-A +A
عبده خال
ليس هناك من حديث اجتماعي إلا عن أنشطة هيئة الترفيه التي طالت معظم المدن، وإذا كانت الأنشطة الغنائية في المقدمة إلا أن هناك أنشطة أخرى عديدة وكل منها يسترضى الجمهور فيما يحبون.. وقبل الخروج من هذه النقطة وجدت نفسي منبهراً من المسرح المقام في الباحة الذي يرتكز على المسرح الروماني في تصميمه، وهذه نقطة يشاد بها كتأسيس لأهمية المسرح، ولأن للمسرح من الفخامة والاتساع الشيء الكثير مما يجعل الأمنية تتسع أيضا لتأسيس مسارح في بقية المدن بنفس الفخامة، وأجد هذه الأمنية تسحبني لما أود قوله، وهو أساس هذه المقالة..

حينما تم الإعلان عن انبثاق هيئتين (للترفيه والثقافة) كانت الآمال كبيرة، وقد وضع كل مهتم ثقل أحلامه وفق رغباته، وحينما انطلق طائر التغير الاجتماعي، كان جناح الترفيه يخفق عالياً مستشرفاً الوصول إلى المدى بينما كان جناح الثقافة ينتظر التحليق، يتلمس ألاّ يقع، فلماذا تؤجل هيئة الثقافة أداء الدور الذي انتظره المجتمع -ولا أقول المثقفين-، فالمجتمع هو شرائح متعددة لكل شريحة رغبة تسعى لإشباعها وفق مناشط الحياة، إلا أن الثقافة تعني جميع الأفراد، فهل عجز هيئة الثقافة عن أداء الدور المناط بها يعود لأسباب إدارية (بحيث اختلطت وتعددت الجهات المعنية بتقديم الثقافة)؟ أم أن مجالات الثقافة ليس بها الجاذبية التي تجعل الهيئة مقبلة على الجذب، أو لأن طبيعة الثقافة مزعجة فهي معنية بتحريك الساكن، فتصبح أنشطتها (وجع راس).. يمكن سرد معوقات كثيرة.. ويمكن تعبيد كل المعوقات أيضاً إن كانت هناك نية للقفز للمدى، أم أن الصمت مسيطر والانتظار مسيطر، فهاتان حالتان يصبح لكل حالة منطقيتها، فالهيئة التزمت الصمت وعلينا أن نلتزم الانتظار..