هناك من يحاول ارتداء الأخلاق وكأنها موضة! فهل أنت ممن يتبع ذلك النهج الفاشنستي؟!
بالتأكيد الأخلاق ليست موضة، بل هي منظومة قيم شكّلها الوعي الإنساني، وبالتالي هي ليست حالة طارئة في تغريدة أو حتى في سلسلة من التغريدات الليلية، ولا هي مجرد محاكاة لفئة معينة من الناس لفترة مؤقتة كبعض فلول الصحوة. إن من تلبّس بها كحالة فقط يكون مثل من ارتدى ثوبا مستعارا، لا بد له أن يعيده لصاحبه يوما.
موضة «الاستشراف» و«أحب الصالحين ولست منهم» ليست من منظومة الأخلاق في شيء، بل هي أقرب ما تكون منهجا وثنيا يهدف منه التقرب لفئة من الناس لعلهم يقربونهم إلى غاياتهم زلفى! بالضبط مثل فكرة الأوثان، وأصنام العرب في الجاهلية.. إنها أزمة الوسيط.
اليوم..اختلف مفهوم الشرك من (وثن حجري) لا ينفع ولا يضر، إلى (وثن أخلاقي) مدعى ملؤه النفاق والشقاق يقوض المجتمع ويزعزع ويضر. فالوثن الأخلاقي لن ينطوي على حسن معاملة ولا منهج صادق، بل هو ادعاء كاذب للتقرب والوصول بدون وجه حق.
الحديث عن الشرف والأخلاق، من قبل من هم ليسوا أهلا لذلك، ظاهرة بدأت تتفشى في المجتمع وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك للتأليب وللحصول على مكاسب متعددة لن يكون الخُلق أحدها.
من الممكن قبول ادعاء الرقي والأناقة والرفاه بأزياء أو مذاقات أو أسلوب حياة، ولكن من الصعب والمؤلم جدا قبول مدعي الأخلاق من عديمي الأخلاق أصلا.. ممن يفتقرون لمنظومة تشكلت بالوعي والإدراك. ولا تثريب عليهم في ذلك فهم لم يستشعروا حاجتهم لهذه المنظومة إلاّ بعد أن حرضتهم شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها (تويتر) على شهوة الحديث عن القيم والأخلاق.
* كاتبة سعودية
abeeralfowzan@hotmail.com
بالتأكيد الأخلاق ليست موضة، بل هي منظومة قيم شكّلها الوعي الإنساني، وبالتالي هي ليست حالة طارئة في تغريدة أو حتى في سلسلة من التغريدات الليلية، ولا هي مجرد محاكاة لفئة معينة من الناس لفترة مؤقتة كبعض فلول الصحوة. إن من تلبّس بها كحالة فقط يكون مثل من ارتدى ثوبا مستعارا، لا بد له أن يعيده لصاحبه يوما.
موضة «الاستشراف» و«أحب الصالحين ولست منهم» ليست من منظومة الأخلاق في شيء، بل هي أقرب ما تكون منهجا وثنيا يهدف منه التقرب لفئة من الناس لعلهم يقربونهم إلى غاياتهم زلفى! بالضبط مثل فكرة الأوثان، وأصنام العرب في الجاهلية.. إنها أزمة الوسيط.
اليوم..اختلف مفهوم الشرك من (وثن حجري) لا ينفع ولا يضر، إلى (وثن أخلاقي) مدعى ملؤه النفاق والشقاق يقوض المجتمع ويزعزع ويضر. فالوثن الأخلاقي لن ينطوي على حسن معاملة ولا منهج صادق، بل هو ادعاء كاذب للتقرب والوصول بدون وجه حق.
الحديث عن الشرف والأخلاق، من قبل من هم ليسوا أهلا لذلك، ظاهرة بدأت تتفشى في المجتمع وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك للتأليب وللحصول على مكاسب متعددة لن يكون الخُلق أحدها.
من الممكن قبول ادعاء الرقي والأناقة والرفاه بأزياء أو مذاقات أو أسلوب حياة، ولكن من الصعب والمؤلم جدا قبول مدعي الأخلاق من عديمي الأخلاق أصلا.. ممن يفتقرون لمنظومة تشكلت بالوعي والإدراك. ولا تثريب عليهم في ذلك فهم لم يستشعروا حاجتهم لهذه المنظومة إلاّ بعد أن حرضتهم شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها (تويتر) على شهوة الحديث عن القيم والأخلاق.
* كاتبة سعودية
abeeralfowzan@hotmail.com