قاعدة معرفة العدو هي سر النجاح الذي يُمكن من صد العدو والعدوان، أو يُخفف من وقع الضرر المُترتب عليه. وإيران الملالي رغم كل الأزمات التي مرت بها نجدها في النهاية تُحقق كثيراً من الأهداف التي سعت إليها، وظلت تعمل عليها كسجادة إيرانية مُحكمة الصنع.
وقد أوضحت في مقالين سابقين كيف استغلت إيران الملالي «فكرة المظلومية» في العراق واليمن وسوريا ولبنان لكي تمد نفوذها إليها. وفي مقال آخر، عنوانه «إيران وعقيدة السجاد» أوضحت كيف تأخذ إيران الوقت الكافي لتحقق أهدافها ومآربها.
كما سبق أن أشرت إلى أن إيران ليس لديها صديق، فكل من هادنها وتصالح معها ليس بمأمن من شرها.
إن الأحداث التي تدور اليوم تثبت للعالم كيف أن كل حسابات إيران الملالي تتمحور وتنصب لصالحها بدون الأخذ في الاعتبار مصالح جيرانها الذين يطلون على الخليج. وبدون الأخذ في الاعتبار سلامة وأمن واستقرار الممرات البحرية الخاضعة للقانون الدولي، حيث يُعتبر مضيق هرمز في نظر القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، وذلك يعني كفالة حرية الملاحة فيه لكل السفن.
وقد نصت الاتفاقية الدولية لقانون البحار في المادة (38) على التالي: «تتمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية».
ونجد أن إيران في مؤتمر جنيف (1958ـ 1960) طالبت بحقها في الإشراف على مضيق هرمز. وكذلك في مؤتمر (1980) ومؤتمر (1982) إلا أن طلبها رُفض في كل مرة من قِبل الدول المُشاركة.
اليوم نجد أن إيران تحاول من جديد استخدام مضيق هرمز للتحكم في تصدير البترول، وفي كافة حركة الملاحة في الخليج، وتجعل منه جزءاً من المشكلة، وتخلط الأوراق حتى لا يُصبح الموضوع محصوراً في الشروط الأمريكية التي وضعتها على إيران.
لقد أظهرت إيران الملالي دراية كاملة بكافة الملفات، وأنها تعي ما تقوم به بالرغم من خطورته. كما أظهرت هذه المشكلة كيف أن إيران لا تُراعي مصالح أصدقائها المحليين أو العالميين. وأنها نجحت في خلط الأوراق وإظهار أن أمريكا هي السبب في ما يحدث من تصعيد ومشاكل، وفي محاولة لخطف الأنظار عن اعتداءاتها المتكررة وما يشكله وكلاء إيران في اليمن من تهديد حقيقي للسعودية وللملاحة البحرية في مضيق باب المندب.
إن الخطر الإيراني لا يتوقف عند مضيق هرمز، بل يمتد حتى مضيق باب المندب، لذا يجب أن تشترك دول المنطقة والعالم بأسره في مواجهته. ويجب أن لا يقتصر التحرك على الجانب الأمني وسلامة الملاحة بل يجب أن يشمل كافة سلوكيات النظام الإيراني المزعزع للأمن والسلم الدوليين، فإيران كانت وما زالت مصدر القلاقل والفتن في عالمنا.
إيران الملالي عدو خطير على كل الأصعده الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعلاقات الدولية، ويجب أن نكون جاهزين لها وعدم تركها تحرق بيوت غيرها، فسياستها لا تراعي مصلحة أحد غيرها، وإيران الملالي ليس لها صديق.
من أجل ذلك يجب بناء مراكز بحوث ودراسات، وأن تقوم الجامعات بتخصيص أقسام خاصة بكل هذه الجوانب الفكرية والاقتصادية لدراسة العدو الإيراني. وكذلك يجب التواصل مع الشعوب الإيرانية وبناء الجسور معها، ومع كافة الدول التي تعتمد عليها إيران، وعدم تركها تتفرد بحركة مريحة على أي جانب وعلى جميع الأصعدة.
