جلس كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو على كومة هائلة من الوثائق المرعبة التي تمكنا من جمعها حول الجزيرة التي تقبع شرق سلوى، لم يواجه الصحفيان الفرنسيان أية صعوبة في تصنيف تلك الوثائق في كتاب «قطر، أسرار الخزينة»، لكنهما، واجها صعوبة بالغة في فهم شخصية حصلت على ألقاب كثيرة، منها: «السمسار، خطابة الخليج، عراب الفوضى، ياغو بن جاسم الإرهابي، إلخ»، وكذلك واجها صعوبة كبرى بفهم علاقة ياغو بن جاسم مع أم المدلل، الملقبة سراً في بلاط القصر بـ«العصلا»!
اختصاراً، كتبا في مقدمة الكتاب عن الدويلة الهشة أنها «قزمة تتمتع بشهية الغيلان»، فالأموال التي تفوق ألف مليار دولار، التي أنفقت لتغذية الصراعات في مصر وفلسطين وسورية وليبيا والسودان والصومال وغيرها، كانت لتوسعة تلك الجزيرة، وكما قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، لتصبح «قناة»!
المدلل، ابن العصلا، الذي لم يحصل على احترام أحد، حتى أقرب حلفائه من العثمانيين والفرس، واجه أيضاً صعوبة بالغة في التعامل مع ياغو الإرهابي، خطابة الخليج، كانت العصلا، قد اختارت له معلماً يعلمه حكاية عطيل التي كتبها شكسبير، وكيف غدر به مساعده ياغو بنسج المؤامرات وبث الفتن، كانت تريد أن تسحق ياغو بأية وسيلة، وتزيحه عن طريق ولدها، لكن ياغو الماكر، المتهم بقضايا عالمية كثيرة، أقلّها رشوة في بنك باركليز، تمكن من إقناع المعلم القرضاوي، بأن يعلم الشيخ المدلل، الحكايات بطريقة معكوسة، أي أن يصبح ياغو بطلاً، وعطيلاً مجرماً، وهذا ما حدث!
قال الكاتبان: إن المدلل اضطر لاحقاً أن يبني سلطته داخل سلطة ياغو الإرهابي، قالا حرفيا: تكوين سلطته فى قلب سلطة بن جاسم، وكأنه يسعى لتشكيل (حكومة ظل) أو مجلس وزراء تابع له فى مواجهة خصمه بن جاسم، كما فعل أبوه حمد عندما كان فى مثل عمره تقريباً، لينتزع منه على الأقل الصفقات الكبرى كصفقات السلاح، فأقنعت العصلا زوجها حمد أن يأخذ ياغو على متن يخته الخاص إلى جزيرة «مايوركا» فى إسبانيا ثم إلى «كوت دازور»، وإشغاله في باريس، حيث تقع شقته في حي ريفولي، بقيادة الموتوسيكلات وارتياد المطاعم الصغيرة التى لا يعرفها العرب، لكن ياغو الماكر أدرك المكيدة، فترك حمد في باريس وعاد إلى مكتبه الخاص في شرق سلوى، للتآمر، وتجنيد مرتزقة الإعلام والإخوان، وإتمام صفقات المال والأعمال والسلاح.
جُنّت العصلا، كان ياغو قد قرر رصد تحركاتها وانتقاد ومعارضة مشاريعها لنفسها ولولدها وابنتها هند. كان مكتبه الخاص، فى الديوان الأميري، يقع فى نفس الطابق الذي يضم مكتب هند، فجعل ليلهم نهاراً، يصارعهم على كل كعكة يحاولون التهامها، وحين يواجهه المدلل أو أمه، يهددهم بعلاقاته مع إسرائيل وإيران، فيتراجعون قسراً، وتبقى هند لوحدها تقارعه بعلاقاتها المتينة مع الأمريكان وحماس وغيرها.
أما الجوعان، شقيق هند، فكان منافقاً من طراز رفيع، فمع أنه يكره ياغو كرهاً شديداً، ويحقد عليه، إلا أنه يضطر أحيانا كثيرة إلى مسايرته في الأعمال والصفقات المشبوهة، فحين اقترحت العصلا شراء صالة المزادات الشهيرة «كريستى»، وكانت رغبتها فى وجود شارع للموضة فى عاصمة الجزيرة الصغيرة، تدخل ياغو بن جاسم لعرقلتها، والمثير أن جوعان قد أيّد رأي ياغو، وقال إن ذلك سيجلب للعائلة المساءلات من شعب شرق سلوى.
