لدى شعوب الخليج مثل يقول «المال عديل الروح»، أي أن ألم فقدان المال يعادل ألم خروج الروح من جسد الإنسان، ذلك لأن الخليجي لايقبل أن يكون عالة على غيره أو أن يتسول حاجته من الناس، وهو ما يجعل إحساسه عند وقوفه بين يدي شخص آخر لطلب المساعدة مشابها تماماً لغرغرة روحه وهي تستعد لمفارقة جسده.
وقبل نحو قرنين قال شاعر الحجاز بديوي الوقداني بيته الشهير: «المال يحيي رجالاً لا حياة بها.. كالسيل يحيي الهشيم الدمدم البالي»، فهدف العربي من امتلاك المال لا يتوقف عند سد حاجته، بل يمتد إلى عشقه غير المحدود لإكرام ضيفه ودعم جاره والفزعة لأقربائه وأصدقائه ولكل من يلجأ إليه وإن كان عدوه، ولذلك هو يشعر دائما بأنه ميت ما لم يكن لديه مال يغطي كل هذه المتطلبات.
عن علاقة الإنسان بالمال هناك مقولة طريفة للشاعر والروائي الإنجليزي أوسكار وايلد الذي عاش حياة بذخ ورفاهية مقارنة بأقرانه الشعراء في عصره، يقول وايلد: «في صغري كنت أظن أن المال أهم ما في الوجود، واليوم بعد أن كبرت أعلم أنني كنت على حق».
حاجة الإنسان الدائمة للمال جعلت الفلاسفة والمفكرين وعلماء الاقتصاد والنفس يطرحون النصائح تلو الأخرى ويؤلفون الكتب التي تقدم نظريات متعددة لتحويل الفقير إلى مليونير وتحويل المليونير إلى ملياردير، وكلها يمكن تلخيصها في عشر وصايا متفق عليها هي:
- الوصية الأولى: لكي تحصل على مليون اسلك الطرق المؤدية للحصول على 10 ملايين «اطمع في الكبير تحصل على الصغير».
- الوصية الثانية: لاتسلك الطرق التقليدية للحصول على المال مثل «الوظيفة ذات الدخل المحدود»، فنادراً ما تجد «موظفاً ثرياً» أو «ثرياً يعمل في وظيفة محدودة الدخل»، عليك أن تغير طريقة تفكيرك.. يقول ستيف سيبولد: «الوصول إلى الغنى يبدأ بالطريقة التي تفكر بها، ولطالما كان السر في الغنى ثابتًا: طريقة التفكير».
- الوصية الثالثة: صاحب الناجحين والأثرياء العصاميين وابتعد عن المحبطين والمتذمرين، فأنت في النهاية شبيه من تصاحب، وصحبة الأثرياء العصاميين تفتح عينيك وتنمي مداركك وأدواتك لحصد الثروات، بينما صحبة المحبطين قد تقودك لمصحة نفسية.
- الوصية الرابعة: كن شجاعاً وحاسماً في قراراتك لخوض أي تجربة تجارية، فالثراء لا يحب المترددين والجبناء، قد تخسر مرة أو مرتين لكنك ستكسب في النهاية، وتأكد أن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
- الوصية الخامسة: إذا دخلت في مشروع وكسبت منه فليس لك من الربح سوى 10% والباقي يدخل ضمن رأس مال المشروع الذي يليه، ومع الوقت ستجد أن مبلغ الـ10% يفوق احتياجاتك بكثير.
- الوصية السادسة: لاتهتم بالتباهي أو كسب نظرة الإعجاب من الآخرين ولا تسعى لاقتناء الأشياء الثمينة.. فهذا سبب فقر وإحباط كثير من الناس، الأثرياء الذين بنوا أنفسهم بأنفسهم لا يقتنون ولا يلبسون الثمين المبالغ به ولا يبتاعون شيئاً ليسوا بحاجته.
- الوصية السابعة: اذا دخلت عالم التجارة فراقب الخاسرين مراقبة شديدة وابحث عن الأسباب الحقيقية التي أوقعتهم في الخسارة لتتجنبها وتربح.
- الوصية الثامنة: اصنع مصادر دخل متعددة، ولا تعتمد على مصدر واحد أبداً، واعلم أن 65% من أصحاب الملايين العصاميين يعتمدون على 3 مصادر، و45% يعتمدون على 4 مصادر، و29% يعتمدون على 5 مصادر أو أكثر.
- الوصية التاسعة: لا تجهد جسدك بالعمل ووفر جهدك للتفكير، فلو كان الثراء بقدر الجهد البدني الذي يبذله الشخص لأصبح الفلاح الفقير أغنى الناس لأنه ينهك جسده بالعمل في الحقل من شروق الشمس حتى مغيبها ولا يمنحه ذلك فرصة ليفكر في تحسين وضعه.
- الوصية العاشرة: اختر الوقت المناسب.. عندما تقرر الدخول في صفقة احرص على أن تحدد الوقت المناسب لنجاحها، قد يربح شخص من صفقة ويخسر آخر من صفقة مشابهة بسبب الظروف الزمنية لا أكثر.
