كتب الناقد الأستاذ محمد العباس مقالاً في جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان «دراما الصمت في المشهد الثقافي السعودي» فكك وشرح حالة التغييرات والتحولات الكبرى التي تحدث بوتيرة متسارعة في المشهد الثقافي السعودي من هيكلة لوزارة الثقافة والتعيينات لكوادر شابة سعودية لإدارة الفعل الثقافي السعودي «حيث الرغبة الأكيدة لتجسير الهوة بين الثقافة الفردية وثقافة الجمهور»، واعتبر أن هذا التجسير هو «جوهر التحولات الدرامية التي تباغت بها وزارة الثقافة عمق المشهد الثقافي في السعودية»، ثم استعرض سلسلة هذه التغييرات التي تشكل حالة دراماتيكية سريعة لم يشهدها الفعل الثقافي السعودي منذ إعلان ميلاد وزارة الثقافة سيامياً مع وزارة الإعلام!
في كل مراحل هذه التغييرات التي استعرضها العباس خلص إلى نتيجة وهي إصابة «معظم المثقفين بحالة من الارتباك والترقب»، وعلل ذلك بأن «هذا النمط التغييري الجذري يسجل اختراقاً مرعباً لما يعرف بالثقافة التنظيمية»، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك عندما فسر«دراما الصمت التي تشكل العنوان الأبرز للحالة الثقافية بانتظار استواء المشهد الثقافي في حالة أو شكل يمكن التعامل معه»، ثم تم اختراق هذا الصمت المريع الذي يتعرض «بين آونة وأخرى إلى هسهسات مستريبة»! وذكر كبار المخترقين لهذا الصمت بهسهساتهم، فكانا الناقدين الكبيرين د. سعد البازعي و د. سعيد السريحي!
الذي ذكره العباس، ولكنه لم يتوقف عنده كثيراً أو لم يرد أن يراه لأنه لم يكن منسجماً مع رؤيته الدرامية، هو اللقاءات المتوالية المتكررة التي عقدها وحضرها المثقفون والمثقفات السعوديات في ورش عمل متكررة ودائمة قبل الإعلان عن استراتيجية وزارة الثقافة، ولم ير فيها ناقدنا الكبير الشاهد على تحولات الثقافة السعودية منذ عقود أنها حالة طبيعية بأن تأتي كل مرحلة لتشكل حضورها الخاص بفكر ورؤية تناسب واقعها، فهل كان المثقف أو المثقفة السعودية بهذا الحضور هو دراما صمت أيضاً! ولكن أن ينسف العباس جهود مثقفي الوطن ويضعهم في ركن قصي ليضعهم في مشهد درامي صامت، فأستغرب من هذا التشخيص الذي لا يتفق أبداً وحضور المثقف السعودي في السوشال ميديا مثلاً والتي اعتبرها الكاتب ساحة شبابية خالصة لا حضور داخلها للمثقف، وهنا يبرز السؤال الذي نحتاج لإجابة عليه: بماذا يفسر هذا التكتل الشبابي الكبير في حسابات مثقفين ومثقفات سعوديات يلتف حولهم الشباب السعودي للسؤال والحديث والحوار، نتفق أن عوالم التقنية والتواصل الاجتماعي هي علامة دالة ومهمة لحضور الجيل الحالي في رسم ملامح مستقبله كما كانت المجلات والمنتديات الثقافية سابقاً، وهذا لا يعيب مثقفي الأجيال السابقة الذين شكلوا حضورهم القوي ليأتي من يكمل بعد ذلك، ولكن أن يوصم المثقف السعودي بالصمت فهذه نتيجة لا تتفق وواقعنا الذي دائما ما حمل لواء التغيير والتجديد فيه مثقفو الوطن الأعز الأغلى على مدى عقود.