* مستشار قانوني وكاتب سعودي
وقد أوضحت في مقالين سابقين كيف استغلت إيران الملالي «فكرة المظلومية» في العراق واليمن وسوريا ولبنان لكي تمد نفوذها إليها. وفي مقال آخر، عنوانه «إيران وعقيدة السجاد» أوضحت كيف تأخذ إيران الوقت الكافي لتحقق أهدافها ومآربها.
كما سبق أن أشرت إلى أن إيران ليس لديها صديق، فكل من هادنها وتصالح معها ليس بمأمن من شرها.
إن الأحداث التي تدور اليوم تثبت للعالم كيف أن كل حسابات إيران الملالي تتمحور وتنصب لصالحها بدون الأخذ في الاعتبار مصالح جيرانها الذين يطلون على الخليج. وبدون الأخذ في الاعتبار سلامة وأمن واستقرار الممرات البحرية الخاضعة للقانون الدولي، حيث يُعتبر مضيق هرمز في نظر القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، وذلك يعني كفالة حرية الملاحة فيه لكل السفن.
وقد نصت الاتفاقية الدولية لقانون البحار في المادة (38) على التالي: «تتمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية».
ونجد أن إيران في مؤتمر جنيف (1958ـ 1960) طالبت بحقها في الإشراف على مضيق هرمز. وكذلك في مؤتمر (1980) ومؤتمر (1982) إلا أن طلبها رُفض في كل مرة من قِبل الدول المُشاركة.
اليوم نجد أن إيران تحاول من جديد استخدام مضيق هرمز للتحكم في تصدير البترول، وفي كافة حركة الملاحة في الخليج، وتجعل منه جزءاً من المشكلة، وتخلط الأوراق حتى لا يُصبح الموضوع محصوراً في الشروط الأمريكية التي وضعتها على إيران.
لقد أظهرت إيران الملالي دراية كاملة بكافة الملفات، وأنها تعي ما تقوم به بالرغم من خطورته. كما أظهرت هذه المشكلة كيف أن إيران لا تُراعي مصالح أصدقائها المحليين أو العالميين. وأنها نجحت في خلط الأوراق وإظهار أن أمريكا هي السبب في ما يحدث من تصعيد ومشاكل، وفي محاولة لخطف الأنظار عن اعتداءاتها المتكررة وما يشكله وكلاء إيران في اليمن من تهديد حقيقي للسعودية وللملاحة البحرية في مضيق باب المندب.
إن الخطر الإيراني لا يتوقف عند مضيق هرمز، بل يمتد حتى مضيق باب المندب، لذا يجب أن تشترك دول المنطقة والعالم بأسره في مواجهته. ويجب أن لا يقتصر التحرك على الجانب الأمني وسلامة الملاحة بل يجب أن يشمل كافة سلوكيات النظام الإيراني المزعزع للأمن والسلم الدوليين، فإيران كانت وما زالت مصدر القلاقل والفتن في عالمنا.
إيران الملالي عدو خطير على كل الأصعده الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعلاقات الدولية، ويجب أن نكون جاهزين لها وعدم تركها تحرق بيوت غيرها، فسياستها لا تراعي مصلحة أحد غيرها، وإيران الملالي ليس لها صديق.
من أجل ذلك يجب بناء مراكز بحوث ودراسات، وأن تقوم الجامعات بتخصيص أقسام خاصة بكل هذه الجوانب الفكرية والاقتصادية لدراسة العدو الإيراني. وكذلك يجب التواصل مع الشعوب الإيرانية وبناء الجسور معها، ومع كافة الدول التي تعتمد عليها إيران، وعدم تركها تتفرد بحركة مريحة على أي جانب وعلى جميع الأصعدة.
* مستشار قانوني وكاتب سعودي