الكاتب الزميل أحمد عجب الزهراني نشر في هذه الصحيفة «عكاظ» مقالة بعنوان - طوفان الطلاق - فيه الكثير من المُغالطات التي تحتاج الرد عليها ..
في البداية قرأتُ تعليقاً لأحد المُنافحين في تويتر عن حقوق المرأة على المقالة وكاتبها، كان يتحدث بغضب وثورة وكأنه منح من تحت سلطته حق اختيار حياتها بشكل طبيعي، يتحدث عن سُلطة الذكور ويتجاهل الجاهلية التي يتعامل بها مع أقرب من له بمنعهن من مُشاركة المرأة السعودية همومها في العلن، يستحيل أن تجد امرأة دعماً من زوجها أو أبيها وتختبئ وكأنها - قلّاية زيت - مركونة في رف مطبخ تنتظر يداً تنقلها من مكانها، قد يبدو أن قدر المرأة في السعودية هو أن تكون قضية من لا قضية له، خطابات ذكورية بعض أصواتها تتحدث عن تحرير المرأة وأنها يجب أن لا تكون سلعة وأثاثا منزليا وأن لها حق الحياة كحُرة مع ذلك ذات هذه الأصوات يستحيل أن تسمع صوتاً لزوجة أحدهم، يكاد يستحيل أن ترى يوماً نقاشاً لها في تويتر يكاد يستحيل أن تجد فخراً يتيماً عابراً منه بزوجته، رغم حديث هذه الأصوات المؤيد للمرأة إلّا أن بعضها أصوات كاذبة تعاملت مع المرأة - التابعة له - كسلعة وأثاث منزلي وإمعة لا حق لها في الحديث علناً، كل نساء الأرض يدعوهن للحديث عدا زوجته والتي من المُفترض أن تكون شريكة للمرأة بنقاشات الهواء الطلق.
أما مقالة الكاتب الزهراني سأتجاوز الاتهامات التي ساقها والطعن في الترفيه وجعله سبباً مُباشراً للطلاق، وأتجه للنقاط الثلاث التي عزز بها رأيه وهي:
١- حقوق المرأة في العمل وقيادة السيارة وسرعة التقاضي، وأن المرأة استأسدت!
خطاب يرى في حق المرأة في العمل جريمة وسببا رئيسا في الطلاق وكأن نساء الحقول في قُرى السعودية سابقاً كُنّ يغازلن الطيور ولم يحرُثْنَ حقلاً!
عمل المرأة منذُ الأزل هو حق أصيل لا يناقش فيه إلّا صاحب هوى، أحد أركان قيام الأُسرة وثباتها هو التحليق بجناحين لا أن يتم تعطيل المرأة وتحويلها لأسيرة حرب.
هذا الخطاب يتحدث عن استعباد لا يتحدث عن زوجة حقيقية لها كرامتها وشأنها واستقلاليتها، قد يرى الكاتب أن كرامة المرأة مُهدرة بشكل طبيعي وهذا غير مقبول بتاتاً!
الظلم الذي تتعرض له المرأة سابقاً في أروقة المحاكم من مماطلة، يراه الكاتب خطة جيّدة للمحافظة على كينونة الأسرة!
أي أسرة طبيعية ستنتج من ظلم كهذا!
٢- البطالة التي أرهقت الشباب
يضع هنا الكاتب اللوم على المرأة ويُبرر للرجل، من اختار الزواج وهو عاطل عن العمل هو الرجل والمرأة هنا مجرد إنسانة قد يتم إجبارها على الموافقة، كان يملك أن لا يتزوج ويعبث بمصير امرأة لم ترتكب سوء في حق أحد، هنا أيضاً يتجلى الخطاب الذكوري في أبشع صُوَرِه في تحميل المرأة بطالة الذكور وتحمل تبعات زواجهم وهم عاطلون عن العمل!
٣- الزواج الجماعي
أكثر المناطق من ناحية الطلاق يندر بها وجود زواجات جماعية، والطلاق مُتفش وتكاليف الزواج تجاوزت المئة الألف، انخفاض تكاليف الزواج أو ارتفاعها لا علاقة له بالطلاق، والربط هنا يدل على خطاب ذكوري بحت يترصد السوء ليجعله مُلازماً للمرأة.
في هذه المقالة لم يُناقش الكاتب فكرة ويطرح حلا، بل وجّه اللوم وحمّل الخطأ وجعل المُذنب الوحيد هو المرأة، هل يُعقل ذلك لدى العُقلاء؟!
من مهازل الحياة مناقشة بديهيات الحياة، كحق العمل وحق التنقل، الطلاق مُتفش قبل تمكين المرأة من حقوقها، أروقة المحاكم تعج بحالات الظلم والهجران والتهرب عن النفقة والمُعلقات والمهجورات وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، خوف الكاتب ليس نابعاً من خوفه على الأسرة بقدر ما هو خوف من فقدان الذكور السُلطة والسيطرة عليها.
يبدو أننا نحتاج الكثير لنصل إلى تحقيق حياة طبيعية للمرأة.
بين خطابين: المرأة أصبحت مُجرد تابع، خطاب ذكوري يتسلق على ظهر قضايا المرأة ويعامل من تحت سلطته بتسلّط وجاهلية، وخطاب ذكوري يحارب المرأة علناً.
أخيراً..
لن تجد المرأة نصيراً حقيقياً لها سوى مثيلتها المرأة وقيادة سعودية حزمت أمرها باتجاه إعادة الحياة لنصف المجتمع الذي تم تعطيله قسراً في عصور سابقة.
