العصيدة أكلة يمنية ضاربة في عمق التراث الغذائي اليمني، ومع أن مكوناتها ومقاديرها محدودة للغاية إلا أن المفردة اكتسبت دلالة تشي أن الأمر دخل إلى حيز (التلعبك).. فيقال:
- باتقع عصيدة.
والآن يعيش اليمن هذا (التلعبك)، فعلى أرض الواقع ثمة عدة قوى متنازعة لتثبيت الشرعية أو الانقلاب عليها أو الانفصال بالجزء الجنوبي، وهذه القوى ظاهرة للعيان إلا أن ثمة قوى تتحرك من تحت البساط ترقب ما يسفر عن انجلاء المواقف المتصارعة، وهي تمني نفسها باستدامة الاختلاف والمعارك لكي يكون لها دور فاعل في تشتيت المعركة الواحدة إلى عدة معارك وبأسماء مختلفة وفق الشعارات المحمولة على الأعناق، ومن القوى التي تعمل بجد وفي الفراغات الممكن اللعب فيها هي جماعات الإخوان والدواعش والقاعدة، وهي قوى تميل الآن وفق ما تفرضه المعارك، تتحرك لمساندة أي قوة يمكن الاستفادة منها لاحقاً.
ومن الإشارات الأولى للثورة اليمنية كان الجنوبيون رافعين شعار الانفصال كون البعض من الزعامات السياسية الجنوبية ترى أن اليمن الشمالي احتل بلادهم تحت شعار الوحدة، وكانت النوازع ظاهرة حتى تدخلت قوى التحالف لنصرة الشرعية لإعادة موازين القوى ورفض الانقلاب الحوثي، في تلك البداية الأولى كانت النوازع تتحرك لدى الجنوبيين لاستغلال الظرف واسترجاع الجنوب (بلادهم) إلا أن ظهور التحالف جعل تلك الرغبة تتوارى قليلاً وإن لم تخمد تلك الرغبة منتظرة عما يسفر عنه واقع الحرب..
وفي هذه (العصيدة) لم يعد بالإمكان فرز مكونات تلك الأكلة اليمنية، ويبدو أن الجميع قد وضع يده لأن يتذوق مما يليه، وفي هذا التداعي والتحفز والانتظار والنتائج تشكلت مكونات من القوى السياسية اليمنية الجنوبية على أخذ زمام المبادرة باسترجاع الجنوب، مع أنها في البدء رضخت للمناداة بالشرعية ولم تشأ إظهار رغبتها على السطح واستقر أمرها على تأجيل رغبتها لأن في ذلك حتمية اقتسام البلد وأن ذلك سيؤدي إلى تعطيل عمل التحالف الذي جاء من أجل استرداد الشرعية، ومع تقافز الأيام للأمام ظهرت حقيقة بأن اليمنيين سينقسم بعضهم على بعض، وبدلاً أن تكون العمليات العسكرية للتحالف هي قوة لدحر الحوثيين فإذا بها تواجه تعدد جهات الانقلابات والخروج عن الشرعية، وهذا يؤدي إلى أن كل حزب أو جماعة تقتسم لها موقعاً فتجعل الحرب تطول من غير اكتساب نصر حقيقي، اللهم استدامة الحرب لسنوات طوال، وفي نهاية الأمر ستعود الشرعية إلى أهل اليمن كقوى معترف بها دولياً، كما أن قوى التحالف لن ترضى بغير استعادة تلك الشرعية وهي القوة المدعمة عسكرياً ومالياً لمجابهة أي قوى تريد ابتلاع (اللقمة) التي تم وضعها في الفم.
والتحالف وعلى رأسه المملكة يرى أن تدخل إيران من البدء لمساندة الحوثيين هو اعتداء على حدودها الجنوبية ومع تقدم الوقت تدخلت تركيا وقطر لدعم القوى المجمدة من إجل إثارة وخلق معارك برؤوس سياسية أو عسكرية ضد التحالف والشرعية.. والدولتان الأخيرتان أدخلتا مقادير مضافة على أكلة (العصيدة)، ستكون الأيام القادمة حبلى بما ستكون عليه (العصيدة اليمنية).
