«ستتم إزالة» عمارة «بعد أن قرر الورثة ذلك بعد شهرين من الآن» هذا الخبر للإزالة قرأته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ما استوقفني بل أحزنني أن هذه «العمارة» علامة من علامات المكان فقد بدت شامخة منذ أوائل الثمانينيات الميلادية في وسط طريق المدينة الفاصل بين طرفي مدينة جدة وهي تقف عروساً على ضفاف الطريق، وكانت الوحيدة بضخامتها وتصميمها الجديد وألوان البناء والموقع المتميز الذي بدأ يشكل خارطة جدة الحديثة.
وأنا أقرأ الخبر قفز إلى ذاكرتي كثير من المباني في مدن العالم، تقف بعد ترميمها وصيانتها شاهدة على تاريخ مكان، ولنا في «لندن» خير مثال فهي مدينة عجوز بمعنى الكلمة، فكل مبانيها قديمة خضعت لعمليات الترميم مرة بعد أخرى، وحادثة حريق كنيسة «نوتردام» في باريس قريبة عهد منا، فقد وقف العالم كله يحترق حزنا كلما سقط لوح خشب أو قطعة بناء، وحول الفرنسيون حادثة الحريق كارثة عالمية تداعى لها اليونسكو! بينما مرَّ للأسف حريق جدة التاريخية مرور الكرام!
ولن نذهب بعيدا يكفينا مثال الروائي العالمي نجيب محفوظ الذي حفظ تاريخ الحارة المصرية في رواياته التي أوصلته للعالمية وحصل على جائزة نوبل العالمية في الأدب عام 86م، وهو الأديب العربي الوحيد الذي حصل على جائزة عالمية بهذا الحجم! السر يكمن في عشق الواقع مهما كان بسيطاً، مهما كان فقيراً، وهنا تكمن عظمة نجيب محفوظ، فهو المثقف العضوي بكل صدق، وتستمر الحكاية مع الروائي المصري علاء الأسواني وروايته التي تحولت لفيلم سينمائي قام ببطولته النجم المصري الكبير عادل إمام في فيلم «عمارة يعقوبيان» وهي العمارة التي تقف الآن في وسط البلد في القاهرة، وقد حرصت على رؤيتها والمشي في جنباتها في زيارتي الأخيرة لمصر، سر هذه الرواية هي في تخليد العمارة بوصفها شاهدة على تحولات المجتمع المصري منذ العهد الملكي مروراً بثورة الضباط الأحرار وصولاً إلى عصر انفتاح الاقتصاد المصري في عهد السادات.
المباني يا سادة ليست حجرا وإسمنتا فقط، المباني أرواح تسجل أحداث وحكايات أفراح وأحزان، تسمع أصواتا تنادي وأخرى تلوح بالوداع، وتبقى علامات ورموزا حية، فهي «ذاكرة مكان»، أدعو وزارة الثقافة للوقوف على المبنى وعدم إزالته، والحفاظ على كل تلك الحكايا الموجودة بداخله، وبالمصادفة عند الحديث عن قرار الإزالة في ذلك الموقع الاجتماعي اكتشفت أن أحد الأعضاء الكرام يحفظ كثيرا من قصص ذلك المبنى بل وحكايات عايشها شخصياً، وهي فرصة رائعة للروائيين والروائيات الكرام للتنقيب عن هذه الحكايات وتقديمها أفلاماً سينمائية.
وأنا أقرأ الخبر قفز إلى ذاكرتي كثير من المباني في مدن العالم، تقف بعد ترميمها وصيانتها شاهدة على تاريخ مكان، ولنا في «لندن» خير مثال فهي مدينة عجوز بمعنى الكلمة، فكل مبانيها قديمة خضعت لعمليات الترميم مرة بعد أخرى، وحادثة حريق كنيسة «نوتردام» في باريس قريبة عهد منا، فقد وقف العالم كله يحترق حزنا كلما سقط لوح خشب أو قطعة بناء، وحول الفرنسيون حادثة الحريق كارثة عالمية تداعى لها اليونسكو! بينما مرَّ للأسف حريق جدة التاريخية مرور الكرام!
ولن نذهب بعيدا يكفينا مثال الروائي العالمي نجيب محفوظ الذي حفظ تاريخ الحارة المصرية في رواياته التي أوصلته للعالمية وحصل على جائزة نوبل العالمية في الأدب عام 86م، وهو الأديب العربي الوحيد الذي حصل على جائزة عالمية بهذا الحجم! السر يكمن في عشق الواقع مهما كان بسيطاً، مهما كان فقيراً، وهنا تكمن عظمة نجيب محفوظ، فهو المثقف العضوي بكل صدق، وتستمر الحكاية مع الروائي المصري علاء الأسواني وروايته التي تحولت لفيلم سينمائي قام ببطولته النجم المصري الكبير عادل إمام في فيلم «عمارة يعقوبيان» وهي العمارة التي تقف الآن في وسط البلد في القاهرة، وقد حرصت على رؤيتها والمشي في جنباتها في زيارتي الأخيرة لمصر، سر هذه الرواية هي في تخليد العمارة بوصفها شاهدة على تحولات المجتمع المصري منذ العهد الملكي مروراً بثورة الضباط الأحرار وصولاً إلى عصر انفتاح الاقتصاد المصري في عهد السادات.
المباني يا سادة ليست حجرا وإسمنتا فقط، المباني أرواح تسجل أحداث وحكايات أفراح وأحزان، تسمع أصواتا تنادي وأخرى تلوح بالوداع، وتبقى علامات ورموزا حية، فهي «ذاكرة مكان»، أدعو وزارة الثقافة للوقوف على المبنى وعدم إزالته، والحفاظ على كل تلك الحكايا الموجودة بداخله، وبالمصادفة عند الحديث عن قرار الإزالة في ذلك الموقع الاجتماعي اكتشفت أن أحد الأعضاء الكرام يحفظ كثيرا من قصص ذلك المبنى بل وحكايات عايشها شخصياً، وهي فرصة رائعة للروائيين والروائيات الكرام للتنقيب عن هذه الحكايات وتقديمها أفلاماً سينمائية.