ثم اختتم مقاله بوصفه لحالة من الانتظار يعيشها المثقف الذي ينتظر ما تسفر عنه تعيينات وزارة الثقافة «ليتعرفوا على مواقعهم ومهماتهم»! هنا يبلغ العجب منتهاه، فالمشتغل بالفعل الثقافي يعلم تماماً أن المثقف الحقيقي لا ينتظر تعييناً أو منصباً إلا إن كان لايملك شيئا ليقدمه غير ذلك، بينما المثقف السعودي الفاعل كان ومازال وسيستمر محلقاً مع كلمته في رؤية واعية تنسجم ومتطلبات المرحلة التي يعيشها الوطن، ويؤكد تاريخ الثقافة السعودية أن المثقف السعودي لم يعش دراما الصمت يوماً!.
في كل مراحل هذه التغييرات التي استعرضها العباس خلص إلى نتيجة وهي إصابة «معظم المثقفين بحالة من الارتباك والترقب»، وعلل ذلك بأن «هذا النمط التغييري الجذري يسجل اختراقاً مرعباً لما يعرف بالثقافة التنظيمية»، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك عندما فسر«دراما الصمت التي تشكل العنوان الأبرز للحالة الثقافية بانتظار استواء المشهد الثقافي في حالة أو شكل يمكن التعامل معه»، ثم تم اختراق هذا الصمت المريع الذي يتعرض «بين آونة وأخرى إلى هسهسات مستريبة»! وذكر كبار المخترقين لهذا الصمت بهسهساتهم، فكانا الناقدين الكبيرين د. سعد البازعي و د. سعيد السريحي!
الذي ذكره العباس، ولكنه لم يتوقف عنده كثيراً أو لم يرد أن يراه لأنه لم يكن منسجماً مع رؤيته الدرامية، هو اللقاءات المتوالية المتكررة التي عقدها وحضرها المثقفون والمثقفات السعوديات في ورش عمل متكررة ودائمة قبل الإعلان عن استراتيجية وزارة الثقافة، ولم ير فيها ناقدنا الكبير الشاهد على تحولات الثقافة السعودية منذ عقود أنها حالة طبيعية بأن تأتي كل مرحلة لتشكل حضورها الخاص بفكر ورؤية تناسب واقعها، فهل كان المثقف أو المثقفة السعودية بهذا الحضور هو دراما صمت أيضاً! ولكن أن ينسف العباس جهود مثقفي الوطن ويضعهم في ركن قصي ليضعهم في مشهد درامي صامت، فأستغرب من هذا التشخيص الذي لا يتفق أبداً وحضور المثقف السعودي في السوشال ميديا مثلاً والتي اعتبرها الكاتب ساحة شبابية خالصة لا حضور داخلها للمثقف، وهنا يبرز السؤال الذي نحتاج لإجابة عليه: بماذا يفسر هذا التكتل الشبابي الكبير في حسابات مثقفين ومثقفات سعوديات يلتف حولهم الشباب السعودي للسؤال والحديث والحوار، نتفق أن عوالم التقنية والتواصل الاجتماعي هي علامة دالة ومهمة لحضور الجيل الحالي في رسم ملامح مستقبله كما كانت المجلات والمنتديات الثقافية سابقاً، وهذا لا يعيب مثقفي الأجيال السابقة الذين شكلوا حضورهم القوي ليأتي من يكمل بعد ذلك، ولكن أن يوصم المثقف السعودي بالصمت فهذه نتيجة لا تتفق وواقعنا الذي دائما ما حمل لواء التغيير والتجديد فيه مثقفو الوطن الأعز الأغلى على مدى عقود.
ثم اختتم مقاله بوصفه لحالة من الانتظار يعيشها المثقف الذي ينتظر ما تسفر عنه تعيينات وزارة الثقافة «ليتعرفوا على مواقعهم ومهماتهم»! هنا يبلغ العجب منتهاه، فالمشتغل بالفعل الثقافي يعلم تماماً أن المثقف الحقيقي لا ينتظر تعييناً أو منصباً إلا إن كان لايملك شيئا ليقدمه غير ذلك، بينما المثقف السعودي الفاعل كان ومازال وسيستمر محلقاً مع كلمته في رؤية واعية تنسجم ومتطلبات المرحلة التي يعيشها الوطن، ويؤكد تاريخ الثقافة السعودية أن المثقف السعودي لم يعش دراما الصمت يوماً!.