دائماً يكون الصيف موسماً لتجدد مآسي الكثير من النساء اللاتي ابتلين بولي جائر انتزعت الرحمة من قلبه، فيمارس التسلط والجبروت متسلحاً بما يسمى الولاية على المرأة، فيمنع ابنته من السفر مع أمها لا لشيء وإنما لمجرد الانتقام من أمها التي كانت يوماً من الأيام زوجته فخلعته وأعادت له مهره، فأحس هذا الولي الذكر بالإهانة، ولم يجد طريقاً لمداواة كبريائه إلا حرق قلبها على ابنتها ومنعها من السفر بطريقة غير مباشرة من خلال منع ابنتها التي لا يمكن أن تسافر دونها، وعندما تذهب تلك الأم المجروحة لمحراب العدالة يكون الرد دائماً من تلك الفئة الرديئة من الأولياء الذكور، بأنه يخشى عليها من الفتن والمنكرات، ويتدثر رداء الزاهد العابد الناسك، وهو في كل صيف يجوب الكرة الأرضية منغمساً في تلك المنكرات والفتن ولا أحد يسأله عن ذلك التناقض، لأنه ولي لا يسأل عن ما يفعل.
وقد يمنع الولي الجائر ابنته من فرصة سنحت لها في هذا العهد، زمن تمكين المرأة، من السفر لبعثة دراسية قد تغير حياتها، وتفتح لها مغاليق القدر، وتمنحها الفرصة لأن تخدم بلدها وتساهم في الحراك التنموي فيه، وإذا قصدت محراب العدالة، كان جوابه الذي لا يتغير (ولأن تخصص المدعية متوفر في الجامعات السعودية، ولأن سفر المدعية دون إذن وليها فيه مفسدة تترجح على مصلحة سفرها...) رفعت الجلسة.
طوال عملي في مهنة المحاماة عبر 20 سنة من الركض في المحاكم، لم أطلع على حكم بالإذن بالسفر لسيدة، وخذلت الكثير من السيدات بأن ينلن حقهن بالتنقل والدراسة والعمل، وضاعت عليهن فرص بسبب قانون الولاية الذي لا علاقة له بأحكام الشريعة لا من قريب ولا من بعيد، وأصبح معيقاً للحراك التنموي في البلد، ولا يتناسب مع التغيرات التي نعيشها الآن، فهو لا يليق بنا على الإطلاق، وكل من يدافعون عنه إنما يدافعون عن سلطتهم وإن كانوا يتقمصون دور الوعاظ الزهاد النساك على جهل مطبق بقواعد الشريعة وأحكامها وقواعدها الكلية ومقاصدها العامة، التي يتعذر على أمثال تلك الكائنات أن يدركوها فضلاً عن أن يعوها ويفهموها، فهم مجرد أبواق شعبوية يصرخون لاستجلاب التصفيق من الجماهير المغيبة الذين هم أيضاً يخشون من ضياع سلطتهم.
لا بد أن ندرك أنه لا يمكن لإنسان أن يخشى على ابنته أو زوجته ما دام يثق بها وبأخلاقها وتربيتها، ولا يمكن لأي سلطة أن تمنع بنتاً أو شاباً من الهرب إذا قرر ذلك، حتى ولو قيد بالسلاسل، الذي يمنعهم الثقة والتربية والمعاملة بالحسنى.
كل يوم يمر دون معالجة ما يسمى بالولاية على المرأة فإنه سيزيد معاناة الكثير من النساء وحرمانهن من أن يعشن حياة طبيعية كباقي البشر في هذا الكوكب، فالحياة لا تعاش مرتين.
allahim@
وقد يمنع الولي الجائر ابنته من فرصة سنحت لها في هذا العهد، زمن تمكين المرأة، من السفر لبعثة دراسية قد تغير حياتها، وتفتح لها مغاليق القدر، وتمنحها الفرصة لأن تخدم بلدها وتساهم في الحراك التنموي فيه، وإذا قصدت محراب العدالة، كان جوابه الذي لا يتغير (ولأن تخصص المدعية متوفر في الجامعات السعودية، ولأن سفر المدعية دون إذن وليها فيه مفسدة تترجح على مصلحة سفرها...) رفعت الجلسة.
طوال عملي في مهنة المحاماة عبر 20 سنة من الركض في المحاكم، لم أطلع على حكم بالإذن بالسفر لسيدة، وخذلت الكثير من السيدات بأن ينلن حقهن بالتنقل والدراسة والعمل، وضاعت عليهن فرص بسبب قانون الولاية الذي لا علاقة له بأحكام الشريعة لا من قريب ولا من بعيد، وأصبح معيقاً للحراك التنموي في البلد، ولا يتناسب مع التغيرات التي نعيشها الآن، فهو لا يليق بنا على الإطلاق، وكل من يدافعون عنه إنما يدافعون عن سلطتهم وإن كانوا يتقمصون دور الوعاظ الزهاد النساك على جهل مطبق بقواعد الشريعة وأحكامها وقواعدها الكلية ومقاصدها العامة، التي يتعذر على أمثال تلك الكائنات أن يدركوها فضلاً عن أن يعوها ويفهموها، فهم مجرد أبواق شعبوية يصرخون لاستجلاب التصفيق من الجماهير المغيبة الذين هم أيضاً يخشون من ضياع سلطتهم.
لا بد أن ندرك أنه لا يمكن لإنسان أن يخشى على ابنته أو زوجته ما دام يثق بها وبأخلاقها وتربيتها، ولا يمكن لأي سلطة أن تمنع بنتاً أو شاباً من الهرب إذا قرر ذلك، حتى ولو قيد بالسلاسل، الذي يمنعهم الثقة والتربية والمعاملة بالحسنى.
كل يوم يمر دون معالجة ما يسمى بالولاية على المرأة فإنه سيزيد معاناة الكثير من النساء وحرمانهن من أن يعشن حياة طبيعية كباقي البشر في هذا الكوكب، فالحياة لا تعاش مرتين.
allahim@