دعتني صديقة (مشكوك) في قواها العقلية لحضور حفل بسيط كانت قد أقامته في منزلها غير العامر بمناسبة (خلعها) لزوجها المُحترم الذي بات (يا حبة عيني) مخلوعاً شرعاً وعُرفاً وقانوناً وكتفاً أيضاً.
وقد قررت الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة مع أهلها وصديقاتها وبعض جارات السوء اللواتي كُن يحرضنها على الانفصال من ذاك الزوج الظالم على حد تعبيرها.
ولا أخفيكم كانت مظاهر الفرح والسعادة تخيم على الأجواء، بعكس ما يتوقع في مثل تلك المناسبات التي لا يأخذ الاحتفال بها عادةً طابع الفرح والغناء والرقص، إلا أن أختنا في الله (ما صدقت خبر) ومن شدة فرحتها بهذا الانفصال (كعَتْ) من جيبها أيضاً المبلغ الفُلاني (لطقاقة) معروفة ولها شنة ورنة في المجتمع وما أن تستمع إلى صوتها حتى تميل وتتمايل و(تطق) لا شعورياً رقبة، فصوتها بديع ومرتفع مثل أجرها الذي قد يطعم ستة وستين مسكيناً!
وكما هو متعارف عليه، الخلع هو فراق الزوجة بعوض يأخذه الزوج منها وتنازلها عن كامل حقوقها، وهو انتهاء لصلاحية عقد الزواج بينهما بلفظ نسائي تطلقه الزوجة على زوجها عند استحالة استمرار الحياة أو المعيشة معه، وقد سمي بذلك لأن المرأة تخلع زوجها عنها كما تخلع اللباس من بدنها، فإن (علقها) ورفض أن يطلقها ما عليها سوى أن تقول له: روح وأنت مخلوع... بالثلاثة.
وبالنسبة للرجل (المخلوع) فهو يخلصه من تكاليف الطلاق الخاصة بحقوق الزوجة ويعفيه، ولكن هذا ما سيعرضه للانتقادات والسخرية؛ لأن مجتمعاتنا الشرقية بطبيعة الحال لا ترحم وتنظر للرجل المخلوع بنظرة دونية تماماً كما ينظر البعض الجاهل والمريض للمرأة المطلقة.
وأياً كانت نظرة المجتمع، واقتداءً بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جاءته زوجة الصحابي ثابت بن قيس وطلبت منه الخلع قائلة: أنها لا تعيب على زوجها دينه ولا خلقه، ولكنها تخاف من الكفر في الإسلام، فأمرها برد حديقة زوجها عليه وطلب منه تطليقها.
لذا نستطيع القول أن الخلع بحد ذاته ليس حراماً، بل هو في بعض الأحيان خلاص يكفل للمرأة أيضاً حقها في الانفصال عن زوجها في حال ابتلاها الله برجل (نُص كوم) أو كان حتى أحد العازفين أصحاب السيمفونيات الليلية و(الشخير) المزعج.
فالنساء تعتبر الخُلع بمثابة «خشبة الخلاص» من جحيم العيش تحت سقفٍ واحد مع زوجٍ لا يستحق، وعن تبعات هذا القرار أوضحت إحدى (الخالعات) سابقاً أن إقدامها على الخلع قد أعطاها قوة وثقة في نفسها بعد الانفصال، هذا لأن المجتمع -على حد تعبيرها- ينظر للمرأة المطلقة على إنها (معيوبة) والرجل كامل، في حين يحترم المرأة التي تخلع بعلها بإرادتها، وهذا ما يجعلها في نظر الناس ضحية لسلوكيات زوج سيئ وليس العكس.
وعلى أية حال يا معشر الرجّال، عاشروهن بإحسان أو اتركوهن لمن هو أرجل، وأصدق، وأكثر تحملاً للمسؤولية منكم، فصحيح أن المرأة المُطلقة ليست معيوبة، ولا الرجل المخلوع ناقص، لكن مفهوم الرجولة مختلف ومتفاوت بينكم، وبعضكم بالفعل لا يتعاشر ولا يفيق حتى يفوت الأوان.
