وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من شخص يدّعي أنه صديق الصحفي «عابد المهذري»، وهو الصحفي الذي أجرى لقاء تضمن السيرة الذاتية لعبدالملك الحوثي، قال: «هذه معلومات موثقة سرية، إذا كنت مهتمة فانشريها».
تفحصت المادة وبحثت فوجدت أن المهذري يعبد الحوثي ويقدسه، كما يرد في مقالاته ولقاءته، فاستغربت تسريبه لهذه المادة التي تفضح عبد خامنئي وتعريه، حيث تقول الرسالة: إن ادعاء المهذري بصداقته مع عبد خامنئي، غير صحيحة، فحين وافق الحوثي على لقائه، وضعوا على رأسه كيساً أسود، ونقلوه من جحر إلى وكر، ومن كهف إلى مغارة، ثم سمع أصوات يعرفها في بيوت شعبية قديمة في نواحي صنعاء، ثم نقل إلى طابق ثالث تحت الأرض، يظنه فندق وقد يكون فندق موفنبيك صنعاء، وأنه جرى تفتيشه مرات عدة قبل مقابلة الحوثي، فكيف يكون صديقه وقد تعرض لكل ذلك؟!
يقول المرسل «أن المهذري، وتحت تأثير حالة سكر شديدة، ذكر أن حرس عبد خامنئي كلهم من الحرس الثوري الإيراني، وأنه جلس أمام عبد خامنئي أكثر من ساعة دون أن يتفوه بحرف، كان مخدراً أو به مس، وبعد ذلك راح يشرق ويغرب، ويتحدث عن أشياء غير مفهومة، وكان ابنه جبريل جالساً يصحح ما يقوله، لكن لسانه أفلت ببعض الحكايات التي بينت للمهذري أن الحوثي مجرد موظف صغير جدّاً لدى قاسم سليماني، وقد قال للمهذري: «حين ذهب للتدريب في إيران، تركني سليماني 4 أيام في غرفة مظلمة، وبعد ذلك سُمح لي بمقابلة خامنئي، وتقبيل قدميه، فبكيت لدقيقة لهذه المرتبة التي بلغتها، حتى بلّت دموعي لحيتي»، وأضاف المهذري: «كان يقص عليّ تلك الحكاية وهو يشعر بالفخر الشديد»!
قرأت في الرسالة أشياءً كثيرةً عن سيرة عبد خامنئي أثناء طفولته وشبابه، وكيف فشل في التعليم كليّاً، وبات أميّاً لا يقرأ ولا يكتب، وكيف ذهب إلى لبنان، وكان قريباً من حسن نصرالله، وتعلم منه أسلوب النفاق والابتزاز والخطف والقتل، وذكر المهذري أن الحوثي كان يذكر له كل ذلك معتزاً به ومفاخراً.
قال المهذري: حين تم تعيين عبد خامنئي حارساً شخصيا لشقيقه الأكبر حسين بدر الذي كان عضواً في البرلمان اليمني، وقتل في العام 2004، عرف شقيقه أن عبد خامنئي شخص يمكنه تحمّل الإهانات والتوبيخ دون اعتراض، وكانت تلك مشكلة بينهما، ولا أدري لماذا أراد أن يوصل لي رسالة أنه وراء مقتل شقيقه ليحتل مكانه في حركة أنصار الله!
تحدثت الرسالة عن أسرار كثيرة تبين علاقة حسن نصرالله مع عبد خامنئي، منها أوامر وتوجيهات يومية ترد للحوثي من نصرالله حول التخطيط والتعامل مع الأمم المتحدة والمفاوضات وغيرها، وبدا وكأن حسن نصرالله يتلقى الأوامر من سليماني ويقوم بتعديلها، وأن هناك همزة وصل بينهما (مهندس إيراني يدعى حسن أيضاً)، يبدو أنه متخصص بالأسلحة وزراعة الألغام والطائرات المسيرة، حيث يقدم وصفاً دقيقاً لطريقة استخدام كل ما يتم تزويد الحوثي به من أسلحة ومعدات عسكرية، قال: ويشعر بالفخر حين يقال له بأنه يشبه حسن نصرالله..!
قاطعه ابنه جبريل وقال للمهذري: «السيرة الذاتية النهائية يجب أن تنفي أية علاقة بين الحوثي وحزب الله أو إيران، عليك التركيز على ذلك، وعليك أيضاً ألاّ تتطرق لحالة الخوف من التحالف والجيش اليمني، عليك إظهار أننا منتصرون، وأن لنا الغلبة»، لكن المهذري قال لصديقه، غير صحيح، فالحوثي يعيش حالة رعب شديد، وهو متأكد أن بينه وبين قذيفة أو صاروخ يطلقها التحالف عليه شعرة واحدة، لذلك وضع كل تلك الإجراءات للقائي.
