مذهلة هي الجهود التنظيمية الهائلة التي تبذلها السعودية حالياً لعقد القمم الثلاث التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين في عاصمة الإسلام وبجوار بيت الله الحرام.. مذهلة لأن تنظيم ثلاثة أحداث بالغة الأهمية وبهذا الحجم في العشر الأواخر من شهر رمضان أمر غير مسبوق تاريخياً، ويؤكد على علو كعب الأجهزة السعودية المختصة في هذا الشأن، وهو فضل من الله على هذه الدولة التي درجت قيادتها على تسخير كل إمكاناتها ومواردها لخدمة عاصمة الإسلام ومهبط الوحي وتوفير العناية والرعاية لزوارها بشكل لا نظير له في العالم.
تستمد القمم الثلاث «الإسلامية، والعربية، والخليجية» أهميتها من شخصية الداعي لها فهو الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي ينطبق عليه وصف إمام المسلمين في هذا العصر بصفته خادم بيت الله الحرام، وحرم نبيه المصطفى، وقائد الدولة الوصية على المقدسات الإسلامية، بجانب أنه كبير العرب وحكيمهم وملجأهم في أوقات العسر واليسر بمن فيهم الخليجيون الذين يواجهون في هذه المرحلة من التاريخ تهديدات خطيرة لأمنهم ومستقبل دولهم من جارة السوء حكومة إيران الإرهابية، وهذا سبب آخر تستمد منه القمم الثلاث أهميتها، إذ جاء في بيان الدعوة للقمتين العربية والخليجية أنهما لبحث الاعتداءات التي طالت سفناً تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، وما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية التي تدعمها إيران من هجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة وتداعياتها على المنطقة.
لطالما أكدت السعودية طوال أربعة عقود (هي عمر النظام الإيراني الإرهابي) أنها الأحرص على استقرار المنطقة والأكثر سعياً لتجنيبها المشاكل والأزمات والحروب التي تسعى إليها زمرة الشر وتصدير التطرف المذهبي والإرهاب في طهران، وقد أكد على ذلك خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمس الأول في حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول «قيم الوسطية والاعتدال»، إذ بيّن أن المملكة العربية السعودية أدانت كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأنّ تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية.
مشكلة نظام إيران أنه لم يتمكن من أن «يتأنسن» طوال 40 سنة من استيلائه على السلطة في بلاده، وعجز تماماً عن الانتقال من مرحلة فكر التنظيم المسلح إلى فكر الدولة، كما عجر أن يتعلم السياسة بعيداً عن المعتقدات السوداء والخرافات التي يعيش عليها، وقد أشرت كثيراً في مقالات سابقة إلى أنه لا توجد دولة في إيران منذ هبوط طائرة الخميني القادمة من باريس في مطار طهران عام 1979 وحتى اليوم، وإنما هناك تنظيم إرهابي مسلح يحاول أن يقلّد مشيّة الدولة أطلقت عليه مسمى «تنظيم جاس الإرهابي» اختصارا للمسمى غير الدقيق «جمهورية إيران الإسلامية».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
تستمد القمم الثلاث «الإسلامية، والعربية، والخليجية» أهميتها من شخصية الداعي لها فهو الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي ينطبق عليه وصف إمام المسلمين في هذا العصر بصفته خادم بيت الله الحرام، وحرم نبيه المصطفى، وقائد الدولة الوصية على المقدسات الإسلامية، بجانب أنه كبير العرب وحكيمهم وملجأهم في أوقات العسر واليسر بمن فيهم الخليجيون الذين يواجهون في هذه المرحلة من التاريخ تهديدات خطيرة لأمنهم ومستقبل دولهم من جارة السوء حكومة إيران الإرهابية، وهذا سبب آخر تستمد منه القمم الثلاث أهميتها، إذ جاء في بيان الدعوة للقمتين العربية والخليجية أنهما لبحث الاعتداءات التي طالت سفناً تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، وما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية التي تدعمها إيران من هجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة وتداعياتها على المنطقة.
لطالما أكدت السعودية طوال أربعة عقود (هي عمر النظام الإيراني الإرهابي) أنها الأحرص على استقرار المنطقة والأكثر سعياً لتجنيبها المشاكل والأزمات والحروب التي تسعى إليها زمرة الشر وتصدير التطرف المذهبي والإرهاب في طهران، وقد أكد على ذلك خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمس الأول في حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول «قيم الوسطية والاعتدال»، إذ بيّن أن المملكة العربية السعودية أدانت كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأنّ تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية.
مشكلة نظام إيران أنه لم يتمكن من أن «يتأنسن» طوال 40 سنة من استيلائه على السلطة في بلاده، وعجز تماماً عن الانتقال من مرحلة فكر التنظيم المسلح إلى فكر الدولة، كما عجر أن يتعلم السياسة بعيداً عن المعتقدات السوداء والخرافات التي يعيش عليها، وقد أشرت كثيراً في مقالات سابقة إلى أنه لا توجد دولة في إيران منذ هبوط طائرة الخميني القادمة من باريس في مطار طهران عام 1979 وحتى اليوم، وإنما هناك تنظيم إرهابي مسلح يحاول أن يقلّد مشيّة الدولة أطلقت عليه مسمى «تنظيم جاس الإرهابي» اختصارا للمسمى غير الدقيق «جمهورية إيران الإسلامية».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com