* كاتب سعودي
في البداية قرأتُ تعليقاً لأحد المُنافحين في تويتر عن حقوق المرأة على المقالة وكاتبها، كان يتحدث بغضب وثورة وكأنه منح من تحت سلطته حق اختيار حياتها بشكل طبيعي، يتحدث عن سُلطة الذكور ويتجاهل الجاهلية التي يتعامل بها مع أقرب من له بمنعهن من مُشاركة المرأة السعودية همومها في العلن، يستحيل أن تجد امرأة دعماً من زوجها أو أبيها وتختبئ وكأنها - قلّاية زيت - مركونة في رف مطبخ تنتظر يداً تنقلها من مكانها، قد يبدو أن قدر المرأة في السعودية هو أن تكون قضية من لا قضية له، خطابات ذكورية بعض أصواتها تتحدث عن تحرير المرأة وأنها يجب أن لا تكون سلعة وأثاثا منزليا وأن لها حق الحياة كحُرة مع ذلك ذات هذه الأصوات يستحيل أن تسمع صوتاً لزوجة أحدهم، يكاد يستحيل أن ترى يوماً نقاشاً لها في تويتر يكاد يستحيل أن تجد فخراً يتيماً عابراً منه بزوجته، رغم حديث هذه الأصوات المؤيد للمرأة إلّا أن بعضها أصوات كاذبة تعاملت مع المرأة - التابعة له - كسلعة وأثاث منزلي وإمعة لا حق لها في الحديث علناً، كل نساء الأرض يدعوهن للحديث عدا زوجته والتي من المُفترض أن تكون شريكة للمرأة بنقاشات الهواء الطلق.
أما مقالة الكاتب الزهراني سأتجاوز الاتهامات التي ساقها والطعن في الترفيه وجعله سبباً مُباشراً للطلاق، وأتجه للنقاط الثلاث التي عزز بها رأيه وهي:
١- حقوق المرأة في العمل وقيادة السيارة وسرعة التقاضي، وأن المرأة استأسدت!
خطاب يرى في حق المرأة في العمل جريمة وسببا رئيسا في الطلاق وكأن نساء الحقول في قُرى السعودية سابقاً كُنّ يغازلن الطيور ولم يحرُثْنَ حقلاً!
عمل المرأة منذُ الأزل هو حق أصيل لا يناقش فيه إلّا صاحب هوى، أحد أركان قيام الأُسرة وثباتها هو التحليق بجناحين لا أن يتم تعطيل المرأة وتحويلها لأسيرة حرب.
هذا الخطاب يتحدث عن استعباد لا يتحدث عن زوجة حقيقية لها كرامتها وشأنها واستقلاليتها، قد يرى الكاتب أن كرامة المرأة مُهدرة بشكل طبيعي وهذا غير مقبول بتاتاً!
الظلم الذي تتعرض له المرأة سابقاً في أروقة المحاكم من مماطلة، يراه الكاتب خطة جيّدة للمحافظة على كينونة الأسرة!
أي أسرة طبيعية ستنتج من ظلم كهذا!
٢- البطالة التي أرهقت الشباب
يضع هنا الكاتب اللوم على المرأة ويُبرر للرجل، من اختار الزواج وهو عاطل عن العمل هو الرجل والمرأة هنا مجرد إنسانة قد يتم إجبارها على الموافقة، كان يملك أن لا يتزوج ويعبث بمصير امرأة لم ترتكب سوء في حق أحد، هنا أيضاً يتجلى الخطاب الذكوري في أبشع صُوَرِه في تحميل المرأة بطالة الذكور وتحمل تبعات زواجهم وهم عاطلون عن العمل!
٣- الزواج الجماعي
أكثر المناطق من ناحية الطلاق يندر بها وجود زواجات جماعية، والطلاق مُتفش وتكاليف الزواج تجاوزت المئة الألف، انخفاض تكاليف الزواج أو ارتفاعها لا علاقة له بالطلاق، والربط هنا يدل على خطاب ذكوري بحت يترصد السوء ليجعله مُلازماً للمرأة.
في هذه المقالة لم يُناقش الكاتب فكرة ويطرح حلا، بل وجّه اللوم وحمّل الخطأ وجعل المُذنب الوحيد هو المرأة، هل يُعقل ذلك لدى العُقلاء؟!
من مهازل الحياة مناقشة بديهيات الحياة، كحق العمل وحق التنقل، الطلاق مُتفش قبل تمكين المرأة من حقوقها، أروقة المحاكم تعج بحالات الظلم والهجران والتهرب عن النفقة والمُعلقات والمهجورات وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، خوف الكاتب ليس نابعاً من خوفه على الأسرة بقدر ما هو خوف من فقدان الذكور السُلطة والسيطرة عليها.
يبدو أننا نحتاج الكثير لنصل إلى تحقيق حياة طبيعية للمرأة.
بين خطابين: المرأة أصبحت مُجرد تابع، خطاب ذكوري يتسلق على ظهر قضايا المرأة ويعامل من تحت سلطته بتسلّط وجاهلية، وخطاب ذكوري يحارب المرأة علناً.
أخيراً..
لن تجد المرأة نصيراً حقيقياً لها سوى مثيلتها المرأة وقيادة سعودية حزمت أمرها باتجاه إعادة الحياة لنصف المجتمع الذي تم تعطيله قسراً في عصور سابقة.
* كاتب سعودي