للبكش أبعاده وأشكاله وألوانه العجيبة، وللاتهامات بممارسته أوجهها الغريبة أيضاً. ولو بحثت في صفحات الإنترنت ستجد أكثر من 500 ألف موقع تدعي أن الهبوط على سطح القمر كان «فبركةً»، و«بكشاً في بكشٍ». يحتفل العالم خلال هذا الأسبوع بمرور 50 سنة على وصول الإنسان إلى القمر على متن أكبر صاروخ من خلال برنامج «أبولو» الأمريكي. ولو تأملت في تفاصيل الموضوع ستجد التالي: أول رحلة للبشر إلى القمر لم تكن في يوليو 1969، وإنما كانت في ديسمبر 1968 عندما وصل الرواد الأمريكيون «بورمان»، و«لوفل»، و«اندرز» إلى القمر في رحلة أبولو 8 ولكنهم لم يهبطوا. أخذوا 3 لفات حوله ثم عادوا إلى الأرض في أول رحلة تمهيدية للهبوط في العام التالي. ولمراعاة الدقة، فلم يصل إلى القمر على متن صاروخ. المركبات المستخدمة كانت كالتالي: صاروخ عملاق من 3 مراحل بارتفاع مبني البنك الأهلي في فرعه الرئيس بوسط جدة للانطلاق والوصول إلى الفضاء الخارجي، والدوران حول الأرض، وتم التخلص منه خلال الدقائق العشر الأولى من الرحلة. وعلى أعلى الصاروخ العملاق كانت هناك مركبة تحكم أساسية صغيرة بطول السيارة «الكورولا» تقريباً، وتحتها مركبة أسطوانية بطول باص النقل الجماعي تقريباً لتوفير الطاقة الكهربائية، والمياه، والامدادات. وتحتها مركبة ثالثة بطول سيارة «الكامري» للهبوط على سطح القمر، ومركبة رابعة مثبتة فوقها بطول االسيارة الهونداي «الينترا» للإقلاع من سطح القمر، ومركبة خامسة بطول سيارة «الميني كوبر» تقريباً للتجول على سطح القمر. وأما عدد رحلات «أبولو» الى القمر فكانت ثماني، نجحت منها سبع رحلات، وهبط على سطح القمر درزن رائد فضاء أولهم في 20 يوليو 1969 وآخرهم في 7 ديسمبر 1972.
والآن ندخل في ادعاءات البكش القمري. أولاً: يقال كيف رفرف العلم الأمريكي على سطح القمر في انعدام وجود أي هواء؟ والرد على ذلك أن العلم لم يرفرف. ولنبدأ بالإشارة إلى علم غريب اسمه Vexillology على وزن (دهان) فكس لو له جاي، وهذا هو علم الأعلام. وطبعاً لها أصول، ورموز، وأسس تاريخية وسياسية. وفي أول رحلة إلى القمر تمت الاستعانة بالمختصين في هذا المجال لتصميم العلم الأمريكي الذي كان سيوضع على سطح القمر. وللعلم فهناك أمور سياسية متعلقة بالاتفاقيات الدولية، وأمور فنية لحمل صاري العلم على المركبة، وغرزه في تربة الفضاء، وإظهار العلم ليعلن عن الإنجاز، وتحريكه في الفراغ البيئي على سطح القمر ليظهر وكأنه يرفرف. وتمت دراسة الموضوع من كافة جوانبه، ونجح الرواد في نصب العلم، وإظهاره وكأنه يرفرف. والطريف هنا أنه عندما أقلعت المركبة بعد انتهاء المهمة....طاح العلم بسبب انبعاثات الغازات منها...مو بكش.. ولكن خيبة.
ثانياً: يقال كيف نفسر انعدام وجود النجوم في جميع الصور على سطح القمر في عز الليل؟ والتعليل هنا هو أن السماء دائماً سوداء «كحل» من سطح القمر حتى في عز النهار، والسبب هو عدم وجود غاز النيتروجين في بيئة القمر وهو ما يسبب «البعثرة» الضوئية في الغلاف الجوي الأرضي بمشيئة الله، وهي من أسباب وجود اللون الأزرق للسماء أثناء النهار على كوكبنا. وعند التقاط الصور يتم تغيير فتحة عدسة الكاميرا حسب مقدار الضوء، وقد تم التقاط الصور أثناء النهار بالرغم من سواد السماء، وكان مستوى الضوء عالياً، وبالتالي فكانت فتحة العدسة صغيرة جداً لدرجة أنها لم تسمح بالتقاط نور النجوم في سماء القمر.
ثالثاً: يقال إنه بسبب الإشعاعات حول الأرض كان المفروض أن يتحول الرواد الى «كباب ميرو» أو ما يشببه، والأجهزة مفروض أن تتحول إلى ما يشبه «الكروبّو» المستوي جداً. وللعلم، فهناك أطواق من الإشعاعات تحيط بالأرض وتسمى بأحزمة «فان آلان» نسبة إلى مكتشف الظاهرة عام 1947. وسببها هو الجزيئات الصادرة من الشمس والتي تتجمع حول الأرض بفعل الحقل المغناطيسي. وهذه الإلكترونات والبروتونات تبدأ من على ارتفاع 600 كيلومتر إلى حوالى 60 ألف كيلومتر. وقد راعت وكالة الفضاء «ناسا» مسار المركبة لتلامس حافة الأحزمة بسرعة بدلاً من البقاء بداخلها.
