لكل مجتمع خصوصيته وثوابته، وهذه الأساسيات تُمثل أشياءً طبيعية ولا تميل للتطرف..
لإسقاط أي مُطالبة طبيعية عمّم تُهم التطرف والسوء، ومارس التنمر بوضوح، واستخدم سلاح الدين والخُلُق وبشعبوية، ستنجح في قتل الحق معنوياً..
من يتصدى لنقد قضية ما يجب أن يكون عقلانياً في الطرح، نقياً في النوايا، لا يستخدم (الفهلوة) اللفظية لتمرير رسائل السوء، أن تستجلب حركة عالمية كالنسوية وتُسقطها على مُطالبات محلية وتطرح الأمر وكأنه حالة عامة وتُعمم التكفير وتُمارس التنمر وإطلاق أوصاف بذيئة تجاه كل من يتبنى فكرة تحسين جودة حياة المرأة هذا ليس رأياً، هذا إعلان حرب حقيقية..
لن أتحدث عن النسوية العالمية، ولن أتحدث عن الحالات الفردية التي قد نراها وتتطرف في مطالبها محلياً، فحقوق المرأة في السعودية ليست فكرة حزبية تابعة لتنظيم دولي حتى يتم إسقاطها بسببه..
حديثي هنا عن المرأة السعودية التي تُحاول أن تكون بخير وسط ضغوطات حياتية كثيرة، عن المرأة التي تواجه في المحكمة الكثير من القوانين التي تجعل حياتها صعبة، عن المرأة التي تحتاج كُل من حولها لتنجح بسبب العوائق المعنوية أحياناً والقانونية أحياناً والتي تجعل طريقها صعباً ونجاحها يُشبه المُستحيل، عن المرأة التي ما إن تتكلم دفاعاً عن حقها في الحياة بشكل طبيعي حتى تُصبح في نظر البعض إنساناً سيئاً لا يبحث سوى عن مُمارسة الرذيلة..
الحديث ليس عن زواج وميراث، هذه الأشياء ثوابت لم أرَ من يتطرق لها، الحديث عن حقوق طبيعية تجعل من حياتها شيئاً طبيعياً، في البداية ستكون الحواجز المعنوية قائمة مع الوقت سيتم تجاوزها، المهم هو التيسير قانونياً..
في لقاء مسموع مع شابة سعودية تُنادي بتحسين جودة الحياة للمرأة ذكرت نقطة مهمة جداً وهي (لتمكين المرأة يجب تقويتها بتوفير الاستقرار النفسي، الثقة، و الأمان)، هذه الشابة تُعتبر أحد أبرز وجوه المُطالبة بحقوق المرأة السعودية..
لم تخرج عن المألوف ولا عن الطبيعة، لم تتطرف، لم تخذل وطنها في لحظة حاجة..
هذه الشابّة ومعها الكثير من الشابّات السعوديات يُمثلن صوت الاعتدال والوسطية في المطالبة بحقوق المرأة في السعودية ودون التفريط بثوابت دينية ووطنية، هذه الأصوات تستحق أن تُسمع وأن تُناقش وأن تُفتح نوافذ الإعلام بجميع مستوياته لهن..
التفسيق، التكفير، تعميم السوء وجعل حق الفرد مُرتبطاً بتيارات خارجية وإلحادية، تخوين من تُريد حياة طبيعية، هذه الأشياء لا يمكن تقبلها كنقاش صحي أو رأي يوجب علينا تقبله بصدر رحب..
من يرى أن حياته جيّدة يجب أن يعلم أن هناك من تُعاني، طبيبة لا تملك أمر نفسها، أو مُسنة تنتظر تفويضاً من ابنها، شابة تُحرم من التعليم والعمل فقط؛ لأن هناك ولياً يعتقد أنها ستنفلت وتتحول لإنسانة سيئة إذا حاولت الحياة بشكل طبيعي، بعض التعديلات القانونية ستجعل حياة المرأة أفضل، والقانون يُسن بقياس أضعف الحالات دائماً..
أخيراً..
لن أنسى بُكاء امرأة سعودية أمام المحكمة، طال انتظارها لاستلام نفقتها من طليقها، كانت تبكي عجزها وقلّة حيلتها وفقرها وحاجتها، لبّى نداءها خادم الحرمين الشريفين وبأمر ملكي تم إنشاء هيئة للنفقة تتكفل برعاية من لديهن قضايا نفقة لم يتم حسمها قضائياً، للمرأة حقوق الكل يجب أن يسعى لتحصل عليها..