وعلى رأي المثل:
«انتهت الزفة وضرب الدفوف، وجات الهبلة تقول تبغى تشوف»... وعجبي!
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
وقد قررت الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة مع أهلها وصديقاتها وبعض جارات السوء اللواتي كُن يحرضنها على الانفصال من ذاك الزوج الظالم على حد تعبيرها.
ولا أخفيكم كانت مظاهر الفرح والسعادة تخيم على الأجواء، بعكس ما يتوقع في مثل تلك المناسبات التي لا يأخذ الاحتفال بها عادةً طابع الفرح والغناء والرقص، إلا أن أختنا في الله (ما صدقت خبر) ومن شدة فرحتها بهذا الانفصال (كعَتْ) من جيبها أيضاً المبلغ الفُلاني (لطقاقة) معروفة ولها شنة ورنة في المجتمع وما أن تستمع إلى صوتها حتى تميل وتتمايل و(تطق) لا شعورياً رقبة، فصوتها بديع ومرتفع مثل أجرها الذي قد يطعم ستة وستين مسكيناً!
وكما هو متعارف عليه، الخلع هو فراق الزوجة بعوض يأخذه الزوج منها وتنازلها عن كامل حقوقها، وهو انتهاء لصلاحية عقد الزواج بينهما بلفظ نسائي تطلقه الزوجة على زوجها عند استحالة استمرار الحياة أو المعيشة معه، وقد سمي بذلك لأن المرأة تخلع زوجها عنها كما تخلع اللباس من بدنها، فإن (علقها) ورفض أن يطلقها ما عليها سوى أن تقول له: روح وأنت مخلوع... بالثلاثة.
وبالنسبة للرجل (المخلوع) فهو يخلصه من تكاليف الطلاق الخاصة بحقوق الزوجة ويعفيه، ولكن هذا ما سيعرضه للانتقادات والسخرية؛ لأن مجتمعاتنا الشرقية بطبيعة الحال لا ترحم وتنظر للرجل المخلوع بنظرة دونية تماماً كما ينظر البعض الجاهل والمريض للمرأة المطلقة.
وأياً كانت نظرة المجتمع، واقتداءً بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جاءته زوجة الصحابي ثابت بن قيس وطلبت منه الخلع قائلة: أنها لا تعيب على زوجها دينه ولا خلقه، ولكنها تخاف من الكفر في الإسلام، فأمرها برد حديقة زوجها عليه وطلب منه تطليقها.
لذا نستطيع القول أن الخلع بحد ذاته ليس حراماً، بل هو في بعض الأحيان خلاص يكفل للمرأة أيضاً حقها في الانفصال عن زوجها في حال ابتلاها الله برجل (نُص كوم) أو كان حتى أحد العازفين أصحاب السيمفونيات الليلية و(الشخير) المزعج.
فالنساء تعتبر الخُلع بمثابة «خشبة الخلاص» من جحيم العيش تحت سقفٍ واحد مع زوجٍ لا يستحق، وعن تبعات هذا القرار أوضحت إحدى (الخالعات) سابقاً أن إقدامها على الخلع قد أعطاها قوة وثقة في نفسها بعد الانفصال، هذا لأن المجتمع -على حد تعبيرها- ينظر للمرأة المطلقة على إنها (معيوبة) والرجل كامل، في حين يحترم المرأة التي تخلع بعلها بإرادتها، وهذا ما يجعلها في نظر الناس ضحية لسلوكيات زوج سيئ وليس العكس.
وعلى أية حال يا معشر الرجّال، عاشروهن بإحسان أو اتركوهن لمن هو أرجل، وأصدق، وأكثر تحملاً للمسؤولية منكم، فصحيح أن المرأة المُطلقة ليست معيوبة، ولا الرجل المخلوع ناقص، لكن مفهوم الرجولة مختلف ومتفاوت بينكم، وبعضكم بالفعل لا يتعاشر ولا يفيق حتى يفوت الأوان.
وعلى رأي المثل:
«انتهت الزفة وضرب الدفوف، وجات الهبلة تقول تبغى تشوف»... وعجبي!
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com