ترمز الكلمة إلى القفز المستمر. وتمثل العديد من الجوانب الطريفة، ومنها مقاومة الجاذبية التي تحتاج إلى منظومتي دفع ورفع قويتين. ولو تأملت في مخلوقات الله حولك ستجد ما يستحق أن تتوقف لتستمتع ببعض من روائع موضوعنا. تأمل مثلا في إقلاع معظم الطيور، وستجد أنها تقفز قفزات قوية جدا لبدء حركة الطيران. وبدونها، لن تكفي رفرفة جناحيها للإقلاع لأنها ستضطر لأن تبذل كمية رهيبة من الجهد والطاقة للسباحة في الهواء. وعلى سبيل المثال انظر في إقلاع الحمام وستجد أن تلك الطيور تعتمد على القفزات القوية للهروب من الجاذبية بدلا من الهرولة للانتقال من الأرض للهواء.
وأما لو نظرت الى عالم الحشرات الطائرة، فستجد أن النطنطة تلعب الدور الأكبر ضمن أساسيات الحركة المذهلة. وبالمناسبة، فإحدى الصعوبات الأساسية في قتل الحشرات المزعجة والمقززة مثل الذباب ليست بسبب هروبها من المخاطر من خلال الطيران كما يبدو لنا. السبب الأساس هو في قدرتها على القفز المتميز السريع جدا بعيدا عن الخطر. وفضلا تذكر في المرة القادمة التي تفشل فيها في قتل ذبابة عنيدة أن قدراتها المتميزة على الوثب هي التي تجعلها تنجو من محاولاتك للقضاء عليها. ولو بحثت عن أبطال القفز في عالم الحشرات ففضلا انظر إلى الجراد. ستجد أن تلك المخلوقات مصممة لمقاومة الجاذبية بحجم أرجل ومفاصل مذهلة نسبة إلى حجم الحشرة. وكأنها داخلة معركة حياة أو موت مشبعة بالنطنطة. يعتمد الجراد على القفز في الهروب، وفي التنقل لمسافات قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى، وهي الحركة الأساسية للانتقال من الأرض إلى الهواء. وهناك المزيد، فلو بحثت عن أبطال الوثب في العالم فلن تجد أفضل من البراغيث. هذه الحشرات الصغيرة تبدو وكأنها لا تأخذ قوى الجاذبية بجدية، لدرجة أن البعض منها يمارس الطيران بدون الحاجة المستمرة للأجنحة. والمقصود هنا أن بإرادة الله لديها قوة وثب تسمح لها بالتنقل لمسافات طويلة نسبيا ولارتفاعات شاهقة جدا نسبة إلى أحجامها.. ولتخيل جوانب الإعجاز في ذلك، ولو أردنا المقارنة بنسبة وتناسب، فتخيل أن لديك القدرة لتتحرك إلى مقر عملك على بعد عشرة كيلومترات تقريبا بسلسلة قفزات متتالية تصل ارتفاعاتها إلى ما يعادل ارتفاع مبنى من عشرة أدوار. وقد أنعم الخالق الجبار على الجراد، والبراغيث، وغيرهما بتجهيزات مذهلة للقفز ومنها العضلات والمفاصل القوية جدا. ومن أسرار قوة وحماية تلك المفاصل، وجد العلماء بروتينا اسمه «رزلين» على وزن «واحد رذل.. واثنين رذلين..» وهذا البروتين يحمي مفاصل الحشرات. ويتكون من مادة مطاطة تتفوق على أفضل أنواع المطاط الطبيعي والصناعي في ليونته، وقوته، وقدراته على تحمل الصدمات. وتحتوي بداخلها على كمية كبيرة من الماء، وتتحمل تغيير شكلها لتمتص طاقة الصدمات وتعيد إرسالها بطرق عجيبة. وتستخدم تركيبتها في الأبحاث الطبية لعلاج المفاصل الآدمية.
أمنيـــــــــــــــة
عالم النطنطة يحتوي على الطرائف المذهلة. ولكن هناك جوانب أخرى أغرب من عالم الحمام، والجراد، والبراغيث المذكورة أعلاه، ستجدها في عالم البشر حيث نجد التغيرات المستمرة والسريعة وغير المتوقعة في بعض المواقف الاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية. أتمنى أن يقينا الله شرورها، وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي
وأما لو نظرت الى عالم الحشرات الطائرة، فستجد أن النطنطة تلعب الدور الأكبر ضمن أساسيات الحركة المذهلة. وبالمناسبة، فإحدى الصعوبات الأساسية في قتل الحشرات المزعجة والمقززة مثل الذباب ليست بسبب هروبها من المخاطر من خلال الطيران كما يبدو لنا. السبب الأساس هو في قدرتها على القفز المتميز السريع جدا بعيدا عن الخطر. وفضلا تذكر في المرة القادمة التي تفشل فيها في قتل ذبابة عنيدة أن قدراتها المتميزة على الوثب هي التي تجعلها تنجو من محاولاتك للقضاء عليها. ولو بحثت عن أبطال القفز في عالم الحشرات ففضلا انظر إلى الجراد. ستجد أن تلك المخلوقات مصممة لمقاومة الجاذبية بحجم أرجل ومفاصل مذهلة نسبة إلى حجم الحشرة. وكأنها داخلة معركة حياة أو موت مشبعة بالنطنطة. يعتمد الجراد على القفز في الهروب، وفي التنقل لمسافات قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى، وهي الحركة الأساسية للانتقال من الأرض إلى الهواء. وهناك المزيد، فلو بحثت عن أبطال الوثب في العالم فلن تجد أفضل من البراغيث. هذه الحشرات الصغيرة تبدو وكأنها لا تأخذ قوى الجاذبية بجدية، لدرجة أن البعض منها يمارس الطيران بدون الحاجة المستمرة للأجنحة. والمقصود هنا أن بإرادة الله لديها قوة وثب تسمح لها بالتنقل لمسافات طويلة نسبيا ولارتفاعات شاهقة جدا نسبة إلى أحجامها.. ولتخيل جوانب الإعجاز في ذلك، ولو أردنا المقارنة بنسبة وتناسب، فتخيل أن لديك القدرة لتتحرك إلى مقر عملك على بعد عشرة كيلومترات تقريبا بسلسلة قفزات متتالية تصل ارتفاعاتها إلى ما يعادل ارتفاع مبنى من عشرة أدوار. وقد أنعم الخالق الجبار على الجراد، والبراغيث، وغيرهما بتجهيزات مذهلة للقفز ومنها العضلات والمفاصل القوية جدا. ومن أسرار قوة وحماية تلك المفاصل، وجد العلماء بروتينا اسمه «رزلين» على وزن «واحد رذل.. واثنين رذلين..» وهذا البروتين يحمي مفاصل الحشرات. ويتكون من مادة مطاطة تتفوق على أفضل أنواع المطاط الطبيعي والصناعي في ليونته، وقوته، وقدراته على تحمل الصدمات. وتحتوي بداخلها على كمية كبيرة من الماء، وتتحمل تغيير شكلها لتمتص طاقة الصدمات وتعيد إرسالها بطرق عجيبة. وتستخدم تركيبتها في الأبحاث الطبية لعلاج المفاصل الآدمية.
أمنيـــــــــــــــة
عالم النطنطة يحتوي على الطرائف المذهلة. ولكن هناك جوانب أخرى أغرب من عالم الحمام، والجراد، والبراغيث المذكورة أعلاه، ستجدها في عالم البشر حيث نجد التغيرات المستمرة والسريعة وغير المتوقعة في بعض المواقف الاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية. أتمنى أن يقينا الله شرورها، وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي