-A +A
أحمد عوض
رسائل الاعتذار المُتتالية لرموز الصحّوة لها جانب إيجابي، هذا الانكشاف وهذا الانكسار لم يكن ليأتي بلا حزم في التعامل معهم..

سنوات وهذه التيارات تزرع السوء في عقول الناس، مما أربك حياة العامّة وجعل الشك يحكم تحركاتهم وتعاملاتهم اليومية بسبب هؤلاء وما يخوفون الناس به..


زال التطرف وبرز صوت الوسطية بدعم من أعلى سُلطة في البلاد.. فعندما يعلو صوت الاعتدال يتلاشى التطرف وينسحب المُتطرفون..

سنوات طويلة جداً والمُتطرفون يتسيدون المشهد، يوزعون صكوك الغفران ويُكفرون من يرفضهم بلا خوفٍ وبلا حياء..

مرحلة كانوا فيها يُرسلون المُراهقين إلى بُؤر الموت والأزمات ويُحدثون المُراهقين عن الجنّة ويتركون هذا الشرف وأبناءهم ويمنحونه لأبناء الآخرين..

حاربوا من أجل منع الآخرين من حق مُمارسة الحياة بشكل طبيعي أعداء العلم والمعرفة، أشهروا سيوفهم بوجه البعثات والمُبتعثين لكنهم وفي لحظة صادمة أعلنوا التبريكات لبناتهم وأبنائهم في حفل تخرجهم من جامعات الغرب..

لم يكن للناس حينها أحلام كبيرة، كان العامّة يريدون أن ينام أطفالهم بلا خوف من ربٍّ رحيم، بلا رُعب من عذاب، بلا ترهيب من زلّه.. زرعوا الارتباك والشتات في نفوس الناس وصنعوا لنا تمثالاً من خوف، وأصبحنا نخشى كُل شيء.. كانوا يعيشون للدنيا ويحثون الآخرين لرفض عيش هذه الدنيا..

والآن انتهى هذا الزمان ولم يعد لهم صوت، وكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «سنُدمر المتطرفين ولن ننتظر 30 سنة أخرى للتعايش مع التطرف».. هذا عهد الحزم الذي لا يمنح أيّ مُتطرف حق العبث بمصائر العباد وتوزيع صكوك الغفران وكأننا في العصور الوسطى عندما عبثت الكنسية في مصائر شعوب أوروبا.. لا أحد سيسلب أحداً حقه في الحياة، وكُل ما في الأمر أنّ الحياة ستكون طبيعية جداً..

عهد التبعيّة الفكّريّة انتهى ولم يعد هؤلاء القوم يملكون أدوات العبث في عقول الناس..

أخيراً..

التطرف قيد من جهل، التمسك به يجعل حياة الإنسان جحيم وحياة من يُحيطون به، التطرف عدو التنمية إذا استشرى في مُجتمع، لذلك كانت مُحاربته واجبة على الجميع.

* كاتب سعودي