أخيراً يؤسفني أن أخبرك أن كل الوصايا السابقة قد تنجح مع سعد وتفشل مع سعيد لأن الأخير لايمتلك «حظاً جيداً»، أو كما يقال في صحارينا الجميلة «إن قام حظك باع لك واشترى لك».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
وقبل نحو قرنين قال شاعر الحجاز بديوي الوقداني بيته الشهير: «المال يحيي رجالاً لا حياة بها.. كالسيل يحيي الهشيم الدمدم البالي»، فهدف العربي من امتلاك المال لا يتوقف عند سد حاجته، بل يمتد إلى عشقه غير المحدود لإكرام ضيفه ودعم جاره والفزعة لأقربائه وأصدقائه ولكل من يلجأ إليه وإن كان عدوه، ولذلك هو يشعر دائما بأنه ميت ما لم يكن لديه مال يغطي كل هذه المتطلبات.
عن علاقة الإنسان بالمال هناك مقولة طريفة للشاعر والروائي الإنجليزي أوسكار وايلد الذي عاش حياة بذخ ورفاهية مقارنة بأقرانه الشعراء في عصره، يقول وايلد: «في صغري كنت أظن أن المال أهم ما في الوجود، واليوم بعد أن كبرت أعلم أنني كنت على حق».
حاجة الإنسان الدائمة للمال جعلت الفلاسفة والمفكرين وعلماء الاقتصاد والنفس يطرحون النصائح تلو الأخرى ويؤلفون الكتب التي تقدم نظريات متعددة لتحويل الفقير إلى مليونير وتحويل المليونير إلى ملياردير، وكلها يمكن تلخيصها في عشر وصايا متفق عليها هي:
- الوصية الأولى: لكي تحصل على مليون اسلك الطرق المؤدية للحصول على 10 ملايين «اطمع في الكبير تحصل على الصغير».
- الوصية الثانية: لاتسلك الطرق التقليدية للحصول على المال مثل «الوظيفة ذات الدخل المحدود»، فنادراً ما تجد «موظفاً ثرياً» أو «ثرياً يعمل في وظيفة محدودة الدخل»، عليك أن تغير طريقة تفكيرك.. يقول ستيف سيبولد: «الوصول إلى الغنى يبدأ بالطريقة التي تفكر بها، ولطالما كان السر في الغنى ثابتًا: طريقة التفكير».
- الوصية الثالثة: صاحب الناجحين والأثرياء العصاميين وابتعد عن المحبطين والمتذمرين، فأنت في النهاية شبيه من تصاحب، وصحبة الأثرياء العصاميين تفتح عينيك وتنمي مداركك وأدواتك لحصد الثروات، بينما صحبة المحبطين قد تقودك لمصحة نفسية.
- الوصية الرابعة: كن شجاعاً وحاسماً في قراراتك لخوض أي تجربة تجارية، فالثراء لا يحب المترددين والجبناء، قد تخسر مرة أو مرتين لكنك ستكسب في النهاية، وتأكد أن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
- الوصية الخامسة: إذا دخلت في مشروع وكسبت منه فليس لك من الربح سوى 10% والباقي يدخل ضمن رأس مال المشروع الذي يليه، ومع الوقت ستجد أن مبلغ الـ10% يفوق احتياجاتك بكثير.
- الوصية السادسة: لاتهتم بالتباهي أو كسب نظرة الإعجاب من الآخرين ولا تسعى لاقتناء الأشياء الثمينة.. فهذا سبب فقر وإحباط كثير من الناس، الأثرياء الذين بنوا أنفسهم بأنفسهم لا يقتنون ولا يلبسون الثمين المبالغ به ولا يبتاعون شيئاً ليسوا بحاجته.
- الوصية السابعة: اذا دخلت عالم التجارة فراقب الخاسرين مراقبة شديدة وابحث عن الأسباب الحقيقية التي أوقعتهم في الخسارة لتتجنبها وتربح.
- الوصية الثامنة: اصنع مصادر دخل متعددة، ولا تعتمد على مصدر واحد أبداً، واعلم أن 65% من أصحاب الملايين العصاميين يعتمدون على 3 مصادر، و45% يعتمدون على 4 مصادر، و29% يعتمدون على 5 مصادر أو أكثر.
- الوصية التاسعة: لا تجهد جسدك بالعمل ووفر جهدك للتفكير، فلو كان الثراء بقدر الجهد البدني الذي يبذله الشخص لأصبح الفلاح الفقير أغنى الناس لأنه ينهك جسده بالعمل في الحقل من شروق الشمس حتى مغيبها ولا يمنحه ذلك فرصة ليفكر في تحسين وضعه.
- الوصية العاشرة: اختر الوقت المناسب.. عندما تقرر الدخول في صفقة احرص على أن تحدد الوقت المناسب لنجاحها، قد يربح شخص من صفقة ويخسر آخر من صفقة مشابهة بسبب الظروف الزمنية لا أكثر.
أخيراً يؤسفني أن أخبرك أن كل الوصايا السابقة قد تنجح مع سعد وتفشل مع سعيد لأن الأخير لايمتلك «حظاً جيداً»، أو كما يقال في صحارينا الجميلة «إن قام حظك باع لك واشترى لك».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com