زوهال أولجاي أو «زحل» كما يطيب للصحافة العربية تسميتها مغنية وممثلة مسرحية ستينية من تركيا، وُلدت لأسرة فقيرة في إسطنبول عام 1957م إذ كان والدها جواد اشناتش يعمل حلاقاً للرجال ليجمع في نهاية كل يوم بضع ليرات يسد بها جوع أفراد أسرته.
في طفولتها حلمت زوهال بأن تصبح فنانة يشار إليها بالبنان وقد عملت منذ ذلك الحين بجد لتحقيق حلمها، فالتحقت بداية سبعينات القرن الماضي بالمعهد الموسيقي للدولة، وعندما أنهت دراستها أعطاها الحظ ظهره ولم تجد فرصة مناسبة لتقديم نفسها كفنانة في بلادها فحملت ابنة الحلاق الفقير شهادتها بين يديها وحلمها بين أضلعها النحيلة مغادرةً إلى العاصمة البريطانية لندن لإكمال دراستها وهناك تزوجت وأنجبت طفلها الأول، لتعود إلى بلادها بعد سنوات وتتوجه في صبيحة يوم ماطر إلى مبنى التلفزيون علها تضع قدمها على أول درجة من درجات سلم الفن، ولم تكد تصدق نفسها حينما ابتسم لها الحظ وتمكنت من لعب أدوار تمثيلية في المسرح الوطني والتلفزيون اعتباراً من عام 1983م.
استمرت زوهال في صعود سلم الفن درجة درجة كبقية أبناء الفقراء في العالم الثالث، بينما يهبط أبناء الأغنياء بالبراشوت بسهولة على أعلى درجات السلم.
لم تيأس ابنة الحلاق من طول وعناء المسافة إذ عملت في رحلتها الطويلة كمغنية على المسارح حتى ذاع صيتها كفنانة شعبية محبوبة وحصدت عشرات الجوائز في مجالي التمثيل والغناء، منها جائزة أفضل ممثلة عن فيلم شيردى في المهرجان الذهبى بألمانيا عام 1989م وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان إسطنبول السينمائي عام 2002م، وجائزة أفضل ممثلة مسرحية ضمن جوائز مسرح عفيفة عام 2003م.
وفي عام 2016م قبل أن تدخل زوهال عامها الستين محاطة بالجوائز والنجاحات استيقظت من نومها على اتصال مفزع يبلغها بأن الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان قرر أن يسجنها لمدة 4 سنوات متهماً إياها بأنها أهانته في إحدى أغانيها.
حاولت زوهال أن تستوعب الصدمة وهي غير قادرة على تصديق أن رئيس بلادها شخصيا قام بتصنيفها كعدو له وقرر مصادرة حريتها ودفن نجاحاتها وأحلامها في سجن مظلم، ولوهلة تصورت أن الاتصال مجرد مزحة لكن سرعان ما انهارت هذه الشكوك عندما امتدت يدها إلى صحيفة حريت التركية وقرأت فيها عنواناً رئيسياً يؤكد صحة ما جاء في الاتصال المفزع.
ومنذ ذلك العام عاشت زوهال دوامة طويلة من المحاكمات حتى صدر يوم أمس 20 يوليو 2019 حكم نهائي من محكمة الاستئناف التركية بتأييد سجنها بتهمة إهانة الرئيس غنائياً، وهو ما يتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان في العالم، والمؤسف حقاً أن منظمات حقوق الإنسان الدولية لم تصدر حتى الآن أي بيان يدين هذا الحكم أو يطالب بمنح هذه الفنانة الستينية الكبيرة فرصة لتموت على فراشها لا بلاط السجن بتهمة «الغناء».
* كاتب سعودي
في طفولتها حلمت زوهال بأن تصبح فنانة يشار إليها بالبنان وقد عملت منذ ذلك الحين بجد لتحقيق حلمها، فالتحقت بداية سبعينات القرن الماضي بالمعهد الموسيقي للدولة، وعندما أنهت دراستها أعطاها الحظ ظهره ولم تجد فرصة مناسبة لتقديم نفسها كفنانة في بلادها فحملت ابنة الحلاق الفقير شهادتها بين يديها وحلمها بين أضلعها النحيلة مغادرةً إلى العاصمة البريطانية لندن لإكمال دراستها وهناك تزوجت وأنجبت طفلها الأول، لتعود إلى بلادها بعد سنوات وتتوجه في صبيحة يوم ماطر إلى مبنى التلفزيون علها تضع قدمها على أول درجة من درجات سلم الفن، ولم تكد تصدق نفسها حينما ابتسم لها الحظ وتمكنت من لعب أدوار تمثيلية في المسرح الوطني والتلفزيون اعتباراً من عام 1983م.
استمرت زوهال في صعود سلم الفن درجة درجة كبقية أبناء الفقراء في العالم الثالث، بينما يهبط أبناء الأغنياء بالبراشوت بسهولة على أعلى درجات السلم.
لم تيأس ابنة الحلاق من طول وعناء المسافة إذ عملت في رحلتها الطويلة كمغنية على المسارح حتى ذاع صيتها كفنانة شعبية محبوبة وحصدت عشرات الجوائز في مجالي التمثيل والغناء، منها جائزة أفضل ممثلة عن فيلم شيردى في المهرجان الذهبى بألمانيا عام 1989م وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان إسطنبول السينمائي عام 2002م، وجائزة أفضل ممثلة مسرحية ضمن جوائز مسرح عفيفة عام 2003م.
وفي عام 2016م قبل أن تدخل زوهال عامها الستين محاطة بالجوائز والنجاحات استيقظت من نومها على اتصال مفزع يبلغها بأن الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان قرر أن يسجنها لمدة 4 سنوات متهماً إياها بأنها أهانته في إحدى أغانيها.
حاولت زوهال أن تستوعب الصدمة وهي غير قادرة على تصديق أن رئيس بلادها شخصيا قام بتصنيفها كعدو له وقرر مصادرة حريتها ودفن نجاحاتها وأحلامها في سجن مظلم، ولوهلة تصورت أن الاتصال مجرد مزحة لكن سرعان ما انهارت هذه الشكوك عندما امتدت يدها إلى صحيفة حريت التركية وقرأت فيها عنواناً رئيسياً يؤكد صحة ما جاء في الاتصال المفزع.
ومنذ ذلك العام عاشت زوهال دوامة طويلة من المحاكمات حتى صدر يوم أمس 20 يوليو 2019 حكم نهائي من محكمة الاستئناف التركية بتأييد سجنها بتهمة إهانة الرئيس غنائياً، وهو ما يتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان في العالم، والمؤسف حقاً أن منظمات حقوق الإنسان الدولية لم تصدر حتى الآن أي بيان يدين هذا الحكم أو يطالب بمنح هذه الفنانة الستينية الكبيرة فرصة لتموت على فراشها لا بلاط السجن بتهمة «الغناء».
* كاتب سعودي