يمكن القول بثقة عالية إنه لا يوجد في منطقتنا العربية وفي دول الإقليم ككل ما يمكن أن يندرج تحت عنوان «سياحة شهر العسل»، وحتى ما يتم الترويج له في بعض جزر المحيط الهندي والمحيط الأطلسي والكاريبي وشرق آسيا، هو في الحقيقة لا يعدو كونه برامج سياحية عامة تروج لجمال المكان والطقس والطبيعة لكل السياح ولا تخص فئة سياح شهر العسل، وهي الفئة التي يهمها البرنامج مثلما تحرص على الطقس والطبيعة ومستوى الخدمة.
المتزوجان بالتأكيد يبحثان عن رومانسية الأمكنة مثلما يتوقان لرومانسية الأزمنة، ويهيمان في سحر الطبيعة والهدوء والعزلة الثنائية الاختيارية، لكنهما نفسيا واجتماعيا أكثر حضورا وشعورا لممارسة أقصى درجات العشق والغرام والهيام. وهذا لا يعتمد كليا على العروسين دائما، فيتطلب الانتقال بهما من حالة عشق إلى حالة عشق أعلى ومن حالة عشق نفسية إلى حالة عشق اجتماعية، ومن حالة حب اللاشعورية إلى حالة شعورية، والتحول بهما من ثقافة العائلة (سابقا) إلى ثقافة الأسرة (حاليا)، وهذه يتطلب درجة عالية من برامج ومحطات إثراء المحتوى الرومانسي النفسي الاجتماعي للعروسين وبشكل لا يدع مجالا للملل والرتابة ويحول دون تسلل الروتين له.
هل ثقافتنا العربية غنية برومانسية الأمكنة ورومانسية الأزمنة؟ بصرف النظر عن كثير من ممارسات الإنسان المعاصر، يزخر (صندوق العرب الأسود) ديوان العرب الشعري عبر محطات ومراحل التاريخ العربي بأدب جم من رومانسية المكان والزمان والإنسان.
لقد حضرت الصحراء كثيرا في الشعر العربي رمزا ورمزية لرومانسية الأمكنة والأزمنة ومصدر إثراء للمحتوى الشعري الرومانسي، حتى الباحثون والرحالة الأجانب توقفوا عند سحر الصحراء والرمال العربية ورومانسية الليل والقمر الليالي في الثقافة العربية بوحي من رومانسية الأمكنة ورومانسية الأزمنة العربية الواقعية والمتخيلة.
أريد أن أصل إلى مقترحي بعد كل ما سبق، والمنبثق من عنوان المقال وهو إنني أقترح ومن منطلقٍ اقتصادي سياحي ثقافي، أن يتم العمل على إنتاج مشروع «سياحة شهر العسل» في الربع الخالي تحديدا، وذلك من خلال إعادة توظيف وإعادة إنتاج الصورة الذهنية الساحرة للربع الخالي والمتجذرة في الثقافة العربية وفي ذهنية الشرق والغرب.
إنني أدعو هيئة الترفيه وهيئة السياحة ووزارة الثقافة، في خضم كل هذه التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تعيشها المملكة وعبر ورشة التغيير السعودية، على تبني ودعم إيجاد هذا المشروع إلى حيز الوجود، خاصة أن الربع الخالي ليس خاليا كما يظن ربما البعض، بل إنه يزخر بالكثير من الوقائع والحقائق والأسرار من موارد طبيعية ومدن أثرية وحضارية ضاربة في التاريخ والبحيرات المائية الغنية بالمعادن، ناهيك عن الكثبان الرملية الشاهقة، بالإضافة إلى كميات المياه التي تتحدث عنها بعض الدراسات.
