(العلاقات بين المغرب ومنطقة الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، «علاقات قوية وتاريخية ولها جذور»..)..
العبارة أعلاه جزء من تصريح سبق أن أدلى به وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أخيرا بالرباط خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير الإسباني للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون جوزيب بوريل، مؤكدا أن ما تداولته وسائل الإعلام بخصوص تواجد سفيري جلالة الملك محمد السادس بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في المغرب خلال الفترة الماضي، «غير مضبوط».
وأوضح الوزير المغربي خلال هذه الندوة أن الحديث الذي تداولته الصحافة بخصوص هذا الموضوع «لا علاقة له بالأعراف الدبلوماسية ولا بالممارسات الدبلوماسية المغربية»، وأشار إلى أن الأعراف الدبلوماسية تنص على أن استدعاء السفراء من البلدان المعتمدين بها «يتم لأسباب محددة، وبشكل واضح، ويتم إخبار الدولة المعنية»، مضيفا أنه في الممارسات الدبلوماسية المغربية «لا وجود لاستدعاء سفير، من دون صدور بلاغ في الموضوع، وشرح للموقف».
وبهذا التصريح الصحفي يكون الوزير المغربي ناصر بوريطة قد وضع حدا لكل تكهنات وتحليلات المناوئين من المشوشين على العلاقات المغربية السعودية من جهة، والعلاقات المغربية الإماراتية من جهة ثانية، ووجه بالتالي صفعة قوية لخصوم هذه العلاقات، التي وصفها رئيس الدبلوماسية المغربية بـ«التاريخية التي لها جذور»، ووضع حدا كذلك للجدال الدائر حول هذه القضية من طرف فئة ظلت تعتقد طيلة الفترة الماضية أن هذه العلاقات قد انهارت وزالت ولم يعد لها أي أثر.
وفيما اعتبر البعض أن استدعاء السفير في الرياض للتشاور دليل على أن مؤشر العلاقات بين البلدين ليس في أحسن أحواله، موضحين للقناة القطرية المثيرة للجدل أن هذه الخطوة تعتبر بالأعراف الدبلوماسية من «الإجراءات الحادة»، ربط آخرون توتر العلاقات بين البلدين بانسحاب القوات المغربية من حرب اليمن وقالوا «إن انسحاب المغرب من التحالف في هذا التوقيت مرتبط بإعادة تقييم العلاقات مع الرياض الذي أظهر أن العلاقة مبنية على مصالح غير متبادلة بين الطرفين، فالمغرب لم يستفد من دخوله تلك الحرب بل خسر سمعته وخسر أيضا أحد جنوده».
لكن الأمر لم يكن كذلك ولم يكن كما تمنى هؤلاء، إذ استرسل الوزير المغربي في تصريحه الصحفي، وأكد أن السفيرين كانا بالفعل في المغرب، «ولكن لحضور اجتماعات، وقد عادا إلى مقر عملهما في بداية الأسبوع» الجاري، مبينا في السياق ذاته أن منطقة الخليج تشهد تحولات وتغيرات مهمة، سواء كانت داخلية في بعض الدول، أو على مستوى العلاقات بين البلدان. وزاد الوزير المغربي قائلا إن «هذه التحولات والتغيرات لها تأثير على العلاقات مع محيط هذه الدول ومع الدول الأخرى بما فيها المغرب».
لقد نزل هذا التصريح الصحفي، الذي ظل الجميع ينتظره، على الخصوم من الذين يدافعون وينظرون للمشروع الصفوي الإيراني ويحتضنون التنظيمات الإسلامية المتطرفة كالماء البارد، خاصة عندما وصف العلاقات المغربية الخليجية وخاصة مع السعودية والإمارات بـ«التاريخية»، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي استدعي إليه سفيرا المغرب في كل من الرياض وأبوظبي السيدان مصطفى المنصوري ومحمد آيت أوعلي، عقد للوقوف على طبيعة التحولات التي تعرفها منطقة الخليج، والتكيف معها، والاستعداد لها، خاصة أن «الأمر يتعلق بمنطقة ليس للمغرب معها علاقات عادية»، موضحا، في هذا الصدد، أنه كان من الطبيعي أن يحضر السفيران هذه الاجتماعات التي خصصت لبحث «هذه التحولات، ومدى تأثيرها على مواقف المغرب من هذه المنطقة».