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com
لإسقاط أي مُطالبة طبيعية عمّم تُهم التطرف والسوء، ومارس التنمر بوضوح، واستخدم سلاح الدين والخُلُق وبشعبوية، ستنجح في قتل الحق معنوياً..
من يتصدى لنقد قضية ما يجب أن يكون عقلانياً في الطرح، نقياً في النوايا، لا يستخدم (الفهلوة) اللفظية لتمرير رسائل السوء، أن تستجلب حركة عالمية كالنسوية وتُسقطها على مُطالبات محلية وتطرح الأمر وكأنه حالة عامة وتُعمم التكفير وتُمارس التنمر وإطلاق أوصاف بذيئة تجاه كل من يتبنى فكرة تحسين جودة حياة المرأة هذا ليس رأياً، هذا إعلان حرب حقيقية..
لن أتحدث عن النسوية العالمية، ولن أتحدث عن الحالات الفردية التي قد نراها وتتطرف في مطالبها محلياً، فحقوق المرأة في السعودية ليست فكرة حزبية تابعة لتنظيم دولي حتى يتم إسقاطها بسببه..
حديثي هنا عن المرأة السعودية التي تُحاول أن تكون بخير وسط ضغوطات حياتية كثيرة، عن المرأة التي تواجه في المحكمة الكثير من القوانين التي تجعل حياتها صعبة، عن المرأة التي تحتاج كُل من حولها لتنجح بسبب العوائق المعنوية أحياناً والقانونية أحياناً والتي تجعل طريقها صعباً ونجاحها يُشبه المُستحيل، عن المرأة التي ما إن تتكلم دفاعاً عن حقها في الحياة بشكل طبيعي حتى تُصبح في نظر البعض إنساناً سيئاً لا يبحث سوى عن مُمارسة الرذيلة..
الحديث ليس عن زواج وميراث، هذه الأشياء ثوابت لم أرَ من يتطرق لها، الحديث عن حقوق طبيعية تجعل من حياتها شيئاً طبيعياً، في البداية ستكون الحواجز المعنوية قائمة مع الوقت سيتم تجاوزها، المهم هو التيسير قانونياً..
في لقاء مسموع مع شابة سعودية تُنادي بتحسين جودة الحياة للمرأة ذكرت نقطة مهمة جداً وهي (لتمكين المرأة يجب تقويتها بتوفير الاستقرار النفسي، الثقة، و الأمان)، هذه الشابة تُعتبر أحد أبرز وجوه المُطالبة بحقوق المرأة السعودية..
لم تخرج عن المألوف ولا عن الطبيعة، لم تتطرف، لم تخذل وطنها في لحظة حاجة..
هذه الشابّة ومعها الكثير من الشابّات السعوديات يُمثلن صوت الاعتدال والوسطية في المطالبة بحقوق المرأة في السعودية ودون التفريط بثوابت دينية ووطنية، هذه الأصوات تستحق أن تُسمع وأن تُناقش وأن تُفتح نوافذ الإعلام بجميع مستوياته لهن..
التفسيق، التكفير، تعميم السوء وجعل حق الفرد مُرتبطاً بتيارات خارجية وإلحادية، تخوين من تُريد حياة طبيعية، هذه الأشياء لا يمكن تقبلها كنقاش صحي أو رأي يوجب علينا تقبله بصدر رحب..
من يرى أن حياته جيّدة يجب أن يعلم أن هناك من تُعاني، طبيبة لا تملك أمر نفسها، أو مُسنة تنتظر تفويضاً من ابنها، شابة تُحرم من التعليم والعمل فقط؛ لأن هناك ولياً يعتقد أنها ستنفلت وتتحول لإنسانة سيئة إذا حاولت الحياة بشكل طبيعي، بعض التعديلات القانونية ستجعل حياة المرأة أفضل، والقانون يُسن بقياس أضعف الحالات دائماً..
أخيراً..
لن أنسى بُكاء امرأة سعودية أمام المحكمة، طال انتظارها لاستلام نفقتها من طليقها، كانت تبكي عجزها وقلّة حيلتها وفقرها وحاجتها، لبّى نداءها خادم الحرمين الشريفين وبأمر ملكي تم إنشاء هيئة للنفقة تتكفل برعاية من لديهن قضايا نفقة لم يتم حسمها قضائياً، للمرأة حقوق الكل يجب أن يسعى لتحصل عليها..
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com