-A +A
محمد الساعد
من الدرعية والمدينة المنورة إلى «السفاح».. ياسين أقطاي حفيد العثمانيين والمغول، هذه رسالة باسم الملايين من أبناء الجزيرة العربية الذين عانوا الأمرين من احتلالكم الغاشم وسيوفكم ومدافعكم وهمجيتكم التي مارستموها طوال قرون في كل بلدة وقرية مررتم بها واحتللتموها في نجد والأحساء والحرمين الشريفين وسهول تهامة وجبال السراة وعسير.. هي رسالة الأهوال والآلام والدماء التي مر بها أجدادنا حين أضعتم عليهم فرص التعلم والترقي والنمو وأبقيتموهم معزولين في صحاري الجزيرة العربية، بلا أي شكل من أشكال التحضر، عنصرية منكم وتعالٍ مارستموها بشكل ممنهج ومستمر.

هل نذكركم بأنكم سرقتم «حلال» الفقراء الذين لا يملكون غيره، ونهبتم خراج مزارعهم الصغيرة، ودمرتم أراضيهم ومواردهم المحدودة وتركتموهم فقراء لمصيرهم في صحاريهم القاحلة.


لم تبنوا يا «أقطاي» في جزيرة العرب التي أوصى بها الرسول خيرا مسجدا يعبدون الله فيه، ولا مدرسة يتعلم فيها صغارهم، لم تعبّدوا طريقا واحدا، ولم تضيئوا فانوسا يؤنس وحشة لياليهم، بل إن الحرمين الشريفين اللذين تدّعون وصلا بهما اليوم ولم يحج أي من سلاطينكم طوال ستمائة سنة من احتلالهم للحرمين لم تبنوا فيهما حجرا وكل ما تدّعونه من توسعة للحرمين تعود للأيوبيين الذين عمروا «الحرمين» ورثتموها منهم ثم قمتم بتلوين الجدران والأعمدة وسرقة الآثار، هل نسيت أن أجدادك السفاحين سرقوا آثار الحجرة النبوية الشريفة وتجرأوا على الكعبة المشرفة واقتلعوا الحجر الأسود منها لتزيين قصوركم وجوامعكم.

اليوم تحكي لنا يا أقطاي عن المسلمين وعن تعاطفك مع فقرائهم ومساكينهم، وأنت ورئيسك تقتلون أطفال الأكراد وتجوعون نساءهم وتدمرون بيوتهم وتقصفون مدنهم بالطائرات، خذ جولة صغيرة في ديار بكر لتعرف كم يعاني المسلمون الأكراد من احتلالكم البغيض.

أين إسلامكم من نساء وأطفال اللاجئين السوريين الذين تاجرتم بهم وهددتم أوروبا بملايين منهم تجتاح سواحلهم، بل قمتم بإركابهم عنوة في مراكب التهريب ورميتموهم في أعالي البحر المتوسط لتبتزوا بهم ألمانيا وفرنسا علهم يدخلونكم في الاتحاد الأوروبي، هل نسيت يا أقطاي أطفال الشوارع من السوريين «الغلابة» الذين ينامون فوق الأرصفة وتحت الجسور في إسطنبول وباقي مدنكم، يبيعون المناديل والمناشف في شوارعكم بعدما كانوا آمنين مستقرين في بلدهم حتى تآمرتم عليهم وسرقتم مصانعهم ونفطهم ومستقبلهم.

سؤال لك يا أقطاي..

عن أي دين تتحدث ورئيسك يجلس مع الشواذ من قوم «لوط» ويعدهم بالمساواة وإعطائهم حقوقهم، بل يفعلها ويفي بوعده لهم.

عن أي دين تتحدث والدعارة والخمارات والمواخير في شوارعكم، وشواطئ العراة مشرعة أبوابها في دولتكم التركية.

عن أي دين تتحدث ودستور بلادكم في بنده الرابع يقول إن تركيا دولة علمانية بلا دين يجمعها، وهي غير إسلامية ولا يمكن أن تكون.

عن أي عدالة وأنتم تلاحقون رجل الدين «المسالم» فتح الله غولن وتضغطون على الولايات المتحدة الأمريكية لتسليمه لكي يتم إعدامه بدم بارد ودون محاكمة عادلة.

عن أي ضمير تدعو إليه وأنتم تسجنون مئات الآلاف من أتباع السيد غولن، حتى أنكم أخرجتم عشرات الآلاف من المجرمين وتجار المخدرات لتتسع السجون للأبرياء من أتباعه الذين عجزت السجون عن استيعابهم.

أين أنتم يا أقطاي من جيرانكم مسلمي العراق الذين يعيشون في أشد أنواع البؤس والفقر والتشرد، وكل ما تفعلونه هو بيع منتجاتكم الملوثة والمسرطنة وأهل العراق يشهدون بذلك.

في اللهجة السعودية هناك جملة غاية في البراعة و«الحزم» هي أقطع واخس، وهي أول ما طرأ على بال السعوديين فور قراءتهم لمقالك يا أقطاي.. أما لماذا فللأسباب التالية.

دعني أجيبك..

بين تركيا العثمانية وبين السعوديين جبل من دماء لم تعتذروا عنها ولم تأسفوا لحصولها..

ففي العام 1818 أطبقت قوات أجدادك على الدرعية كما أطبق أسلافك المغول على عاصمة الخلافة العباسية بغداد، وكما فعلوا فعلتم، دمرتم العاصمة السعودية الأولى على أهلها وأحرقتم المزارع وقتلتم الأبرياء وهجّرتم أهلها.

وفي العام 1915 قمتم بجريمة أخرى في المدينة المنورة عندما هجّرتم 40 ألفا من أهلها إلى بلاد غير بلادهم بلا سبب ولا ذنب لهم، هذا غير الأحساء والطائف ومكة وعسير ومئات من المواقع التي استبحتموها وكأننا كفار.

ثم تأتي يا أقطاي لتتحدث عن مصلحة المملكة العربية السعودية وخوفك عليها، وأنت ورئيسك أردوغان ورئيس استخباراتكم «هاكان فيدان» لا هم لكم إلا كيف تسقطون السعودية وتأخذون مكانها ومكانتها لتعلنوا عن خلافتكم المزعومة، لأننا نعرف ولأنك تعرف أن لا خلافة بلا حرمين، وأن هدفكم الأخير خنق السعودية سياسيا وتشويه سمعتها واغتيالها معنويا ليسهل لكم بعد ذلك دفعها للانهيار ليقع الحرمان من جديد تحت احتلالكم البغيض.

* كاتب سعودي