نحن لا نتحدث عن خيال أو محاكاة لواقع افتراضي بل نتحدث عن حقيقة، عن واقع مشاهَد يراه العالم بأكمله ويتابعه على مدار الساعة. نتحدث من مكة المكرمة حيث ملايين المعتمرين والزوار قصدوا بيت الله الحرام في هذه الأيام بالذات، العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم. نحن نتحدث عن مدينة يسكنها الملايين ويزورها الملايين، وفي هذا الوقت بدأت فيها مجريات حدث تأريخي بانعقاد ثلاث قمم، إسلامية وعربية وخليجية، لكل دولة وفدها من الرسميين، إضافة الى حضور عدد ضخم من الإعلاميين من مختلف دول العالم، أي أن المدينة مكتظة بملايين البشر في مناسبة دينية، وفي حدث سياسي كبير يتطلب إجراءات أمنية فائقة الدقة والصرامة والحزم، ولكن رغم كل ذلك الحياة تمضي كما هي، ودون تغيير بعض مسارات الطرق وزيادة الحضور الأمني الضروري في بعض المواقع لن يشاهد الموجود في مكة مظاهر غير عادية تضايق الناس وتحد من حركتهم أو تعطل مصالحهم. كل شيء يسير بشكل طبيعي دون توتر أو قلق، لأن هناك عيونا ساهرة في السماء والأرض. في السماء عين الإله جل وعلا تحرس هذه البقعة الطاهرة التي تقع فيها أقدس مقدسات المسلمين، وعلى الأرض هناك دولة تشرفت بخدمة هذه المقدسات، ووضعت هذا الشرف نبراسها وأول وأهم وأجل مسؤولياتها، دولة وفرت أعلى درجات الأمن والأمان لحماية هذه المقدسات مثلما هو الحال في بقية أرجاء الوطن. عيون الأمن الساهرة على مدار الثانية بمهنية واحتراف وبراعة تجعل الطمأنينة والسلام والسكينة تحف الملايين هنا، الذين يتمتعون بخدمات لا نظير لها في جودتها وأريحيتها، تقدمها الدولة بفخر واعتزاز.
هنا مكة، مهوى الأرواح والقطب الذي تنجذب إليه أفئدة المسلمين في كل بقاع الأرض، تعيش أجمل تجليات الروحانية هذه الأيام، ويجتمع فيها قادة الدول الإسلامية والعربية، الذين نسأل الله أن يوحد كلمتهم ويجمع شملهم لما فيه الخير والصلاح.
هنا مكة، مهوى الأرواح والقطب الذي تنجذب إليه أفئدة المسلمين في كل بقاع الأرض، تعيش أجمل تجليات الروحانية هذه الأيام، ويجتمع فيها قادة الدول الإسلامية والعربية، الذين نسأل الله أن يوحد كلمتهم ويجمع شملهم لما فيه الخير والصلاح.