* كاتب مغربي
abderrahman.elachari@gmail.com
العبارة أعلاه جزء من تصريح سبق أن أدلى به وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أخيرا بالرباط خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير الإسباني للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون جوزيب بوريل، مؤكدا أن ما تداولته وسائل الإعلام بخصوص تواجد سفيري جلالة الملك محمد السادس بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في المغرب خلال الفترة الماضي، «غير مضبوط».
وأوضح الوزير المغربي خلال هذه الندوة أن الحديث الذي تداولته الصحافة بخصوص هذا الموضوع «لا علاقة له بالأعراف الدبلوماسية ولا بالممارسات الدبلوماسية المغربية»، وأشار إلى أن الأعراف الدبلوماسية تنص على أن استدعاء السفراء من البلدان المعتمدين بها «يتم لأسباب محددة، وبشكل واضح، ويتم إخبار الدولة المعنية»، مضيفا أنه في الممارسات الدبلوماسية المغربية «لا وجود لاستدعاء سفير، من دون صدور بلاغ في الموضوع، وشرح للموقف».
وبهذا التصريح الصحفي يكون الوزير المغربي ناصر بوريطة قد وضع حدا لكل تكهنات وتحليلات المناوئين من المشوشين على العلاقات المغربية السعودية من جهة، والعلاقات المغربية الإماراتية من جهة ثانية، ووجه بالتالي صفعة قوية لخصوم هذه العلاقات، التي وصفها رئيس الدبلوماسية المغربية بـ«التاريخية التي لها جذور»، ووضع حدا كذلك للجدال الدائر حول هذه القضية من طرف فئة ظلت تعتقد طيلة الفترة الماضية أن هذه العلاقات قد انهارت وزالت ولم يعد لها أي أثر.
وفيما اعتبر البعض أن استدعاء السفير في الرياض للتشاور دليل على أن مؤشر العلاقات بين البلدين ليس في أحسن أحواله، موضحين للقناة القطرية المثيرة للجدل أن هذه الخطوة تعتبر بالأعراف الدبلوماسية من «الإجراءات الحادة»، ربط آخرون توتر العلاقات بين البلدين بانسحاب القوات المغربية من حرب اليمن وقالوا «إن انسحاب المغرب من التحالف في هذا التوقيت مرتبط بإعادة تقييم العلاقات مع الرياض الذي أظهر أن العلاقة مبنية على مصالح غير متبادلة بين الطرفين، فالمغرب لم يستفد من دخوله تلك الحرب بل خسر سمعته وخسر أيضا أحد جنوده».
لكن الأمر لم يكن كذلك ولم يكن كما تمنى هؤلاء، إذ استرسل الوزير المغربي في تصريحه الصحفي، وأكد أن السفيرين كانا بالفعل في المغرب، «ولكن لحضور اجتماعات، وقد عادا إلى مقر عملهما في بداية الأسبوع» الجاري، مبينا في السياق ذاته أن منطقة الخليج تشهد تحولات وتغيرات مهمة، سواء كانت داخلية في بعض الدول، أو على مستوى العلاقات بين البلدان. وزاد الوزير المغربي قائلا إن «هذه التحولات والتغيرات لها تأثير على العلاقات مع محيط هذه الدول ومع الدول الأخرى بما فيها المغرب».
لقد نزل هذا التصريح الصحفي، الذي ظل الجميع ينتظره، على الخصوم من الذين يدافعون وينظرون للمشروع الصفوي الإيراني ويحتضنون التنظيمات الإسلامية المتطرفة كالماء البارد، خاصة عندما وصف العلاقات المغربية الخليجية وخاصة مع السعودية والإمارات بـ«التاريخية»، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي استدعي إليه سفيرا المغرب في كل من الرياض وأبوظبي السيدان مصطفى المنصوري ومحمد آيت أوعلي، عقد للوقوف على طبيعة التحولات التي تعرفها منطقة الخليج، والتكيف معها، والاستعداد لها، خاصة أن «الأمر يتعلق بمنطقة ليس للمغرب معها علاقات عادية»، موضحا، في هذا الصدد، أنه كان من الطبيعي أن يحضر السفيران هذه الاجتماعات التي خصصت لبحث «هذه التحولات، ومدى تأثيرها على مواقف المغرب من هذه المنطقة».
* كاتب مغربي
abderrahman.elachari@gmail.com