ياغو بن جاسم، لن ينسى تلك اللحظات، حين كان يستجم على البحر في إسرائيل، برفقة زوجته السرية من أصول يهودية، وعلم أن العصلا قد حجرت على ممتلكاته وقررت منعه من دخول الجزيرة، فاضطر أن يستجدي أصدقاءه لثنيها عن قراراتها، ووافقت شريطة مشاركته بحصة من أرباح أعماله وصفقاته؛ لذلك حين عاد رمى بالعهد عرض الحائط، وتمكن مع جواسيسه وعسسه، من العودة والجلوس في حلقها، مرة أخرى.
* روائية وباحثة سياسية
اختصاراً، كتبا في مقدمة الكتاب عن الدويلة الهشة أنها «قزمة تتمتع بشهية الغيلان»، فالأموال التي تفوق ألف مليار دولار، التي أنفقت لتغذية الصراعات في مصر وفلسطين وسورية وليبيا والسودان والصومال وغيرها، كانت لتوسعة تلك الجزيرة، وكما قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، لتصبح «قناة»!
المدلل، ابن العصلا، الذي لم يحصل على احترام أحد، حتى أقرب حلفائه من العثمانيين والفرس، واجه أيضاً صعوبة بالغة في التعامل مع ياغو الإرهابي، خطابة الخليج، كانت العصلا، قد اختارت له معلماً يعلمه حكاية عطيل التي كتبها شكسبير، وكيف غدر به مساعده ياغو بنسج المؤامرات وبث الفتن، كانت تريد أن تسحق ياغو بأية وسيلة، وتزيحه عن طريق ولدها، لكن ياغو الماكر، المتهم بقضايا عالمية كثيرة، أقلّها رشوة في بنك باركليز، تمكن من إقناع المعلم القرضاوي، بأن يعلم الشيخ المدلل، الحكايات بطريقة معكوسة، أي أن يصبح ياغو بطلاً، وعطيلاً مجرماً، وهذا ما حدث!
قال الكاتبان: إن المدلل اضطر لاحقاً أن يبني سلطته داخل سلطة ياغو الإرهابي، قالا حرفيا: تكوين سلطته فى قلب سلطة بن جاسم، وكأنه يسعى لتشكيل (حكومة ظل) أو مجلس وزراء تابع له فى مواجهة خصمه بن جاسم، كما فعل أبوه حمد عندما كان فى مثل عمره تقريباً، لينتزع منه على الأقل الصفقات الكبرى كصفقات السلاح، فأقنعت العصلا زوجها حمد أن يأخذ ياغو على متن يخته الخاص إلى جزيرة «مايوركا» فى إسبانيا ثم إلى «كوت دازور»، وإشغاله في باريس، حيث تقع شقته في حي ريفولي، بقيادة الموتوسيكلات وارتياد المطاعم الصغيرة التى لا يعرفها العرب، لكن ياغو الماكر أدرك المكيدة، فترك حمد في باريس وعاد إلى مكتبه الخاص في شرق سلوى، للتآمر، وتجنيد مرتزقة الإعلام والإخوان، وإتمام صفقات المال والأعمال والسلاح.
جُنّت العصلا، كان ياغو قد قرر رصد تحركاتها وانتقاد ومعارضة مشاريعها لنفسها ولولدها وابنتها هند. كان مكتبه الخاص، فى الديوان الأميري، يقع فى نفس الطابق الذي يضم مكتب هند، فجعل ليلهم نهاراً، يصارعهم على كل كعكة يحاولون التهامها، وحين يواجهه المدلل أو أمه، يهددهم بعلاقاته مع إسرائيل وإيران، فيتراجعون قسراً، وتبقى هند لوحدها تقارعه بعلاقاتها المتينة مع الأمريكان وحماس وغيرها.
أما الجوعان، شقيق هند، فكان منافقاً من طراز رفيع، فمع أنه يكره ياغو كرهاً شديداً، ويحقد عليه، إلا أنه يضطر أحيانا كثيرة إلى مسايرته في الأعمال والصفقات المشبوهة، فحين اقترحت العصلا شراء صالة المزادات الشهيرة «كريستى»، وكانت رغبتها فى وجود شارع للموضة فى عاصمة الجزيرة الصغيرة، تدخل ياغو بن جاسم لعرقلتها، والمثير أن جوعان قد أيّد رأي ياغو، وقال إن ذلك سيجلب للعائلة المساءلات من شعب شرق سلوى.
ياغو بن جاسم، لن ينسى تلك اللحظات، حين كان يستجم على البحر في إسرائيل، برفقة زوجته السرية من أصول يهودية، وعلم أن العصلا قد حجرت على ممتلكاته وقررت منعه من دخول الجزيرة، فاضطر أن يستجدي أصدقاءه لثنيها عن قراراتها، ووافقت شريطة مشاركته بحصة من أرباح أعماله وصفقاته؛ لذلك حين عاد رمى بالعهد عرض الحائط، وتمكن مع جواسيسه وعسسه، من العودة والجلوس في حلقها، مرة أخرى.
* روائية وباحثة سياسية