- باتقع عصيدة.
والآن يعيش اليمن هذا (التلعبك)، فعلى أرض الواقع ثمة عدة قوى متنازعة لتثبيت الشرعية أو الانقلاب عليها أو الانفصال بالجزء الجنوبي، وهذه القوى ظاهرة للعيان إلا أن ثمة قوى تتحرك من تحت البساط ترقب ما يسفر عن انجلاء المواقف المتصارعة، وهي تمني نفسها باستدامة الاختلاف والمعارك لكي يكون لها دور فاعل في تشتيت المعركة الواحدة إلى عدة معارك وبأسماء مختلفة وفق الشعارات المحمولة على الأعناق، ومن القوى التي تعمل بجد وفي الفراغات الممكن اللعب فيها هي جماعات الإخوان والدواعش والقاعدة، وهي قوى تميل الآن وفق ما تفرضه المعارك، تتحرك لمساندة أي قوة يمكن الاستفادة منها لاحقاً.
ومن الإشارات الأولى للثورة اليمنية كان الجنوبيون رافعين شعار الانفصال كون البعض من الزعامات السياسية الجنوبية ترى أن اليمن الشمالي احتل بلادهم تحت شعار الوحدة، وكانت النوازع ظاهرة حتى تدخلت قوى التحالف لنصرة الشرعية لإعادة موازين القوى ورفض الانقلاب الحوثي، في تلك البداية الأولى كانت النوازع تتحرك لدى الجنوبيين لاستغلال الظرف واسترجاع الجنوب (بلادهم) إلا أن ظهور التحالف جعل تلك الرغبة تتوارى قليلاً وإن لم تخمد تلك الرغبة منتظرة عما يسفر عنه واقع الحرب..
وفي هذه (العصيدة) لم يعد بالإمكان فرز مكونات تلك الأكلة اليمنية، ويبدو أن الجميع قد وضع يده لأن يتذوق مما يليه، وفي هذا التداعي والتحفز والانتظار والنتائج تشكلت مكونات من القوى السياسية اليمنية الجنوبية على أخذ زمام المبادرة باسترجاع الجنوب، مع أنها في البدء رضخت للمناداة بالشرعية ولم تشأ إظهار رغبتها على السطح واستقر أمرها على تأجيل رغبتها لأن في ذلك حتمية اقتسام البلد وأن ذلك سيؤدي إلى تعطيل عمل التحالف الذي جاء من أجل استرداد الشرعية، ومع تقافز الأيام للأمام ظهرت حقيقة بأن اليمنيين سينقسم بعضهم على بعض، وبدلاً أن تكون العمليات العسكرية للتحالف هي قوة لدحر الحوثيين فإذا بها تواجه تعدد جهات الانقلابات والخروج عن الشرعية، وهذا يؤدي إلى أن كل حزب أو جماعة تقتسم لها موقعاً فتجعل الحرب تطول من غير اكتساب نصر حقيقي، اللهم استدامة الحرب لسنوات طوال، وفي نهاية الأمر ستعود الشرعية إلى أهل اليمن كقوى معترف بها دولياً، كما أن قوى التحالف لن ترضى بغير استعادة تلك الشرعية وهي القوة المدعمة عسكرياً ومالياً لمجابهة أي قوى تريد ابتلاع (اللقمة) التي تم وضعها في الفم.
والتحالف وعلى رأسه المملكة يرى أن تدخل إيران من البدء لمساندة الحوثيين هو اعتداء على حدودها الجنوبية ومع تقدم الوقت تدخلت تركيا وقطر لدعم القوى المجمدة من إجل إثارة وخلق معارك برؤوس سياسية أو عسكرية ضد التحالف والشرعية.. والدولتان الأخيرتان أدخلتا مقادير مضافة على أكلة (العصيدة)، ستكون الأيام القادمة حبلى بما ستكون عليه (العصيدة اليمنية).