يقول صديقي: مرة توظفت بإحدى الشركات الأهلية، ومر أسبوعان ما ذقت فيهما الشاي والقهوة، كنت أشاهد عامل الضيافة يتجول بصينيته بين المكاتب ويوزع الابتسامة على (العمال الأجانب)، طبعاً ما رضيت أتكلم وقتها لأني بفترة التجربة وخفت النقاش يتطور وأخسر وظيفتي، لكن سكوتي هذا جعل (الفراش) يشوف نفسه ويرمقني إذا تجرأت وطلبته كاسة مويه (أبل بها ريقي)، ما دفعني بأحد الأيام لمراقبته حتى نزل من السلم الخلفي ولحقته ومسكته بحلقه: أنت وش فيك، هاه، وش فيك ماني مالي عينك: يقول ما رد إلا يضحك ونزل يدي بقوة، وقال أسمع (أنت سؤودي مسكين يئني موظف ترانزيت كلو شهرين ويطردوا برا)!!
لقد أصبحت خطط توطين الوظائف بالقطاع الخاص مثل رحلات الترانزيت، في كل مرة يهبط الموظف السعودي بمطار شركة، أحياناً يسعفه الوقت ليحمل حقيبته ويتجول قليلاً بالسوق المفتوحة للأجانب وأحياناً يتم الإعلان سريعاً عن موعد إقلاع وظيفته!!
تخيلوا فوق المواد العديدة التي تسمح لصاحب العمل بفصل الموظف السعودي الأهلي بأي وقت يريده مقابل حفنة من التعويض، توجد هناك مادة تسمح له بإخضاعه لفترة التجربة أكثر من مرة، يعني أول ثلاثة أشهر يكده كد، وقبل ما تنتهي وعرقه ما زال يتصبب، يقول له: أنت ما تنفع أنت تجيني تنام وتروح، ما يدفعه لقبول عرض (رب العمل) الأكثر جهداً والأقل راتباً فيخوض تجربة أخرى بوظيفة دنيا، وهكذا، يفقد شبابنا الأمان الوظيفي وهم يتنقلون بملفاتهم الخضراء بين صالة الوصول وصالة المغادرة!!
الشيء الوحيد الذي قد يحسب للموظف الأهلي، أنه تعرف في طريق رحلته على آثار وحضارات شركات كثيرة، مر بالعديد من المطارات الأجنبية، خاض الكثير من التجارب الصعبة، في مقدمتها حين عومل بشكل غير لائق بنقاط التفتيش الانتقائية، حين تم ركنه قبل الصعود لسلم الطائرة، ليقدم عنه المسافرون الأجانب الذين يحضون بكافة مميزات درجة البزنس، وحتى حين يعلن الكابتن الهبوط بسلام يقف في طابور طويل بين الأمتعة حتى يتم تسهيل إيصال الأجانب لصالة المطار بالسيارات الفارهة!!
بالعودة لقصة صديقي: أنا لا ألوم (عامل الضيافة) لأن المثل يقول (من يرخص نفسه.. لا يستغرب أن يسترخصه غيره)، ونظام العمل للأسف الشديد بدلاً من أن يقوي جانب الموظف السعودي ويعزز من هيبته نراه يقلل من شأنه بجعله الحلقة الأضعف مع كل هيكلة إدارية، وأنا أتوقع حتى لو قدم هذا (الفراش) كاسة الشاي لصديقنا، فإنه سرعان ما سيسحبها منه قبل أن يضعها في فمه، والسبب أن الإعلان الداخلي بصالة الشركة أطلق النداء الأخير لاسم صاحبنا بعد أن تأخر كثيراً عن الصعود لرحلة الفصل الجماعي!!
لقد أصبحت خطط توطين الوظائف بالقطاع الخاص مثل رحلات الترانزيت، في كل مرة يهبط الموظف السعودي بمطار شركة، أحياناً يسعفه الوقت ليحمل حقيبته ويتجول قليلاً بالسوق المفتوحة للأجانب وأحياناً يتم الإعلان سريعاً عن موعد إقلاع وظيفته!!
تخيلوا فوق المواد العديدة التي تسمح لصاحب العمل بفصل الموظف السعودي الأهلي بأي وقت يريده مقابل حفنة من التعويض، توجد هناك مادة تسمح له بإخضاعه لفترة التجربة أكثر من مرة، يعني أول ثلاثة أشهر يكده كد، وقبل ما تنتهي وعرقه ما زال يتصبب، يقول له: أنت ما تنفع أنت تجيني تنام وتروح، ما يدفعه لقبول عرض (رب العمل) الأكثر جهداً والأقل راتباً فيخوض تجربة أخرى بوظيفة دنيا، وهكذا، يفقد شبابنا الأمان الوظيفي وهم يتنقلون بملفاتهم الخضراء بين صالة الوصول وصالة المغادرة!!
الشيء الوحيد الذي قد يحسب للموظف الأهلي، أنه تعرف في طريق رحلته على آثار وحضارات شركات كثيرة، مر بالعديد من المطارات الأجنبية، خاض الكثير من التجارب الصعبة، في مقدمتها حين عومل بشكل غير لائق بنقاط التفتيش الانتقائية، حين تم ركنه قبل الصعود لسلم الطائرة، ليقدم عنه المسافرون الأجانب الذين يحضون بكافة مميزات درجة البزنس، وحتى حين يعلن الكابتن الهبوط بسلام يقف في طابور طويل بين الأمتعة حتى يتم تسهيل إيصال الأجانب لصالة المطار بالسيارات الفارهة!!
بالعودة لقصة صديقي: أنا لا ألوم (عامل الضيافة) لأن المثل يقول (من يرخص نفسه.. لا يستغرب أن يسترخصه غيره)، ونظام العمل للأسف الشديد بدلاً من أن يقوي جانب الموظف السعودي ويعزز من هيبته نراه يقلل من شأنه بجعله الحلقة الأضعف مع كل هيكلة إدارية، وأنا أتوقع حتى لو قدم هذا (الفراش) كاسة الشاي لصديقنا، فإنه سرعان ما سيسحبها منه قبل أن يضعها في فمه، والسبب أن الإعلان الداخلي بصالة الشركة أطلق النداء الأخير لاسم صاحبنا بعد أن تأخر كثيراً عن الصعود لرحلة الفصل الجماعي!!