كتبت في الأسبوع الماضي عن أهمية التعليم الرقمي والإبداع في مستقبل الشعوب، وكيف أن التعليم الرقمي والتفكير الإبداعي هو الطريق الطويل ولكنه الأقصر للوصول للديموقراطية... ولكن ما الذي يتطلبه منا الإبداع؟ وهل هو صعب المنال؟ فالتفكير الإبداعي يتطلب من أدمغتنا أن تقيم روابط بين الأفكار التي تبدو غير ذات صلة، ولكن هل هذه مهارة نولد بها أو هي مهارة نطورها من خلال الممارسة؟
في الستينيات من القرن الماضي، أجرى باحث في الأداء الإبداعي يدعى جورج لاند دراسة على 1600 طفل في سن الخامسة، سجل 98% منهم درجات «عالية الإبداع». أعاد الدكتور لاند اختبار كل مادة بعد خمس سنوات على نفس الطلاب عندما أصبحوا في العاشرة من العمر، ليسجل 30% فقط منهم درجات إبداعية! انخفض هذا العدد إلى 12% بحلول سن 15 عاما و2% فقط في عمر 25 عاما، لسبب بسيط اختصره عليكم وهو دور التعليم التقليدي في ترويض العقل حيث «يتم تعلم السلوك غير الإبداعي».
تم اكتشاف اتجاهات مماثلة من قبل مجموعة باحثين آخرين أجروا دراسة شملت 279999 طالبا، أثبتت أنه على الرغم من ارتفاع معدل الذكاء منذ عام 1990، فقد انخفضت درجات التفكير الإبداعي بين الطلاب، وهذا لا يعني أن الإبداع 100% هو تدريب فالوراثة تلعب دورا فيه كذلك، ولكنها ليست المعرقل له، ففقط 22% من التباين (في الإبداع) يرجع إلى تأثير الجينات.
كل هذا لأقول لكم أيها الشباب بأن قول «أنا لست من النوع الإبداعي» هو عذر ضعيف، لأن كل شخص منا يولد بمستوى من المهارة الإبداعية والفكرية القابلة للتدريب لأن الإبداع بكل بساطة هو مهارة يمكن تحسينها إذا أعدنا النظر في الممارسة والتدريب والتعلم.
ففي عام 1666، كان أحد العلماء الأكثر نفوذاً في التاريخ يتجول في حديقة عندما صُدم بذكاء من شأنه أن يغير العالم أثناء وقوفه تحت ظل شجرة تفاح، رأى السير إسحاق نيوتن سقوط تفاحة على الأرض، وتساءل: «لماذا يجب أن تنزل هذه التفاحة بشكل عمودي على الأرض»، لماذا لا تذهب جانبا، أو إلى أعلى، ولكن باستمرار إلى مركز الأرض؟ وما الذي يسحبها؟
وهكذا، ولد مفهوم الجاذبية وأصبحت قصة التفاحة أحد الأمثلة الرمزية للحظة إبداعية. إنه رمز للعبقرية الملهمة التي تملأ عقلك عندما تكون الظروف الإبداعية صحيحة.
لكن ما ينسى معظم الناس هو أن نيوتن عمل على أفكاره حول الجاذبية لما يقرب من عشرين عاما، حتى عام 1687 لينشر كتابه الرائد، The Principia: «المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية» لتصبح التفاحة الساقطة مجرد بداية لمجموعة من الأفكار استمرت لعقود... بعدها...
نحن كلنا نعم مبدعون في المضمون، ولكن ما ينقصنا هو الإصرار والعزيمة لنبدع...
* كاتبة سعودية
في الستينيات من القرن الماضي، أجرى باحث في الأداء الإبداعي يدعى جورج لاند دراسة على 1600 طفل في سن الخامسة، سجل 98% منهم درجات «عالية الإبداع». أعاد الدكتور لاند اختبار كل مادة بعد خمس سنوات على نفس الطلاب عندما أصبحوا في العاشرة من العمر، ليسجل 30% فقط منهم درجات إبداعية! انخفض هذا العدد إلى 12% بحلول سن 15 عاما و2% فقط في عمر 25 عاما، لسبب بسيط اختصره عليكم وهو دور التعليم التقليدي في ترويض العقل حيث «يتم تعلم السلوك غير الإبداعي».
تم اكتشاف اتجاهات مماثلة من قبل مجموعة باحثين آخرين أجروا دراسة شملت 279999 طالبا، أثبتت أنه على الرغم من ارتفاع معدل الذكاء منذ عام 1990، فقد انخفضت درجات التفكير الإبداعي بين الطلاب، وهذا لا يعني أن الإبداع 100% هو تدريب فالوراثة تلعب دورا فيه كذلك، ولكنها ليست المعرقل له، ففقط 22% من التباين (في الإبداع) يرجع إلى تأثير الجينات.
كل هذا لأقول لكم أيها الشباب بأن قول «أنا لست من النوع الإبداعي» هو عذر ضعيف، لأن كل شخص منا يولد بمستوى من المهارة الإبداعية والفكرية القابلة للتدريب لأن الإبداع بكل بساطة هو مهارة يمكن تحسينها إذا أعدنا النظر في الممارسة والتدريب والتعلم.
ففي عام 1666، كان أحد العلماء الأكثر نفوذاً في التاريخ يتجول في حديقة عندما صُدم بذكاء من شأنه أن يغير العالم أثناء وقوفه تحت ظل شجرة تفاح، رأى السير إسحاق نيوتن سقوط تفاحة على الأرض، وتساءل: «لماذا يجب أن تنزل هذه التفاحة بشكل عمودي على الأرض»، لماذا لا تذهب جانبا، أو إلى أعلى، ولكن باستمرار إلى مركز الأرض؟ وما الذي يسحبها؟
وهكذا، ولد مفهوم الجاذبية وأصبحت قصة التفاحة أحد الأمثلة الرمزية للحظة إبداعية. إنه رمز للعبقرية الملهمة التي تملأ عقلك عندما تكون الظروف الإبداعية صحيحة.
لكن ما ينسى معظم الناس هو أن نيوتن عمل على أفكاره حول الجاذبية لما يقرب من عشرين عاما، حتى عام 1687 لينشر كتابه الرائد، The Principia: «المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية» لتصبح التفاحة الساقطة مجرد بداية لمجموعة من الأفكار استمرت لعقود... بعدها...
نحن كلنا نعم مبدعون في المضمون، ولكن ما ينقصنا هو الإصرار والعزيمة لنبدع...
* كاتبة سعودية