المشروع يحتاج إلى بنية تحتية تتسم بالإبداع تؤسس لمنتجعات تحفها وتتخللها الغابات وتتوسطها الفنادق والمضامير والمطار يحط به العرسان من المملكة وكافة الدول العربية وغير العربية، لإقامة شهر العسل وربما حفلات الزواج بنكهة وأبجدية رومانسية على أن يتم العمل على صناعة سياحة شهر العسل بوحي من الرومانسية العربية وإغناء محتواها وإثراء مضامينها ببرامج منوعة وملونة بشتى أنواع المحتوى وبكافة ألوان المضامين الرومانسية. وبطبيعة الحال المشروع بحاجة قبل ذلك إلى دراسات متعددة ومتعمقة.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
المتزوجان بالتأكيد يبحثان عن رومانسية الأمكنة مثلما يتوقان لرومانسية الأزمنة، ويهيمان في سحر الطبيعة والهدوء والعزلة الثنائية الاختيارية، لكنهما نفسيا واجتماعيا أكثر حضورا وشعورا لممارسة أقصى درجات العشق والغرام والهيام. وهذا لا يعتمد كليا على العروسين دائما، فيتطلب الانتقال بهما من حالة عشق إلى حالة عشق أعلى ومن حالة عشق نفسية إلى حالة عشق اجتماعية، ومن حالة حب اللاشعورية إلى حالة شعورية، والتحول بهما من ثقافة العائلة (سابقا) إلى ثقافة الأسرة (حاليا)، وهذه يتطلب درجة عالية من برامج ومحطات إثراء المحتوى الرومانسي النفسي الاجتماعي للعروسين وبشكل لا يدع مجالا للملل والرتابة ويحول دون تسلل الروتين له.
هل ثقافتنا العربية غنية برومانسية الأمكنة ورومانسية الأزمنة؟ بصرف النظر عن كثير من ممارسات الإنسان المعاصر، يزخر (صندوق العرب الأسود) ديوان العرب الشعري عبر محطات ومراحل التاريخ العربي بأدب جم من رومانسية المكان والزمان والإنسان.
لقد حضرت الصحراء كثيرا في الشعر العربي رمزا ورمزية لرومانسية الأمكنة والأزمنة ومصدر إثراء للمحتوى الشعري الرومانسي، حتى الباحثون والرحالة الأجانب توقفوا عند سحر الصحراء والرمال العربية ورومانسية الليل والقمر الليالي في الثقافة العربية بوحي من رومانسية الأمكنة ورومانسية الأزمنة العربية الواقعية والمتخيلة.
أريد أن أصل إلى مقترحي بعد كل ما سبق، والمنبثق من عنوان المقال وهو إنني أقترح ومن منطلقٍ اقتصادي سياحي ثقافي، أن يتم العمل على إنتاج مشروع «سياحة شهر العسل» في الربع الخالي تحديدا، وذلك من خلال إعادة توظيف وإعادة إنتاج الصورة الذهنية الساحرة للربع الخالي والمتجذرة في الثقافة العربية وفي ذهنية الشرق والغرب.
إنني أدعو هيئة الترفيه وهيئة السياحة ووزارة الثقافة، في خضم كل هذه التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تعيشها المملكة وعبر ورشة التغيير السعودية، على تبني ودعم إيجاد هذا المشروع إلى حيز الوجود، خاصة أن الربع الخالي ليس خاليا كما يظن ربما البعض، بل إنه يزخر بالكثير من الوقائع والحقائق والأسرار من موارد طبيعية ومدن أثرية وحضارية ضاربة في التاريخ والبحيرات المائية الغنية بالمعادن، ناهيك عن الكثبان الرملية الشاهقة، بالإضافة إلى كميات المياه التي تتحدث عنها بعض الدراسات.
المشروع يحتاج إلى بنية تحتية تتسم بالإبداع تؤسس لمنتجعات تحفها وتتخللها الغابات وتتوسطها الفنادق والمضامير والمطار يحط به العرسان من المملكة وكافة الدول العربية وغير العربية، لإقامة شهر العسل وربما حفلات الزواج بنكهة وأبجدية رومانسية على أن يتم العمل على صناعة سياحة شهر العسل بوحي من الرومانسية العربية وإغناء محتواها وإثراء مضامينها ببرامج منوعة وملونة بشتى أنواع المحتوى وبكافة ألوان المضامين الرومانسية. وبطبيعة الحال المشروع بحاجة قبل ذلك إلى دراسات متعددة ومتعمقة.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org