رابعاً: الصور الحية لحركة رواد الفضاء كانت بالسرعة البطيئة بسبب قوة الجاذبية على سطح القمر، والتي تعادل سدس الجاذبية على سطح الأرض. وإن كانت خدعة، فكان لا بد من إيجاد فلم يتم تصويره بسرعة عالية جداً، ثم عرضه بسرعة بطيئة. ولكن هذا من شبه المستحيلات لأن أطوال المقاطع على القمر كانت مئات الساعات. ويتطلب ذلك كميات هائلة من الأفلام تصل إلى ما يفوق حجم مئات باصات النقل الجماعي المذكور أعلاه. وباختصار، فلم تكن تقنيات التصوير بالأفلام أو الفيديو الموجودة آنذاك تسمح بالخداع البصري الدقيق.
أمنيـــة:
هناك المزيد من الاتهامات، والمزيد من التحليلات العلمية للرد عليها، أتمنى أن ندرك أن الهبوط على سطح القمر كان ولا يزال من الإنجازات الهندسية المذهلة التي تفوق الخيال؛ ولذا فمن الطبيعي جدّاً ألا يصدقها العديد من البشر. والإجابة على عنوان المقال هي «لا» حسب الأدلة المتوفرة، والله أعلم بالتفاصيل،
وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي
والآن ندخل في ادعاءات البكش القمري. أولاً: يقال كيف رفرف العلم الأمريكي على سطح القمر في انعدام وجود أي هواء؟ والرد على ذلك أن العلم لم يرفرف. ولنبدأ بالإشارة إلى علم غريب اسمه Vexillology على وزن (دهان) فكس لو له جاي، وهذا هو علم الأعلام. وطبعاً لها أصول، ورموز، وأسس تاريخية وسياسية. وفي أول رحلة إلى القمر تمت الاستعانة بالمختصين في هذا المجال لتصميم العلم الأمريكي الذي كان سيوضع على سطح القمر. وللعلم فهناك أمور سياسية متعلقة بالاتفاقيات الدولية، وأمور فنية لحمل صاري العلم على المركبة، وغرزه في تربة الفضاء، وإظهار العلم ليعلن عن الإنجاز، وتحريكه في الفراغ البيئي على سطح القمر ليظهر وكأنه يرفرف. وتمت دراسة الموضوع من كافة جوانبه، ونجح الرواد في نصب العلم، وإظهاره وكأنه يرفرف. والطريف هنا أنه عندما أقلعت المركبة بعد انتهاء المهمة....طاح العلم بسبب انبعاثات الغازات منها...مو بكش.. ولكن خيبة.
ثانياً: يقال كيف نفسر انعدام وجود النجوم في جميع الصور على سطح القمر في عز الليل؟ والتعليل هنا هو أن السماء دائماً سوداء «كحل» من سطح القمر حتى في عز النهار، والسبب هو عدم وجود غاز النيتروجين في بيئة القمر وهو ما يسبب «البعثرة» الضوئية في الغلاف الجوي الأرضي بمشيئة الله، وهي من أسباب وجود اللون الأزرق للسماء أثناء النهار على كوكبنا. وعند التقاط الصور يتم تغيير فتحة عدسة الكاميرا حسب مقدار الضوء، وقد تم التقاط الصور أثناء النهار بالرغم من سواد السماء، وكان مستوى الضوء عالياً، وبالتالي فكانت فتحة العدسة صغيرة جداً لدرجة أنها لم تسمح بالتقاط نور النجوم في سماء القمر.
ثالثاً: يقال إنه بسبب الإشعاعات حول الأرض كان المفروض أن يتحول الرواد الى «كباب ميرو» أو ما يشببه، والأجهزة مفروض أن تتحول إلى ما يشبه «الكروبّو» المستوي جداً. وللعلم، فهناك أطواق من الإشعاعات تحيط بالأرض وتسمى بأحزمة «فان آلان» نسبة إلى مكتشف الظاهرة عام 1947. وسببها هو الجزيئات الصادرة من الشمس والتي تتجمع حول الأرض بفعل الحقل المغناطيسي. وهذه الإلكترونات والبروتونات تبدأ من على ارتفاع 600 كيلومتر إلى حوالى 60 ألف كيلومتر. وقد راعت وكالة الفضاء «ناسا» مسار المركبة لتلامس حافة الأحزمة بسرعة بدلاً من البقاء بداخلها.
رابعاً: الصور الحية لحركة رواد الفضاء كانت بالسرعة البطيئة بسبب قوة الجاذبية على سطح القمر، والتي تعادل سدس الجاذبية على سطح الأرض. وإن كانت خدعة، فكان لا بد من إيجاد فلم يتم تصويره بسرعة عالية جداً، ثم عرضه بسرعة بطيئة. ولكن هذا من شبه المستحيلات لأن أطوال المقاطع على القمر كانت مئات الساعات. ويتطلب ذلك كميات هائلة من الأفلام تصل إلى ما يفوق حجم مئات باصات النقل الجماعي المذكور أعلاه. وباختصار، فلم تكن تقنيات التصوير بالأفلام أو الفيديو الموجودة آنذاك تسمح بالخداع البصري الدقيق.
أمنيـــة:
هناك المزيد من الاتهامات، والمزيد من التحليلات العلمية للرد عليها، أتمنى أن ندرك أن الهبوط على سطح القمر كان ولا يزال من الإنجازات الهندسية المذهلة التي تفوق الخيال؛ ولذا فمن الطبيعي جدّاً ألا يصدقها العديد من البشر. والإجابة على عنوان المقال هي «لا» حسب الأدلة المتوفرة، والله أعلم بالتفاصيل،
وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي