستكون مشغولة للغاية خلال الأسابيع القليلة القادمة، ودائما صناعة القرار تنطلق من هنا، في تعزيز الموقف الخليجي والعربي والإسلامي دائما.
* كاتب سعودي
0MxpMKpWMzDfzmU@
لكن الوضع قد يختلف هذه المرة، إذ دعا العاهل السعودي الملك سلمان إلى عقد مؤتمر في مكة المكرّمة في 30 أيار/مايو لمناقشة الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط الأسبوع الماضي بالقرب من مضيق هرمز والهجمات التي نفّذتها طائرات بدون طيار على خط الأنابيب «شرق - غرب» الذي يُعتبر خطاً استراتيجياً رئيسياً في المملكة. وفي تغطية «وكالة الأنباء السعودية» لأخبار الدعوة الرسمية الموجَّهة إلى الزعماء العرب، ربطت الوكالة الهجوم على خط الأنابيب بـ«الميليشيات الحوثية الإرهابية (في اليمن) المدعومة من إيران.»
وقد جاء الإعلان عن خطة القمة الطارئة بعد المحاولات الإيرانية لتصعيد الأزمة، مما يوحي بأن الأزمة قد تتأجج من جديد، ومن الممكن أن يحدث الكثير في الأيام القليلة القادمة، إذ سقط صاروخ وحيد يوم الأحد على مقربة من السفارة الأمريكية في بغداد، ويبدو أنه أُطلق من إحدى الضواحي البعيدة. فهل يشكل هذا الصاروخ هجوماً عشوائياً شنّه تنظيمٌ مسلّح، أم أنه رسالة وجّهتها طهران بواسطة إحدى الميليشيات الوكيلة لها لتذكير الولايات المتحدة بمواطن ضعفها؟
في الواقع، تمت الدعوة لقمّتين؛ الأولى لأعضاء جامعة الدول العربية التي تعرّف العالم العربي بالمنطقة الممتدة من موريتانيا إلى جزر القمر، والثانية لدول الخليج، مع الإشارة إلى أن هذه التسمية لا تشمل إيران بالطبع.
وإذا كانت القمم العربية تقام عادةً مرةً واحدة كل عام خلال شهر آذار/مارس. (عُقِدت هذه السنة في 1 نيسان/أبريل في تونس، رغم أنه عُقدت أيضاً قمة مشتركة مع الزعماء الأوروبيين في منتجع شرم الشيخ المصري في شباط/فبراير)، إلا أن هاتين القمتين عربيا وخليجيا طارئتان.
ونظراً لخطورة ما يجري فإن الاحتمال الأكبر أن تكون القمتان عبارة عن محاكمة صريحة لإيران لمواجهة تجاوزاتها الخطيرة في المنطقة.
وهنا ستواجه لبنان مشكلةً خاصة: فباستثناء كوْن «حزب الله» الموالي لإيران جزءاً من حكومته، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون مسيحي وبالتالي لا يستطيع الذهاب إلى مكة المكرّمة. وتفيد آخر الأخبار أن رئيس الوزراء سعد الحريري سيحضر القمة بالنيابة عن الرئيس.
وفي ذات الوقت الذي تجري فيه القمتان أعلن البيت الأبيض يوم الأحد عن اجتماع آخر يركز على الشرق الأوسط. فمن المقرر عقد مؤتمر في دولة البحرين الخليجية بين 25 و26 حزيران/يونيو تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار» بحضور رجال أعمال ومسؤولين حكوميين، وهدفه المعلن هو تحقيق الازدهار الفلسطيني. ويندرج هذا المؤتمر ضمن «صفقة القرن» التي يعمل عليها الرئيس ترمب كخطة للسلام في الشرق الأوسط.
بيد أن القيادة الفلسطينية سبق أن أعلنت عن عدم حضورها لأنه لم يتم التشاور معها بهذا الشأن ولا يحق لأي طرف التفاوض نيابة عنها، لكن يبدو أن الدعوة وُجّهت إلى ممثلين عن مصر والأردن ولبنان وبعض دول الخليج الأخرى.
مرحباً بكم في الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي يبدو أنها ستكون مشغولة للغاية خلال الأسابيع القليلة القادمة، ودائما صناعة القرار تنطلق من هنا، في تعزيز الموقف الخليجي والعربي والإسلامي دائما.
* كاتب سعودي
0MxpMKpWMzDfzmU@