«ومكايد السفهاء واقعة بهم وعداوة الشعراء بئس المقتنى»، هكذا يصف المتنبي فكرة المكائد ومصيرهم، بالمقابل تجد جمهورا متعطشا لرؤية هذه المقالب، بالمصادفة وبالتزامن مع عودتي الصيفية لأرض الوطن تابعت المقاطع المقترحة في تطبيقات اليوتيوب والسناب شات، وذهلت من الانفلات الأخلاقي والتشويش الأمني الذي لا أعلم هل وزارة الداخلية على علم ومرأى مما يبث؟ فأحد البرامج المليونية المشاهدة بث مقطعا لمقلب شبابي لمجموعة تقوم بأخذ شاب للصحراء وضربه وتصويره أمام جمهور من المراهقين، بجانب عدد من البرامج التي تتناول ألفاظا إباحية ومبتذلة.
الحقيقة أنني ذهلت وشعرت بالقلق من هذه المحتويات، التي مزاحها جد وما ترسخ في عقول المتابعين وكأننا نعيش في انفلات أمني! وهذا تشويه متعمد لجهود وزارة الداخلية لا نقبله وعبث بهيبة القوانين، فصانع المحتوى عليه أن يعي نقطتين أساسيتين حينما يصنع محتواه، الأولى: كيف سيقرأ الشارع الداخلي ويتأثر ويتفاعل مع العمل؟ وكيف سيمس أجهزة الدولة؟، والثانية وهي الأخطر: كيف سيستخدم العالم الخارجي وأعداء هذا الوطن هذا المحتوى الهابط؟، وهذه النقطة الثانية تستحق تعيين محامين متفرغين لمقاضاة هؤلاء الفارغين، الذين لا حجة لهم بتقديم هذه المقالب التي لا تبث سوى السموم والآفات.
في تغريدة للنيابة العامة تناولت بالتفصيل العقوبات المترتبة على صناعة المحتوى الإباحي، وهو أمر مهم، فأنت ترى في تويتر بالتحديد يوزرات إباحية تحمل أجندة خبيثة، وتبث فكرا ملوثا، أحدهم في الشهر الماضي قام ببث مقاطع إباحية لأطفال وكان عدد المشاهدات مرعبا والتفاعل وكأنه أمر طبيعي! مرعب أكثر، لا أعلم ما مصير هؤلاء، ولا أفهم لماذا صمت رجال الدين الخمسين عاما الماضية عن خطورة التحرش بالأطفال؟، بشكل مباشر سأطرح هذا السؤال «متى سنتخلص من متلازمة الإنكار؟ ونواجه مشكلاتنا؟».
إن إنكار وجود انحرافات أخلاقية لدى فئة معينة خاصة من الشباب لن يعالج هذا الخلل، بل مع السنوات القادمة مهم أن ندرس سلوك الجريمة بشكل أكثر واقعية، وأن نخرج من قوقعة «حسن النوايا» وشماعة «الوازع الديني»، النوايا والوازع يختفيان أمام الرغبات البشرية التي تحول من تتحكم به إلى وحش كاسر طالما لم يرتدع بالقانون، بالختام أرجو من وزارة الداخلية مشكورة مراقبة هذا المحتوى الذي يمس الصورة الأمنية ويعكس رسائل لا أخلاقية لا تليق بهذا الوطن العظيم.
* كاتبة سعودية
الحقيقة أنني ذهلت وشعرت بالقلق من هذه المحتويات، التي مزاحها جد وما ترسخ في عقول المتابعين وكأننا نعيش في انفلات أمني! وهذا تشويه متعمد لجهود وزارة الداخلية لا نقبله وعبث بهيبة القوانين، فصانع المحتوى عليه أن يعي نقطتين أساسيتين حينما يصنع محتواه، الأولى: كيف سيقرأ الشارع الداخلي ويتأثر ويتفاعل مع العمل؟ وكيف سيمس أجهزة الدولة؟، والثانية وهي الأخطر: كيف سيستخدم العالم الخارجي وأعداء هذا الوطن هذا المحتوى الهابط؟، وهذه النقطة الثانية تستحق تعيين محامين متفرغين لمقاضاة هؤلاء الفارغين، الذين لا حجة لهم بتقديم هذه المقالب التي لا تبث سوى السموم والآفات.
في تغريدة للنيابة العامة تناولت بالتفصيل العقوبات المترتبة على صناعة المحتوى الإباحي، وهو أمر مهم، فأنت ترى في تويتر بالتحديد يوزرات إباحية تحمل أجندة خبيثة، وتبث فكرا ملوثا، أحدهم في الشهر الماضي قام ببث مقاطع إباحية لأطفال وكان عدد المشاهدات مرعبا والتفاعل وكأنه أمر طبيعي! مرعب أكثر، لا أعلم ما مصير هؤلاء، ولا أفهم لماذا صمت رجال الدين الخمسين عاما الماضية عن خطورة التحرش بالأطفال؟، بشكل مباشر سأطرح هذا السؤال «متى سنتخلص من متلازمة الإنكار؟ ونواجه مشكلاتنا؟».
إن إنكار وجود انحرافات أخلاقية لدى فئة معينة خاصة من الشباب لن يعالج هذا الخلل، بل مع السنوات القادمة مهم أن ندرس سلوك الجريمة بشكل أكثر واقعية، وأن نخرج من قوقعة «حسن النوايا» وشماعة «الوازع الديني»، النوايا والوازع يختفيان أمام الرغبات البشرية التي تحول من تتحكم به إلى وحش كاسر طالما لم يرتدع بالقانون، بالختام أرجو من وزارة الداخلية مشكورة مراقبة هذا المحتوى الذي يمس الصورة الأمنية ويعكس رسائل لا أخلاقية لا تليق بهذا الوطن العظيم.
* كاتبة سعودية