في كل فترة زمنية يعلو جنس أدبي على آخر، وهذا له أسبابه المتعددة الثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها، وعندما راجت مقولة «زمن الرواية» كان المقصود بها فترة ارتفاع عدد الإصدارات الروائية، واتجاه معظم الباحثين لدراسة ونقد وتحليل وتفكيك الروايات، وكانت هناك ظاهرة جديدة ملفتة وهي «سونامي الرواية النسائية»، ويقصدون بذلك كثرة ووفرة بل وغلبة المنتج الإبداعي الروائي النسائي على الإنتاج الروائي الرجالي مع تحفظي على هذا التقسيم !
في هذه المرحلة تراجع قليلا الشعر، وليس معنى هذا التراجع رداءة المنتج الشعري فأنا لا أقصد ذلك، إنما أقصد الوهج الذي كان يحدثه ديوان شعري صدر حديثاً اختفى ولم يعد الاحتفاء بالشعر مثل ما كان، وهذا ليس على مستوى الأدب السعودي وإنما امتد للأدب العربي والأدب العالمي.
والسباق الإبداعي والنقدي ما زال مستمراً بين الأجناس الأدبية ولا يشجع هذا السباق سوى المتلقي والجائزة ! بمعنى أن يكون هناك قارئ لما يُنتج وراع يشجع هذا النجاح وقد كان، أعني وقد كان للشعر، فالثقافة السعودية تعلم جيدا أن القوة الناعمة هي ذراع قوية وقوية جدا في محاربة أي فكر خارج عن منظومة أمننا وثقافتنا، فظهر الشعر فرس رهان أصيل ودعمته جوائز كبيرة، كبيرة في الشخصيات الداعمة لها كبيرة في مبالغها المالية.
عندما يقف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ويعلن عن جائزة تحمل اسم الشاعر الملهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله، فيتسابق عليها جميع الشعراء في عودة الروح للشعر العربي وفي سباق فني مبدع يعيد للشعر زمنه الذهبي لأن الشعر روح الأمة فمهما تقدمت المجتمعات إن لم يكن خلفها يدعمها ويقويها هوية خاصة بها ستذوب وتنتهي ! ولذلك كان الشعر وكان الاحتفاء به.
وعلى ناصية الحلم أيضاً تقف جائزة «شاعر عكاظ» تقاتل بكل جمال وإبداع تظللها شعرية عربية مذهلة وتاريخ عريق قل أن يجود الزمان بمثله، ولتحقق ريادة «زمن الشعر» في جائزة ملفتة هذه السنة بأن تكون عرضاً حياً أمام الجميع يذكرنا بالنابغة الذبياني وصحبه، وللتاريخ هذه الفكرة من أعمال اللجنة الإشرافية العليا العام الفائت وكان القرار أن تُنفذ هذه السنة وأجدها فرصة مناسبة لشكر هيئة السياحة والتراث الوطني على تنفيذها.
أزعم أني أسمع أسئلة كثيرة وتندرا أكثر في نفوس قراء هذا المقال على أن هذا كله هدر مالي على «الشعر» وأن هناك ما هو أهم ! ولن تكفيني المساحة الآن لمحاولة الإجابة وأعدكم في المقال القادم أن أكتب «لماذا الشعر» ؟!
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
في هذه المرحلة تراجع قليلا الشعر، وليس معنى هذا التراجع رداءة المنتج الشعري فأنا لا أقصد ذلك، إنما أقصد الوهج الذي كان يحدثه ديوان شعري صدر حديثاً اختفى ولم يعد الاحتفاء بالشعر مثل ما كان، وهذا ليس على مستوى الأدب السعودي وإنما امتد للأدب العربي والأدب العالمي.
والسباق الإبداعي والنقدي ما زال مستمراً بين الأجناس الأدبية ولا يشجع هذا السباق سوى المتلقي والجائزة ! بمعنى أن يكون هناك قارئ لما يُنتج وراع يشجع هذا النجاح وقد كان، أعني وقد كان للشعر، فالثقافة السعودية تعلم جيدا أن القوة الناعمة هي ذراع قوية وقوية جدا في محاربة أي فكر خارج عن منظومة أمننا وثقافتنا، فظهر الشعر فرس رهان أصيل ودعمته جوائز كبيرة، كبيرة في الشخصيات الداعمة لها كبيرة في مبالغها المالية.
عندما يقف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ويعلن عن جائزة تحمل اسم الشاعر الملهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله، فيتسابق عليها جميع الشعراء في عودة الروح للشعر العربي وفي سباق فني مبدع يعيد للشعر زمنه الذهبي لأن الشعر روح الأمة فمهما تقدمت المجتمعات إن لم يكن خلفها يدعمها ويقويها هوية خاصة بها ستذوب وتنتهي ! ولذلك كان الشعر وكان الاحتفاء به.
وعلى ناصية الحلم أيضاً تقف جائزة «شاعر عكاظ» تقاتل بكل جمال وإبداع تظللها شعرية عربية مذهلة وتاريخ عريق قل أن يجود الزمان بمثله، ولتحقق ريادة «زمن الشعر» في جائزة ملفتة هذه السنة بأن تكون عرضاً حياً أمام الجميع يذكرنا بالنابغة الذبياني وصحبه، وللتاريخ هذه الفكرة من أعمال اللجنة الإشرافية العليا العام الفائت وكان القرار أن تُنفذ هذه السنة وأجدها فرصة مناسبة لشكر هيئة السياحة والتراث الوطني على تنفيذها.
أزعم أني أسمع أسئلة كثيرة وتندرا أكثر في نفوس قراء هذا المقال على أن هذا كله هدر مالي على «الشعر» وأن هناك ما هو أهم ! ولن تكفيني المساحة الآن لمحاولة الإجابة وأعدكم في المقال القادم أن أكتب «لماذا الشعر» ؟!
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@