لا يهمني مرسل الرسالة، وآمل ألاّ تكون هذه القصة سبباً في مقتل أحد بشكل مباشر، ولكن محتوى الرسالة قال لي أن نهاية الحوثي، أقرب مما نظن بكثير.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
تفحصت المادة وبحثت فوجدت أن المهذري يعبد الحوثي ويقدسه، كما يرد في مقالاته ولقاءته، فاستغربت تسريبه لهذه المادة التي تفضح عبد خامنئي وتعريه، حيث تقول الرسالة: إن ادعاء المهذري بصداقته مع عبد خامنئي، غير صحيحة، فحين وافق الحوثي على لقائه، وضعوا على رأسه كيساً أسود، ونقلوه من جحر إلى وكر، ومن كهف إلى مغارة، ثم سمع أصوات يعرفها في بيوت شعبية قديمة في نواحي صنعاء، ثم نقل إلى طابق ثالث تحت الأرض، يظنه فندق وقد يكون فندق موفنبيك صنعاء، وأنه جرى تفتيشه مرات عدة قبل مقابلة الحوثي، فكيف يكون صديقه وقد تعرض لكل ذلك؟!
يقول المرسل «أن المهذري، وتحت تأثير حالة سكر شديدة، ذكر أن حرس عبد خامنئي كلهم من الحرس الثوري الإيراني، وأنه جلس أمام عبد خامنئي أكثر من ساعة دون أن يتفوه بحرف، كان مخدراً أو به مس، وبعد ذلك راح يشرق ويغرب، ويتحدث عن أشياء غير مفهومة، وكان ابنه جبريل جالساً يصحح ما يقوله، لكن لسانه أفلت ببعض الحكايات التي بينت للمهذري أن الحوثي مجرد موظف صغير جدّاً لدى قاسم سليماني، وقد قال للمهذري: «حين ذهب للتدريب في إيران، تركني سليماني 4 أيام في غرفة مظلمة، وبعد ذلك سُمح لي بمقابلة خامنئي، وتقبيل قدميه، فبكيت لدقيقة لهذه المرتبة التي بلغتها، حتى بلّت دموعي لحيتي»، وأضاف المهذري: «كان يقص عليّ تلك الحكاية وهو يشعر بالفخر الشديد»!
قرأت في الرسالة أشياءً كثيرةً عن سيرة عبد خامنئي أثناء طفولته وشبابه، وكيف فشل في التعليم كليّاً، وبات أميّاً لا يقرأ ولا يكتب، وكيف ذهب إلى لبنان، وكان قريباً من حسن نصرالله، وتعلم منه أسلوب النفاق والابتزاز والخطف والقتل، وذكر المهذري أن الحوثي كان يذكر له كل ذلك معتزاً به ومفاخراً.
قال المهذري: حين تم تعيين عبد خامنئي حارساً شخصيا لشقيقه الأكبر حسين بدر الذي كان عضواً في البرلمان اليمني، وقتل في العام 2004، عرف شقيقه أن عبد خامنئي شخص يمكنه تحمّل الإهانات والتوبيخ دون اعتراض، وكانت تلك مشكلة بينهما، ولا أدري لماذا أراد أن يوصل لي رسالة أنه وراء مقتل شقيقه ليحتل مكانه في حركة أنصار الله!
تحدثت الرسالة عن أسرار كثيرة تبين علاقة حسن نصرالله مع عبد خامنئي، منها أوامر وتوجيهات يومية ترد للحوثي من نصرالله حول التخطيط والتعامل مع الأمم المتحدة والمفاوضات وغيرها، وبدا وكأن حسن نصرالله يتلقى الأوامر من سليماني ويقوم بتعديلها، وأن هناك همزة وصل بينهما (مهندس إيراني يدعى حسن أيضاً)، يبدو أنه متخصص بالأسلحة وزراعة الألغام والطائرات المسيرة، حيث يقدم وصفاً دقيقاً لطريقة استخدام كل ما يتم تزويد الحوثي به من أسلحة ومعدات عسكرية، قال: ويشعر بالفخر حين يقال له بأنه يشبه حسن نصرالله..!
قاطعه ابنه جبريل وقال للمهذري: «السيرة الذاتية النهائية يجب أن تنفي أية علاقة بين الحوثي وحزب الله أو إيران، عليك التركيز على ذلك، وعليك أيضاً ألاّ تتطرق لحالة الخوف من التحالف والجيش اليمني، عليك إظهار أننا منتصرون، وأن لنا الغلبة»، لكن المهذري قال لصديقه، غير صحيح، فالحوثي يعيش حالة رعب شديد، وهو متأكد أن بينه وبين قذيفة أو صاروخ يطلقها التحالف عليه شعرة واحدة، لذلك وضع كل تلك الإجراءات للقائي.
لا يهمني مرسل الرسالة، وآمل ألاّ تكون هذه القصة سبباً في مقتل أحد بشكل مباشر، ولكن محتوى الرسالة قال لي أن نهاية الحوثي، أقرب مما نظن بكثير.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com